الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الدورتان ستعقدان في ظل أوضاع دولية معقدة ومهام محلية صعبة (خاص)
24 فبراير 2012 / شبكة الصين/ تعقد دورتا المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في بداية مارس المقبل في ظل أوضاع دولية معقدة ومهام صعبة تواجه الإصلاح والتنمية في الصين. وتحظى المسائل التي ستناقشها الدورتان وما ستقررانه للمرحلة المقبلة وتوجهانه من رسائل للعالم باهتمام بالغ بصفتهما آخر دورتين وطنيتين هامتين قبل المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني.
وكانت الصين قد أصبحت ثاني اقتصاد في العالم عام 2011 الذي صادف بداية الخطة الخمسية الثانية عشرة، ونما الاقتصاد بمعدل 2ر9% مرتفعاً عن معدل 7% الذي حددته الخطة الخمسية الثانية عشرة للنمو الاقتصادي الصيني، فبدت الصين كأنها "نجمة" يتطلع إليها كل العام. ولكن في ظل إتجاه تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني أثناء التدهور المتواصل للاقتصاد الأمريكي والأوروبي فلن يخفف تغيير الصين نمط نمو اقتصادها وتعديله قلق الناس بشأن المستقبل رغم وجود دور للتعديل والتحكم الذاتي في هذا التغيير والتعديل.
وقال تشانغ لي تشيون، الباحث في مركز الدراسات التنموية التابع لمجلس الدولة إنه "من المحتمل أن تتجاوز درجة تعقد الوضع الذي تواجهه الصين في العام الجاري فترة الأزمة المالية العالمية في عام 2008."
ومن المتوقع أن تتركز اهتمامات الدورتين على "تحقيق التنمية مع الاستقرار" الأمر الذي يدل على أن الصين تعمل على الحفاظ على الاستقرار في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية مع مواصلة الالتزام بوضع التنمية في المقام الأول، لحل المشاكل بالتنمية.
وحلل بعض النواب والأعضاء بالدورتين قبل انعقادهما الوضع الراهن قائلين إن الصين لا تزال أمامها فرصة جيدة للتنمية. وتعود أسباب ذلك رئيسيا إلى أن سياسة الإصلاح والانفتاح حظيت بدعم الجماهير، وأن السلطة الصينية راسخة، ويسود الاستقرار مجتمعها، وتوفر قوة الصين الشاملة المتزايدة يوميا الدعم لتنميتها في المرحلة المقبلة. وإلى جانب ذلك فإن الأزمة المالية العالمية اسهمت في دفع تحقيق التغيير، وحثت على الابتكار النظري؛ ويحتم التغير الهائل الذي يشهده طلب السوق الدولية على منتجات الصين أن تغير نمط اقتصادها المتمثل في الاعتماد على الاستثمار والطلب الخارجي، لآخر موجه نحو السوق والحضرنة والتصنيع وتحديث الزراعة في الصين باعتبارها مجالات ذات ذو قوة كامنة عظيمة، وأن تسعى الصين وراء سياسة خارجية سلمية، وتحافظ على علاقات طيبة مع مختلف الدول، وعلى تحقيق المنفعة والكسب المشتركين، وأن تكون الآراء المشتركة والمتشابهة أكثر من الخلافات مع الدول الاخرى وغيرها من المجالات. وترسل كل هذه العناصر إشارات إيجابية للعالم. وسيعزز العنصر الصيني ثقة الناس في أن المستقبل بالعالم سيكون أفضل.
والسبب الآخر هو تعميق الإصلاح حيث تغطي الأعمال الرئيسية لإصلاح الهيكل الاقتصادي التي أقرها اجتماع مجلس الدولة الذي اختتم قبل أيام المؤسسات الإنتاجية والمالية والضرائب والقطاع المصرفي والأراضي وأسعار الموارد والنظام الإداري والخدمات العامة ونظام التوزيع والتسجيل المدني وغيرها من المجالات.
وقال دينغ يوان تشو، نائب رئيس قسم الاستشارات بالمعهد الإداري الوطني إن "كثرة مجالات الإصلاح وقوته يعكسان أن المشاكل والتحديات التي تواجهها الصين الآن قد وصلت إلى درجة ملحة لحلها بالإصلاح الشامل والقوة الكبيرة" ويرى أن الإصلاح الصيني سيصبح إحدى أهم النقاط التي ينظر إليها العالم عندما يتجه الأخير إلى التغيير بعد أن يشهد الاضطراب العالمي. والناحية المهمة الأخرى هي كيفية تحويل "التصميم العظيم من قبل أعلى مستوى قيادي بالدولة" إلى مصالح فعلية لأبناء الشعب. واستخدم هو جين تاو في كلمة ألقاها خلال مناسبة إحياء الذكرى التسعين للحزب الشيوعي الصيني في أول يوليو من العام الماضي عبارات "نتتلمذ على يد الشعب" و"نعتبر أبناء الشعب أهلنا" و"الشعب" أكثر من مائة مرة. ويتوقع دينغ يوان تشو أن تركز الإجراءات التي ستجيزها الدورتان في العام الجاري أكثر على كيفية تحقيق السعادة لأبناء الشعب. ودلت تجارب الكثير من الدول في العالم على أنه من المأمول تحقيق التنمية المستقرة في أي دولة تحافظ على مصالح أبناء الشعب وتتخذ تلبية طلبات أبناء الشعب نقطة انطلاق وموطأ قدم لها.
وتجسد الدورتان ممارسة أبناء الشعب الصيني حقهم في أن يكونوا سادة الدولة، وستجمع الدورتان في العام الجاري آراء أبناء الشعب، وتبلوران حمكتهم بصورة متزايدة لتعزيز الثقة والتوصل إلى آراء مشتركة لتستمر "معجزة الصين".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |