الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الحزب الشيوعي الصيني والإبداع الأدبي (خاص)
د. مجدي مصطفي أمين
هذه رؤية حول سياسة الحزب الشيوعي الصيني تجاه الإبداع الأدبي الصيني خلال فترات تاريخية مختلفة من حياة الحزب. صاحب هذه الرؤية، الأستاذ الدكتور مجدي مصطفى أمين، أستاذ الأدب الصيني في كلية الألسن بجامعة عين شمس، حاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الصيني من جامعة بكين، وله العديد من الترجمات والدراسات النقدية في الأدب الصيني.
15 يوليو 2011 / شبكة الصين / يمثل ما أكد عليه الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، في خطابه الشهير في "ندوة الأدب والفن في يانآن"، من أن دور الأدب في المقام الأول هو خدمة العمال والفلاحين والجنود، وعلى أهمية الالتحام بين أفراد الشعب الصيني من أجل الدفاع عن الوطن، الخطوة الأولى للارتباط الوثيق بين الحزب الشيوعي الصيني والإبداعات القصصية في الصين المعاصرة. ومع حلول الذكرى السنوية التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، مازلت المرحلة الجديدة من التطوير والمتمثلة في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتسريع دفع التحديث الاشتراكي، تسير في طريقها الصحيح تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني .
منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر سنة 1949، تسير الإبداعات القصصية للصين المعاصرة جنبا إلى جنب مع ما أقره الحزب من قواعد أساسية للدور الذي يلعبه الأدب والفن في مساندة وتدعيم الحزب. وقد ظلت الإبداعات القصصية تسير وفقاً للسياسات التي أقرها الحزب، على أن تكون الإبداعات الفنية والأدبية في خدمة أهداف الحزب. وقد عكست الإبداعات الروائية لفترة السبعة عشر سنة (1949 -1966) التطابق الفكري للمبدعين مع أفكار وسياسات الحزب. وسارت الإبداعات القصصية كذلك على نهج الإبداعات الروائية من عرض صور النضال والكفاح لكل من العمال والفلاحين والجنود وبطولاتهم في مسيرة الاستقلال والنضال ضد المستعمر الياباني أثناء فترة المقاومة ضد اليابان، وبطولات عديدة لكل هذه الفئات الثلاث التي كانت تمثل العصب الرئيسي للمجتمع الصيني المعاصر، فتعددت الموضوعات الخاصة بالإبداعات القصصية بناء على ما جاء في تقرير السيد تشو يانغ في الاجتماع الأول لاتحاد الكتاب في الصين من أن "ظهور عدد كبير من الموضوعات الجديدة والشخصيات الجديدة يمثل المرجعية الأساسية لحقيقة الأدب والفن الشعبي الجديد." فالكفاح والنضال الوطني والطبقي، مع إنتاج الطبقة الكادحة أصبحا يمثلان كافة الموضوعات الخاصة بالأعمال الأدبية. كما كانت شخصيات جماهير العمال والفلاحين والجنود تمثل المكانة الأساسية للشخصيات الرئيسية في الإبداعات، كما هي تماما في المجتمع الصيني في ذلك الحين. وقد ظهرت الكثير من الروايات والقصص التي تقوم على شخصيات أساسية من العمال والفلاحين والجنود وكوادرهم الحزبية، حيث تلعب هذه الشخصيات أهم الأدوار في هذه الإبداعات وتعكس صورة واقعية للمجتمع الصيني من خلال مجالات الصناعة والزراعة والحياة العسكرية والجنود والمدارس والجامعات، فتارة تتناول المصنع والمنجم والأرض الزراعية ومعسكرات الجنود، وتارة أخرى تستعرض الحركات السياسية مثل مقاومة الولايات المتحدة الأمريكية، ومساعدة كوريا، والتعاونيات الزراعية، والمسيرة الكبرى. بل امتدت لتتناول عرض تاريخ الثورة في قصص تاريخية ثورية، كروايات بداية الخمسنيات ((جدار نحاسي وحائط حديدي)) للكاتب ليو تشينغ و((الذكريات الأولى للعواصف والغيوم)) للأديب سون لى و((لنحمى يآنآن)) للكاتب دو بينغ تشنغ.
وفي النصف الثانى من خمسينيات القرن الماضي وحتى بداية الستينيات، أصبحت الرواية هي الملاذ الأول للكُتاب، إذ أطلق الكثير من النقاد وأساتذة تاريخ الأدب الصيني على هذه الفترة اسم "فترة الحصاد الوفير للرواية الصينية المعاصرة". في سنة 1955 ظهرت رواية الكاتب تشاو شو لى ((منعطف سان لى))، ورواية ((ربيع وخريف المدينة الصغيرة)) للكاتب قاو يون لان ورواية ((تغيرات الستين عاما)) للأديب لى ليو رو ورواية ((نوته أغنية العلم الأحمر)) لران بين ورواية ((زهرة القرع المر)) للكاتب فانغ دا ينغ و((صباح شانغهاي)) للكاتب تشاو آر فو و((الشمس الحمراء)) للكاتب وو تشينغ بالاضافة إلى رواية ((الشاطئ الأحمر)) للكاتبين لوه قوانغ بين ويانغ بى يان.
أما رواية ((أنشودة الشباب)) (1958) للكاتبة الصينية المعروفة يانغ مو، فتعد أول رواية ممتازة تعبر عن الحركة الطلابية الوطنية تحت قيادة الحزب الشيوعي في تاريخ الأدب الصيني المعاصر. وتغطي الرواية الفترة التاريخية من سنة 1931 إلى سنة 1935، من خلال حادثتي 18 سبتمبر و9 ديسمبر الشهيرتين والمسيرة الطلابية لطلاب جامعة بكين تحت قيادة الحزب الشيوعي. وتجسد ((أنشودة الشباب)) بجدارة ما أكد عليه الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، في خطابه الشهير في "ندوة الأدب والفن في يانآن" من أن دور الأدب في المقام الأول هو خدمة العمال والفلاحين والجنود، وعلى أهمية الالتحام بين أفراد الشعب الصيني من أجل الدفاع عن الوطن. وقد نالت الرواية فور صدورها تقديرا كبيرا من الأوساط الأدبية والسياسية آنذاك، فقد شاهد رئيس مجلس الدولة الراحل شو ان لاي عرضا مسرحيا لها، وقال عنها الناقد الأدبي والكاتب الصيني الشهير ماو دون: "أنشودة الشباب عمل ممتاز ذو مغزى تعليمي عميق، وإذا أردنا الحكم عليها فلابد من النظر إلى مدى تجسيدها لما أكد عليه الزعيم ماو في خطابه في ندوة الأدب والفن."
واستمرارا لمسيرة الحزب في ادارة الحياة في الصين الجديدة، ومع انطلاقة دعوة الزعيم الراحل ماو تسى تونغ إلى أسلوب "دع مائة زهرة تتفتح ومائة مدرسة تتبارى" والذي يربط بين الإبداع الأدبى والفني وتقاربهما من الحياة الواقعية للمجتمع، ظهرت قصة الكاتب والأديب المشهور وانغ منغ ((شاب جديد يحضر إلى التنظيم))، التي تتناول شخصية ليو شي وو، أمين التنظيم بالمصنع والذي يمثل الشخصية البيروقراطية والجوانب السلبية لها من خلال تشريح متكامل للروح المركبة والمعقدة للقادة والكوادر، الذين يمرون بمرحلة تراجع الآمال الثورية لديهم، وكيفية تحول هذا الشخص القيادي من كادر ثورى إلى بيروقراطي. فشخصية أمين التنظيم ليو شي وو تتناقض أقوالها مع أفعالها، فهو يدعي "أننا قد أنجزنا خلق الحياة الجديدة، والنتيجة أن هذه الحياة الجديدة لم تحفزنا"، وقد اعتقد أن "أمراض الوظائف" الخاصة برجال الحزب وقياداته هى السبب في ذلك، فقد تحول هو نفسه من ثوري متحمس مناضل إلى شخص معدوم الفكر والإبداع، كل ما يستطيع أن يفعله هو أن يطلق شعاره "هكذا يكون الأمر"، والذي يعبر عن فقدانه لإدراك معنى التوجيه الإرشادي، فلا هو يرى ويكشف ما وراء هذه الأمور، ولا هو يسعى للبحث والتنقيب عن أسباب هذه الأمور ودواعيها. وذلك لأنه لم يكن يتعامل بصورة واقعية مع نقائص وعيوب ومشاكل العمال والقادة والكوادر، ولم يستطع التحرك قيد أنملة لمواجهة هذه المشاكل. حتى واجهه الشاب لين تشن الذي قَدِم حديثا إلى المصنع والذي أوضح لأمين التنظيم أن الشباب من السهل عليهم أن يجعلوا الحياة مثالية عن طريق إدراكهم الكامل لكيفية مواجهة الحياة وضرورة الوعي الكامل بالجوانب الضرورية لحل ومواجهة مشاكل الحياة، فاذا عملت كواحد من كوادر الحزب، عليك أن تتحلى بالتفكير والتأمل الدائم لما يجرى في الواقع ومعالجة المشاكل بنظرة موضوعية شاملة, من الممكن أن يخطط الشباب لأنفسهم السبيل إلى تحقيق المعالجة الصحيحة للمشاكل من خلال المحاولات المتكررة في كشف النقائص والعيوب، والنضال والكفاح من أجل القضاء على كافة المعوقات التي تعوق سرعة التطور والتغيير. وقد أثنى كثير من النقاد وأساتذة تاريخ الأدب الصيني على شجاعة الكاتب الكبير وانغ منغ في تناول وعرض شخصيات الكوادر والقيادات الحزبية.
في فترة الثورة الثقافية الكبرى (1966- 1976)، واجه الأدب الصيني منعطفا خطيرا تمثل في التحول إلى "الصراع الطبقي" و"مواجهة اليمينيين" والالتزام بالقوالب والتقليد، وهو ما أدى إلى هروب كثير من المفكرين والمبدعين من مواجهة "عصابة الأربعة" إلى "إعادة الإصلاح والتقويم" لتخلو بذلك الساحة الفكرية من المبدعين فظهر أشباه المفكرين والمنافقين في بعض الكتابات التي نجد صعوبة كبيرة في الوصول إليها أو إلى الأعداد الحقيقية لها الآن. إلا أن الآراء الخاصة بالنقاد وأساتذة النقد الأدبي حول هذه الفترة، تذهب إلى أن هذه الفترة قضت تماما على الإبداع الفني والأدبي في الصين، ولم يكن هناك إلا أعمال النفاق والتملق لقادة الثورة الثقافية الكبرى.
في الفترة الجديدة، التي بدأت في سنة 1976، بعد القضاء على "عصابة الأربعة" وانهيار الثورة الثقافية الكبرى، حدثت تغيرات كثيرة في الإبداعات القصصية، من حدث الكم والكيف أيضا، فقد ظهرت موضوعات عديدة وكثيرة لم تكن تتناولها الإبداعات القصصية في الفترات السابقة، وكذلك تنوعت الاتجاهات والتيارات الإبداعية أيضا، إلا أنها لم تبتعد كثيرا عن مسيرة الحزب الشيوعي الصيني وما جاء في الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني، لإصلاح البلاد وتطويرها، فظهرت قصص "الندوب" (يقصد بها القصص التي تعبر عن الآثار تركتها فترة الثورة الثقافية على الصينيين) وقصة الأديب ليو شين وو ((رائد الفصل))، التي تتناول شخصية مدرس بمدرسة إعدادية هو السيد تشانغ الذي وافق على قبول طالب صغير، على الرغم من معارضة بعض المدرسين والعديد من طلاب الفصل، وكيفية معالجته للتناقضات الفكرية ما بين زملاء الفصل ومواقفهم من الأفكار التي زرعتها "عصابة الأربعة" في عقول البعض منهم ودعوته إلى إنقاذ هؤلاء الأطفال من تلك الأفكار الهدامة. ومنها أيضا قصص "استعادة الذكريات" مثل قصتي الأديبة تشن رونغ ((ربيع إلى الأبد)) و((المديح))، التي تتعرض لحياة كادر مخضرم وثلاثة من أمناء اللجان الحزبية.
في نهاية سبعنييات وبداية ثمانينيات القرن الماضي، ومع إقرار الحزب الشيوعي لسياسة الإصلاح والانفتاح والتحديثات الأربعة، ظهر عدد من قصص "أدب الإصلاح" (يقصد بها الأعمال الأدبية التي تتناول قضايا الإصلاح الاقتصادي في الصين) التي تتناول موضوعاتها سبل الإصلاح في كافة المجالات، من هذه القصص ((مذكرات تولي مدير المصنع تشياو)) للأديب جيانغ تسى لونغ التي كشفت التناقض بين النظام الاقتصادي القديم وبناء "التحديثات الأربعة" وسجلت المراحل التاريخية الصعبة والمعقدة لقضايا الإصلاح. وكذلك الروايات التي تعكس إصلاح النظام الصناعي في المدن مثل رواية الكاتبة تشانغ جيه ((الأجنحة المكسورة))، التي تعتبر أول رواية في الفترة الجديدة تتناول بناء التحديثات الأربعة والإصلاح الصناعى في المدن. ورواية لى قوه ون ((5 شارع الحديقة))، التي تعتبر واحدة من أفضل أعمال أدب الإصلاح، حيث ركزت الرواية على العلاقة بين التاريخ والواقع، وحتمية التحول والتغيير نحو الاصلاح مع تقدم التاريخ. أما رواية الكاتب الكبير تشانغ شيان ليانغ ((أساليب الرجال)) فتتناول قصص الإصلاح في المدن الصغيرة في شمال غربي الصين، وترسم صورة مؤثرة لإصلاح المجتمع الصيني في بداية ثمانينيات القرن المنصرم.
ننتقل بعد ذلك لقصص الإصلاح في الريف التي انتشرت مع بداية سنة 1980. لما كان الإصلاح الاقتصادى في الفترة الجديدة قد بدأ خطواته الأولى من الريف، كان لابد من تناول مرونة الاقتصاد الريفي وتطوره والتقدم السريع في مستوى معيشة الفلاحين والتغييرات العميقة التي أحدثها الإصلاح وملامح وروح الفلاحين. من خلال سلسلة قصص "تشين هوان شنغ" للكاتب قاو شياو شنغ التي تتضمن قصص ((صاحب دار الأقماع)) و((تشين هوان شنغ يذهب إلى المدينة)) و((تشين هوان شنغ يغير نشاطه)) و((تشين هوان شنغ يتقدم بمناقصة)) و((ربيع وخريف خارج الكتب))، التي تستعرض شخصية "تشين هوان شنغ" الذي عاش النظام القديم (الكل يأكل من قدر واحد) في النظام الاقتصادى الريفي، والذي أدرك رتابة وضياع هذا النظام وأنه لابد أن يسعى الى البحث عن حياة جديدة ووضع جديد متميز، فيتجه إلى تجهيز بيت الأقماع ويعيش فيه حياة صعبة. وفي بداية مسيرة الإصلاح ينتقل إلى المدينة لكسب الجاه والثروة ويقوم بعد ذلك بتغير نشاطه حتى يتمكن من التخلص من آثار ما لحق به من إهانات وذل. وفي النهاية يقرر الدخول في مناقصة ليودع بذلك رحلة البؤس والأسى ويبتعد عن حياة البكاء والدموع، ليصل إلى الوضع الخاص بحياته ومعيشته في الأرض، فهو يعتقد أن صفة الفلاح ترتبط ارتباطا وثيقا بالأرض. في البداية كان يمثل صغار المنتجين، ولكن التحول التاريخي للإصلاح الاقتصادى هو ما دفعه إلى الانطلاق مع التغيرات التي طرأت على الفلاحين في ظل التحديث الإشتراكي.
وتماشيا مع تغير السياسات الاقتصادية للصين تحت قيادة الحزب الشيوعي، تحولت القصة في أدب الاصلاح تحولا جديدا، حيث كانت إما تصف حلول الاقتصاد السلعي محل اقتصاد صغار المنتجين الفلاحين، وظهور أشكال جديدة ومتعددة لشخصيات أصحاب الأعمال من الفلاحين، كما في قصة ((أنشودة يان تشاو الحزينة)) للأديب جيانغ تسي لونغ، وإما تصف صعوبات تحقيق الإصلاح والصراعات المريرة من أجل الإصلاح، مثل قصة ((النجم الجديد)) للكاتب كه يون لو التي تعكس من زاوية الحياة السياسية لبعض الكوادر والقيادات، إصلاح النظام الاقتصادى في الريف. فمن خلال الصراع العميق والمعقد ما بين شخصيتي أمين تنظيم المحافظة الجديد لي شيانغ نان الذي ينادي بالإصلاح ويدعمه بقوة والمحافظ تشو رونغ الذي يعارض خطوات الإصلاح ويضع أمام مسيرة الإصلاح المعوقات، يبين الكاتب بشكل مؤثر المسيرة السليمة والصحيحة للجيل الجديد من الكوادر الحزبية والقيادات السياسية التي لا تضع العراقيل التاريخية القديمة أمام تيار الاصلاح. وعلى ذلك يمكن اعتبار هذه القصة قد عبرت بشكل عميق عن الصورة المصغرة للصراع السياسي أثناء مرحلة إصلاح المجتمع الصيني المعاصر. اعتبارا من منتصف ثمانينات القرن العشرين، تحول الإبداع القصصي والروائي نحو البحث عن الأدب الراقي. أصبح الكاتب يفكر فيما يكتب وكيفية الكتابة، فتخلى بذلك عن القوالب والأنماط التي كانت تحدد للمفكر والمثقف طريقة الإبداع. استطاع كتاب منتصف ثمانينيات القرن الماضي أن يخرجوا من العباءة القديمة وينطلقوا متأثرين بالقراءة عن الحداثة وما بعد الحداثة والمحدثين الجدد والثقافة الصينية والحضارة الصينية القديمة. تحررت القصة والرواية من قيود الإبداع القديمة، فظهرت موجة من روايات "الأدب المكشوف" (يقصد بها الأعمال التي تكشف موضوعات في المجتمع الصيني لم يكن ممكنا من قبل كشفها)، وحققت رواجا كبيرا في أوساط الشباب. ومع زحف اقتصاد السوق وتماشيا مع سياسة الإصلاح والانفتاح، صدر الكثير من القصص والروايات التي تمثل موضوعات الإصلاح والانفتاح المضمون الأساسي والخط الرئيسي لها. ظهرت رواية ((المصلح)) للكاتب تشانغ تشا الذي برع في رسم الأنماط الجديدة لشخصية المصلح الذي يقود خطوات الإصلاح، اعتمادا على القوة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والنظرية الأساسية للماركسية اللينية لتطوير قضايا الإصلاح والانفتاح. وهناك رواية ((الطريق الصحيح للعالم الإنساني)) للكاتب تشو مي سن التي تعكس مراحل الإصلاح والتعمير في المناطق الفقيرة خلال تسعينيات القرن الماضي، تحت قيادة الكوادر الحزبية في هذه المناطق وبمساعدة جماهير الشعب، فشخصية وو مينغ شيونغ الذي يمثل عددا من الكوادر والقيادات الحزبية التي تسعى لتغيير الصور المتخلفة والملامح القديمة لرجال الحزب الشيوعي الصيني في هذه المناطق الفقيرة، بإصراره الشديد على مواصلة الإصلاح والانفتاح اعتمادا على "الرفع العالي للراية العظيمة لنظرية دنغ شياو بينغ" و"التطبيق الشامل لأفكار التمثيلات الثلاثة" وشق طريق للأعمال المستقبلية مع متابعة الأعمال الماضية والتقدم في مواكبة العصر وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتسريع بناء التحديث الاشتراكي والكفاح في سبيل خلق وضع جديد للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |