21 فبراير 2012 / شبكة الصين / ظلت الصداقة الصينية العربية محورا أساسيا للعلاقات بين الصين والعالم العربي، إلا أن تباين مواقفهما إزاء أزمة سوريا الذي برز مؤخرا قد أثار قلقا كبيرا من أن يحدث ذلك تأثيرات سلبية على الشراكة الاستراتيجية بينهما. وفي هذا الإطار، طرحت مراسلة / شبكة الصين / تساؤلاتنا حول ما إذا كانت الصداقة الصينية العربية تواجه اختبارا أمام أزمة سوريا على السيد هوا لي مينغ السفير الصيني الأسبق لدى إيران والإمارات في حوار أجرته معه مؤخراً وفيما يلي إفادة السفير الصيني للشبكة:

 

شبكة الصين: مع تفاقم الأوضاع المتوترة أصلاً التي تعيشها سوريا منذ فبراير الجاري، شهدت المواقف بين الصين والعالم العربي اختلافات إزاء قضية سوريا، كما يبدو أن هذه الاختلافات تشهد حاليا اتساعا متزايدا. وفي رأيكم، هل ستؤثر نتيجة تصويت الصين في الجمعية العامة للأمم المتحدة سلبيا على الصداقة بين الصين والعالم العربي؟

 

هوا لي مينغ: تضرب الصداقة الصينية العربية بجذورها في أعماق التاريخ، وإن قاعدة التعاون بينهما راسخة ومتينة. كما أنه مع التطور السريع للاقتصاد الصيني، ينتظر التعاون بينهما مستقبلا مشرقا. واعتقد أن العلاقات الصينية العربية قادرة على الصمود أمام ما شهدته من اختلافات. وبعد ظهور اضطرابات اجتماعية في سوريا، بدأت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تحث خطواتها في الساحة الدولية لإسقاط نظام الأسد، وتهيئة ظروف صالحة للتدخل العسكري في قضية سوريا. وطُرح في الـ4 من فبراير الجاري خلال اجتماع مجلس الأمن مشروع قرار عربي غربي بشأن أزمة سوريا، وينص جوهر مشروع القرار على تحني الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، وتغير النظام السوري بالقوة الخارجية. كما اُعتبر هذا المشروع أسلوبا خفيا لتهيئة ظروف معينة لبدء تدخل عسكري في الشؤون السورية، وإعادة لسيناريو ليبيا. ومن الواضح أن ذلك لا يتفق مع قواعد السياسات الخارجية الصينية. وبالإضافة إلى ذلك، قد أسقطت الدول الغربية بالضربات العسكرية النظام الليبي السابق، وإذا نجحت في تغيير نظام الأسد عن طريق تصويت مجلس أمن الدولي، فلا مفر من أن ذلك يؤدي إلى اختلال النظام الدولي. وأستناداً على الأسباب المذكورة، صوتت الصين ضد مشروع القرار بشأن القضية السورية.

1   2   3   4