الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
زوجان شيوعيان يُكرسان حياتهما لتأسيس مدرسة "تيانتي" الإبتدائية (خاص)
19 مايو 2011 / شبكة الصين / تقع قرية اربينغ بناحية ووشي داشياو في محافظة قانلوه بولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي في مقاطعة سيتشوان، وترتفع 1800متر عن مستوى سطح البحر، ويعيش لي قوي لين وزوجته لو جيان فن العضوان بالحزب الشيوعي الصيني فيها منذ 21 سنة. وبسبب العوائق الجبلية، ظلت هذه القرية معزولة عن العالم الخارجي ومقفرة وفقيرة، ولكنهما واظبا على تعليم الأطفال وتربيتهم في المدرسة الابتدائية بقرية أربينغ وأوصلا دفعة تلو أخرى من أطفال أبناء قومية يي إلى أماكن أخرى ليترعرعوا في عالم أرحب.
وللمدرسة الابتدائية بقرية أربينغ اسم آخر هو مدرسة "تيانتي" الابتدائية. وتعنى "تيانتي" السلم السماوي. ولأن المدرسة في وادي نهر دادو، والطريق المؤدي إليها مرتفع ووعر، فأصبحت عدة سلالم خشبية متكئة عمودياً على جرف "طريقا" يربطها بالخارج، وعلى التلاميذ الذين يقيمون عند سفح الجبل أو في وسطه أن يتسلقوا السلالم السماوية حاملين حقائق الكتب للذهاب إلى المدرسة يوميا.
ولا يعد لي قوي لين وزوجته لو جيان فن من أبناء قرية أربينغ، لكنهما يعملان فيها أكثر من 20 سنة. وفي عام 1990، استؤنفت الدراسة في المدرسة الابتدائية بقرية أربينغ التي كانت قد توقفت فيها بضع عشرة سنة. وبعد أن تجشم لي قوي لين مشاق قطع مسافة وعرة تحتاج إلي نحو 10 ساعات وصل إلي القرية ووجدها أكثر تخلفا مما تصور. وقال له أحد أبناء القرية إن عدد سكانها أكثر من 400 شخص، وكان لا يعرف أحد منهم ي القراءة والكتابة، بل حتى لا يعرفون التمييز بين الأوراق النقدية ولا الحساب. وكانت القرية في حاجة ماسة إلى معلم ! فقرر لي قوي لين البقاء في القرية للتدريس، ومن أجل ألا يعيش أطفال القرية هذه الحياة الفقيرة بعد أن يكبروا.
وفي السنة التالية أقنع لي قوي لين زوجته لو جيان فن لتعمل معه في المدرسة. ومنذ ذلك الوقت فصاعدا، ظلا على طرفي السلالم السماوية لإيصال التلاميذ في الشتاء البارد والصيف الحار وفي الربيع والخريف بلا انقطاع.
وفي سنة 1996 تخرجت أول دفعة من تلاميذهما في المدرسة، وكانت نتائجهم في امتحان التخرج قد تصدرت المدارس المماثلة في المحافظة. وشعر لي قوي لين بسعادة غير مسبوقة في تلك اللحظة.
وخلال 21 سنة، خرج لي قوي لين وزوجته 254 تلميذا، وخرج كثير منهم من الجبل النائي، وخلعت قرية اربينغ قبعة "قرية الأميين".
وفي السنتين الأخيرتين بُدلت السلالم الخشبية في قرية اربينغ بسلالم حديدية محاطة بسياج على جانبيها لحماية التلاميذ، وفي سبتمبر 2009، جمع أكثر من مليون يوان من المجتمع لتشييد مبانٍ جديدة في المدرسة، ويدرس التلاميذ حاليا في حجرات درس واسعة ومضاءة ولديهم ملعب فسيح بمستوى جيد، وفي السنة الماضية، وبعد إصلاح الشبكة الكهربائية، وصلت الكهرباء إلى قرية اربينغ مما أنهى تاريخ استخدام أبناء القرية مصباح الكروسين. وقال لي قوي لين بسرور بالغ: "يجري بناء طريق عام يؤدي إلى القرية الآن، من المتوقع أن يصل إلى المدرسة في نهاية هذه السنة." وبفضل تمويل الحكومة وعناية مختلف الأوساط الاجتماعية، أصبحت الظروف المعيشية لأبناء القرية أفضل تدريجيا.
وفي الواقع أن لي قوي لين وزوجته لم يفكرا في البقاء على الجبل بشكل دائم، وسنحت لهما فرص لمغادرة قرية أربينغ ليعيشا حياة أفضل. وبعد مرات من محاولة الاختيار بين البقاء أو المغلدرة، لم ينزلا من الجرف الجبلي، بل تشبثا بالمدرسة بدخلهما القليل وهو دخل معلم ريفي، ليضيئا هذا الجبل بمشاعل العلم وبحبهما . وقالت لو جيان فن: "أتمنى أن تصبح قرية أربينغ قرية جديدة بعد 20 سنة. وأمل في أن يواصل هؤلاء الأطفال جهودهم ليبنوا موطنهم ليصبح أجمل وأسعد."
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |