تقرير اخباري : كيف يمثل المشرعون والمستشارون السياسيون سكان الصين البالغ 1.3 مليار نسمة؟

بكين 2 مارس 2012 ( شينخوا ) هل من الممكن لخمسة آلاف أو نحو ذلك من المشرعين والمستشارين السياسيين أن يمثلوا سكان الصين البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة ؟.

ومع اقتراب الانعقاد المقرر للدورة السنوية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى ،أكبر الأجهزة التشريعية ،فى غضون أيام قليلة ،قالت يانغ تسوى فانغ النائبة فى المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى من مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين إنها على ثقة بقدرتها على رفع صوت دائرتها فى عاصمة الوطن .

وتعتزم يانغ تقديم العديد من توصيات السياسات إلى المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى ،وكلها مكتوبة بخط يدها، حيث إنها لا تعرف كيفية استخدام الكومبيوتر .

وحيث ان يانغ ،60 عاما، هى أمين دائرة فرعية تابعة للحزب الشيوعى الصينى فى قريتها ،فقد اختارت العيش فى الريف برغم أن بقية أفراد أسرتها انتقلوا للعيش فى مناطق حضرية .

وقالت يانغ " إنه من أجل إعداد توصيات خاصة للسياسات لا أضطر للقيام بدراسات فى أيام محددة . فعن طريق التجوال فى القرى فى داخل دائرتى والحديث مع جمهور الناخبين يوميا ،أعرف جيدا ما يدور فى أذهانهم " .

وتركز توصيات يانغ فى الأغلب على القضايا الريفية ،مثل الأطفال الذين يتركهم أباؤهم وأمهاتهم للعمل فى المدن الكبيرة . وثمة فرص طيبة لأن تبذل الحكومة جهودا لمعالجة المشكلات التى تثيرها حيث إن لها سجلا جيدا فى لفت انتباه الحكومة إلى ماتطرحه من قضايا.

وهناك أيضا ليو يونغ هاو رئيس شركة مجموعة نيو هوب الزراعية وعضو المجلس الوطنى للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى الذى سوف يبدأ دورته السنوية قبل يومين من انعقاد دورة المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى .

ويعتزم ليو تقديم مقترحات حول القضايا الريفية أيضا ،ولكن العرض لن يكون بالقلم والورق بل انه عرض مرئى باستخدام الكمبيوتر.

وقال "سأواصل الدعوة للاهتمام بقضايا التنمية الريفية وسأنصح الحكومة المركزية بمنح أولوية للقضايا ذات الصلة كل عام " .

وترتكز مقترحات ليو على خبراته التى اكتسبها من 30 عاما من الإدارة وأكثر من 20 عاما من البحوث الميدانية فى أنحاء الصين.وقد انتخب ليو فى عام 1993 عضوا فى المجلس الوطنى للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى ،وسافر إلى كل المناطق الزراعية الكبرى فى الدولة ليكتسب خبرة كان يحتاج اليها لطرح ثلاثة أو أربعة مقترحات فى كل دورة سنوية .

ومع اقتراب الدورتين السنويتين للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى والمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى ،سوف يجتمع أكثر من 2900 من نواب المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى ومايزيد على 2200 من أعضاء المجلس الوطنى للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى فى بكين ، حاملين معهم مشروعات قوانين ومقترحات مستقاة من مطالب الجمهور .

ويعيش تشو فو مين فى قرية ليست بعيدة من قرية يانغ .ولايعرف تشو ، وهو مزارع خضروات ،يانغ أو ليو ،ولكنه أبدى اهتماما كبيرا بالدورتين المقبلتين.

وتشو عضو فى نقابة زراعية فى القرية ،وهى ائتلاف طوعى من زارعى الخضروات يساعد فى تنظيم وتحسين الإنتاج الزراعى . وعندما أبلغ تشو أن ليو يعتزم تعزيز النقابات الزراعية فى أنحاء البلاد باعتباره عضوا من أعضاء المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى قال انه يتفق تماما مع المستشار السياسى .

وقال تشو " إن ذلك يجعل الأشياء أكثر سهولة بالنسبة لى . ففى النقابة لدينا أفراد يراقبون مشتروات البذور وزراعتها وبيعها " وتوقف لحظة قبل أن يسأل "هل يمكن لأحد أن يذكر أن حفيدتى يتعين عليها السير ساعة إلى المدرسة لأن حافلة المدرسة لا تتوقف عند بيتى ؟ " .

وشعر بسعادة لأنه عرف أن شواغله هى واحدة من شواغل كثيرة متضمنة فى توصيات يانغ .

إن المشرعين الصينيين لايعملون سوى لبعض الوقت،بخلاف نظرائهم فى الدول الغربية الذين يعملون وقتا كاملا . وإن التوازن بين أعمالهم وواجباتهم التشريعية يمثل تحديا أمامهم .

ويطرق العديد من المشرعين الأبواب لالتماس الآراء فى الوقت الذى يخصص فيه آخرون أياما محددة لاستقبال الناخبين . وقد فتح عدد متزايد من المشرعين لأنفسهم مدونات صغيرة فى أعقاب ازدهار مواقع التواصل الاجتماعى .

وبالرغم من أن الخبراء يرون أن المدونات طريقة نافعة لمعرفة آراء الجمهور ، فإن عدد مشتركى الانترنت فى البلاد الذى يبلغ 400 مليون لايزال غير كاف لتمثيل الدولة كلها ،مما يدل على أن الزيارات المنزلية والأشكال الأخرى من التفاعل ما تزال ضرورية .

وقال هان شيان تسونغ النائب بالمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى من مقاطعة أنهوى بوسط الصين ان النزاعات الاجتماعية التى تنشأ خلال عملية التنمية الاقتصادية تجعل من المهم على وجه الخصوص السعى إلى معرفة آراء القواعد خلال العملية التشريعية .

وفى سبتمبر الماضى انضم هان الذى يشغل أيضا منصب أمين الحزب بمدينة تشوتشو ، إلى حملة تستمر ستة اشهر تتطلب من أمناء الحزب فى المقاطعة زيارة القرى والشركات والتجمعات الحضرية والمدارس لتحديد شكاوى الجمهور . وطلب منهم تدوين ملاحظات عن الشكاوى وإعلان جدول زمنى لمعالجتها .

وأضاف هان " إن الزيارات كانت مفيدة للغاية . ومالم نتحدث مع أفراد الشعب ،لن نتمكن من معرفة شكاواهم ولن يثق بنا أحد . وإن الحكومة التى لا تستطيع أن تكون محل ثقة الشعب تكون فى خطر عظيم " .

وقال هو آن قانغ الاقتصادى من جامعة تشينغهوا انه ليست هناك سابقة لحكم بلد يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة .بيد أنه ما زال من الممكن لخمسة آلاف من المشرعين والمستشارين السياسيين تمثيل مصالح الشعب الصينى ومطالبه ،طالما أنهم يؤدون واجباتهم بجدية بما يتفق مع القانون .