الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
زيارة ون جيا باو للسعودية تسعى للارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستوى التعاون الاستراتيجى الشامل
بقلم ثريا لوه
بكين 14 يناير 2012 (شينخوا) من المزمع ان يصل رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو إلى الرياض مساء اليوم (السبت) فى زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية. وهذه هى أول زيارة من نوعها لرئيس مجلس دولة صيني للسعودية منذ 20 عاما حيث سيلتقى ون كلا من العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولى العهد نايف بن عبد العزيز، اضافة الى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزيانى، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلى.. وستصدر الحكومتان الصينية والسعودية بيانا مشتركا للارتقاء بمستوى علاقات الصداقة الاستراتيجية بين البلدين وتعميق التعاون فى كافة المجالات. كما سيوقع الطرفان سلسلة من اتفاقيات التعاون تغطى المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية والثقافية، ومن المقرر ان يحضر ون أيضا بعض الأنشطة الإنسانية فى البلاد.
التبادل المكثف للزيارات رفيعة المستوى وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين
شهدت علاقات التعاون الودي بين الصين والسعودية نموا مطردا وتواصلت التبادلات على كافة المستويات واتسعت مجالات التعاون بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى 21 يوليو عام 1990.
فان الصين هى أول دولة زارها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد اعتلائه العرش، كما انه أول ملك سعودي قام بزيارة الصين. ويعد ذلك دليلا على مدى اهتمام العاهل السعودي بتوطيد اواصر العلاقة بين البلدين. وفى أبريل عام 2006، أى بعد زيارة العاهل السعودي للصين بثلاثة اشهر فقط، قام الرئيس الصيني هو جين تاو بزيارة السعودية لدفع علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجية بين البلدين قدما لتدخل العلاقات الثنائية مرحلة جديدة. وفى فبراير عام 2009، قام الرئيس هو مرة أخرى بزيارة السعودية، ومن هنا يتضح الاهتمام البالغ الذي يوليه الرئيس الصيني لتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي يونيو عام 2008، قام نائب الرئيس الصيني شى جين بينغ بزيارة رسمية للسعودية تم خلالها التوقيع على بيان مشترك بين البلدين بشأن تعزيز التعاون وعلاقات الصداقة الاستراتيجية . وفي نفس العام ايضا زار عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصينى آنذاك تساو قانغ تشوان السعودية.
وشهد عام 2010 زيارة منغ جيان تشو عضو مجلس الدولة ووزير الأمن العام الصينى، وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشى للسعودية بشكل منفصل. ومن الجانب السعودي، زار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الصين لحضور المؤتمر الوزاري الرابع لـ"منتدى التعاون الصينى العربي" عام 2010.
اما فى عام 2011، فزار السعودية تشانغ قاو لى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وسكرتير لجنة الحزب لبلدية تيانجين الصينية. ثم توجه لى لى قوه المبعوث الخاص للرئيس الصيني هو جين تاو ووزير الشؤون المدنية الصينى إلى السعودية فى اكتوبر عام 2011 لتقديم تعازى الصين فى وفاة ولى العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود. ومن الجانب السعودي قام المبعوث الخاص للعاهل السعودي ومستشاره للشؤون الأمنية الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، كما زار الصين فى نفس العام رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل شيخ. ووصل وزير النقل السعودي الدكتور جبارة بن عيد الصريصري إلى مدينة داليان الصينية فى شهر سبتمبر لحضور منتدى دافوس الصيفي لعام 2011.
واظهرت الزيارات المكثفة رفيعة المستوى بين قادة الصين والسعودية الاهتمام البالغ الذى توليه الدولتان لكل منهما الآخرى، وتأتى رغبة البلدين فى تعميق التعاون فى صميم مصلحة البلدين وتطلعهما إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى اعلى، مما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
شراكة استراتيجية موثوق بها بين البلدين
تنتهج الصين، وهى من الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى، على الدوام سياسات ودية تجاه الدول العربية وتدعم القضايا العادلة لهذه الدول، فهى صديق مخلص ويعتمد عليه. وأصبحت ثانى اكبر اقتصاد فى العالم بعد اكثر من ثلاثين عاما من الاصلاح والانفتاح وترتفع مكانتها على الساحة الدولية.
اما السعودية، فهى دولة عربية وإسلامية كبرى يقع فيها مقر منظمة المؤتمر الإسلامى ومقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفى ظل الوضع الجديد، أعرب الجانبان عن رغبتهما فى تعزيز العلاقات الثنائية ومواصلة تنمية التعاون بينهما.
وقد شهدت العلاقات الثنائية بين الصين والسعودية تطورا سريعا وحقق التعاون الاقتصادي والتجاري انجازات كثيرة. فبلغ حجم التبادل التجاري خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر من العام الماضى 58.1 مليار دولار أمريكى، بزيادة 50 فى المائة على أساس سنوى، وتحقق بين الجانبين تعاون يزداد قوة فى مجالات العلوم والتعليم والثقافة والمجتمع.
وكما يقول المثل العربى "الصديق الحق يعرف وقت الضيق"، نذكر دائما ان الحكومة السعودية قدمت، بناء على تعليمات العاهل السعودى، للحكومة الصينية، فور وقوع الزلزال الكارثي فى مقاطعة سيتشوان الصينية فى عام 2008، مساعدات قيمتها60 مليون دولار أمريكي لإغاثة المناطق المنكوبة لتصبح اكبر مساعدات من حيث القيمة تسلمتها الحكومة الصينية من الحكومات الأخرى، وقدمت الحكومة السعودية للصين بعد ذلك الكثير من مواد الإغاثة التى تزيد قيمتها على 40 مليون دولار أمريكى ليتجاوز اجمالي تبرعاتها للصين 100 مليون دولار أمريكى، ما ابرز الصداقة العميقة التى يكنها العاهل السعودى والشعب السعودي تجاه الشعب الصيني ليصبح الامر حكاية على ألسنة الشعب الصيني تروى اخلاص الصداقة الصينية السعودية وقت الضيق.
رغبة إيجابية فى تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية
يشهد العالم تغيرات عميقة ومعقدة فى الوقت الحاضر. فقد دخلت الأزمة المالية العالمية عامها الرابع ومازال الوضع المالي لا يدعو للتفاؤل, وتحتاج بعض الدول المتقدمة التى تمر بأزمة ديون خطيرة إلى بذل المزيد من الجهد لانعاش اقتصادها. وترتفع مكانة الاقتصادات الصاعدة غير ان قوتها لا تزال ضعيفة. كما تشهد منطقة الشرق الأوسط اضطرابات. وتهدد المشكلات، الخاصة بالغذاء العالمى والطاقة والبيئة، التنمية المستدامة للبشرية.
وفى ظل هذه الظروف، ادركت الصين ان الناس، مع تطور العولمة على نحو اكبر، يعيشون فى "قرية عالمية"، تشترك فيها مصالح الدول ولا يمكن لاحد ان يعيش منعزلا، ليصبح تعزيز التعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية هو الاتجاه العام.
وفى هذا الصدد، أشارت الصين على لسان تشاى جيون نائب وزير الخارجية الصينى إلى رغبتها فى تعزيز التعاون مع مجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما من المنظمات الإقليمية اغتناما للفرصة التى تتيحها زيارة ون. وقال تشاى فى مؤتمر صحفي عقد فى 11 من الشهر الجارى إن زيارة ون هذه ذات أهمية بالغة فى دفع التعاون الجماعى بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وبالتالى تطوير العلاقات الشاملة بين الصين والدول العربية والعالم الإسلامى باسره.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |