الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تعليق: اسباب تصويت الصين ضد قرار الامم المتحدة حول سوريا
بكين 19 فبراير 2012 (شينخوا) قام نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون بلقاء مسئولين سوريين وجماعات المعارضة امس (السبت) في مهمة لشرح موقف الصين حيال القضية السورية.
جاءت زيارة تشاي بعدما صوتت الصين ضد مشروع قرار حول سوريا في الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الخميس الماضي بعد اقل من اسبوعين من استخدام الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) في التصويت على مشروع قرار مماثل في مجلس الامن يوم 4 فبراير.
ويؤيد القرار غير الملزم الذي اقرته الجمعية العامة انتقالا سياسيا في سوريا.
ان دراسة متأنية للوضع العام والمعقد في سوريا سيسهل على الناس فهم المبرر الكافي لمعارضة الصين لهذين القرارين، رغم انتقادات بعض الدول الغربية.
وبداية، تعتقد الصين مثلها مثل آخرين ان الامل مازال موجودا في امكانية حل الازمة السورية عبر الحوار السلمي بين المعارضة والحكومة، على عكس ما تردده بعض الدول الغربية بأن الوقت تجاوز المحادثات في سوريا.
ومن بين مجموعات المعارضة المختلفة في سوريا، اعلن البعض استعداده لاجراء حوار مع الحكومة السورية وحذروا الراغبين في التدخل الخارجي من ان يصبحوا اداة في يد الغرب.
غير ان تقارير الاعلام الغربى تجاهلت بشكل كبير، اما بقصد او بدون قصد، دعواتهم لاجراء حوار سلمي بين السوريين. وتعطي هذه التقارير انطباعا خاطئا بأن هناك توافقا ساحقا بين فصائل القوى المعارضة المختلفة على التدخل الاجنبي في البلاد.
ثانيا: اللجوء للتدخل الاجنبي في سوريا، التى تضم مزيجا من العقائد والطوائف والعشائر المختلفة، لن يسفر على الارجح عن حل متوازن وشامل يرضي الجميع.
والاسوأ من ذلك، فإنه يهدد باذكاء التوترات الطائفية، ما يدفع هذا البلد المضطرب بالفعل الى حرب اهلية دامية وانتشار العنف في انحاء المنطقة.
كما ان الحالات السابقة توضح ان التدخل الخارجي السافر لم يؤد الى احلال السلام والازدهار الكامل كما وعد الغرب.
ومازالت اراقة الدماء مستمرة في العراق والصومال وافغانستان حيث تدخلت القوى الاجنبية وجاءت "للمساعدة". ولم يمر يوم واحد دون تعرض ابرياء للعنف في هذه البلاد، ما يسفر عن قتلهم او اصابتهم باعاقة بدلا من بناء مستقبل وطنهم، الامر الذي دفع اغلبهم الى الاستسلام لقدرهم.
ومن هذا المنطلق، يعد رفض الصين للتدخل الخارجي تعبيرا عن المخاوف المشروعة المشتركة للعديد في المجتمع الدولي.
وعلى النقيض يبدو ان الغرب مدفوعا بالاعتبارات الجغرافية السياسية اكثر من "هدفه السامي" المعلن من جانبه لتحرير الشعب السورى.
ونظرا الى الاهمية الاستراتيجية لسوريا في الشرق الاوسط لانها تقع على الحدود مع تركيا والاردن والعراق واسرائيل ولبنان، بالاضافة الى علاقاتها الوثيقة مع ايران وحزب الله المسلح في لبنان، ظلت بعض القوى الغربية معادية لحكومة الاسد لفترة طويلة ومصممة على اسقاطها.
ومع تفاقم الازمة السورية، تحرك الغرب بالطبع في اتجاه السعي الى "تغيير النظام" في سوريا في محاولة لعزل ايران وحزب الله، خصميهما في المنطقة، وبالتالي قلب موازين القوة لصالحهم.
غير ان صناديق الاقتراع وليس الرصاص، هى التى تجلب الرخاء للشعوب حول العالم.
وافضل ما تفعله القوى الخارجية هو خلق بيئة خارجية نزيهة من شأنها تسهيل الاحلال المبكر للسلام والازدهار في سوريا.
ولن يؤدي تدخل بعض الدول الاجنبية إلا الى اعاقة الوصول الى حل معقول وشامل للازمة، وتأجيج الوضع المضطرب بالفعل هناك.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |