أمل المستقبل- اقتراب من أذكياء صغار تبتيين على هضبة تشينغهاي- التبت (خاص)

   

7 يوليو 2011 / شبكة الصين / قالت نانجيه تسومو البالغة من العمر 15 سنة إنها تريد أن تعمل معلمة للغة التبتية في المستقبل. وتدرس الصبية التبتية حالياً في الصف الإعدادي الثاني بمدرسة محافظة آندوه المتوسطة في إقليم ناتشيوي في التبت، وتحب اللغة التبتية أكثر ثم اللغة الصينية واللغة الإنجليزية.

وتعد محافظة أندوه محافظة رعوية، ويربي سكانها الغنم التبتي وبقر الياك رئيسيا، وهي إحدى قواعد المنتجات الرعوية في التبت. وبلدة يانشيبينغ بلدة كبيرة في الأعمال الرعوية، وكان الرعاة فيها يعيشون حياة بدوية. ويدرس 507 تلاميذ في مدرسة يانشيبينغ الابتدائية بمحافظة آنشي، والدو معظمهم كانوا أو لا يزالون رعاة. ولكن مفاهيمهم بدأت تتغير بعد أن مر بها طريق تشينغتسانغ (تشينغهاي- التبت) العام وسكة حديد تشينغتسانغ.

وقال تساشي سنبو أمين لجنة الحزب بالبلدة إن طريق تشينغتسانغ وسكة حديد تشينغتسانغ جعلا الرعاة البدويين يعيشون حياة مستقرة تدريجياً، وبدأوا العمل في قطاع الطعام والفندقة، الأمر الذي زاد من وسائل رفع دخل الرعاة. ويتمثل التغير الأكبر في أنهم بدأوا الاهتمام بتعليم أبنائهم بفضل اتصالاتهم المتزايدة مع الخارج. وحسب تشاشي سنبو، فإن نسبة الالتحاق بالمدرسة الابتدائية في البلدة قد بلغت 75ر98%. وقال "كنا نجبر الرعاة على إيصال أولادهم إلى المدرسة، الآن لا داعي إلى هذا الإجبار". وقال ، نائب مدير المكتب الإداري أوقا ناقتشيوى بإقليم ناتشيوي أن نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية بلغت99.31% عام 2010 في الإقليم كله، وبلغت نسبة الالتحاق بالمدارس المتوسطة 99.56% .

وتشير معلومات إلي أنه في عام 2007، كانت التبت في مقدمة المناطق التي حققت التعليم الإلزامي المجاني في الصين، حيث طبقت حكومة المنطقة سياسة إعفاء الطلاب في مرحلة التعليم الإلزامي من الرسوم الدراسية، ووفرت الكتب الدراسية وكراسات الواجبات مجاناً لهم، وابتداءً من عام 1985، بدأت تطبيق سياسة تحمل الحكومة تكاليف الطعام والإقامة وتكاليف الدراسة لأبناء المزارعين والرعاة في مرحلة التعليم الإلزامي، وزادت المبلغ المقدم تسع مرات، حتى وصل إلى 2000 يوان بالمتوسط سنويا لكل طالب في ربيع عام 2011 (زيادة 100 يوان أخرى للطلاب في المحافظات الحدودية)، وتغطي هذه السياسة كل أبناء المزارعين والرعاة وأبناء الأسر الفقيرة في البلدات الذين يدرسون في مرحلتي التعليم الإلزامي والثانوي. وستفاد من هذه السياسة نحو 500 ألف طالب في المدارس بالتبت، وتجاوز إجمالي التكاليف السنوية مليار يوان.

وقالت نانجيه تسومو إنها تسافر إلى لاسا مرة كل سنة بالقطار على سكة حديد تشينغتسانغ. وتأمل في الالتحاق بجامعة التبت في لاسا بعد أن تكمل المرحلة الثانوية، وتعمل معلمة للغة التبتية بعد تخرجها في الجامعة. ورغم أنها تمشى 3 ساعات يوميا إلى مدرستها المتوسطة، لكنها لا تظن أن ذلك مُتعِبا. وكانت مدرستها الابتدائية في بلدة يانشيبينغ، بجانب الطريق الوطني رقم 109، وتمر سكة حديد تشينغتسانغ بمكان يبعد 300 متر عن مدرستها الابتدائية.

وقال دونتشو مدير مدرسة بلدة يانشيبينغ الابتدائية إن المدرسة تطبق نظام الدراسة لمدة 6 سنوات، وفيها 8 فصول. فصل واحد لكل صف ماعدا الصف الخامس الذي له 3 فصول. ويدرس في المدرسة 507 تلاميذ، ويقيم 45 تلميذا منهم في القسم الداخلي، بينما يأتي التلاميذ الآخرون من البلدة أو النواحي والبلدات المجاورة القريبة. ويعمل في المدرسة 22 معلما، يدرسون مواد تشمل اللغة الصينية والتبتية والإنجليزية. وأكد دون تشو قائلا: "يبدأ التلاميذ تعلم اللغة الإنجليزية في الصف الثالث، ومعلم اللغة الإنجليزية من خريجي جامعة التبت."

ويدرس تشاشي جياتسوه البالغ من العمر 13 سنة في الصف الرابع بالمدرسة، هو نائب عريف الفصل ويبدو على وجهه الذكاء والنشاط، وعمل مرشدا للصحفيين بلا خجل وأخذهم ليزوروا حجرة درسه. وهو يحب كرة السلة وفيلم "الرجل العنكبوت"، ويتمنى أن يعمل رجل شرطة في المستقبل. وسافر إلى لاسا مرة بحافلة على طريق تشنغتسانغ العام.

وغير نانجيه تسومو وتشاشي جياتسوه انطباع الناس عن خجل الأطفال التبتيين. وكانا يتحدثان بصراحة، ويسعيان في مساعدة الآخرين، وماهرين في التبادل مع الآخرين، ومتشوقين إلى الأشياء الجديدة. ويحمل هؤلاء الأطفال الأذكياء التبتيون الذين ترعرعوا في الهضبة الثلجية تطلعات جميلة بشأن المستقبل، ويأملون في أن يكون مستقبل التبت أجمل.