الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

قصة نشأة شركة ييجيا المحدودة لأزياء وإكسسوارات المسلمين بمقاطعة تشينغهاي (خاص)

arabic.china.org.cn / 09:17:50 2011-03-10

 


10 مارس 2011 / شبكة الصين / قبل 10 سنوات عاد حجاج صينيون من مقاطعة تشينغهاي من مكة المكرمة بكمية كبيرة من القبعات وأغطية الرأس للذكرى أو كهدايا لتوزيعها على أهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم، الأمر الذي كان يعتبر موضة للسكان المحليين وجلب سعادة وثقة من مكة المكرمة إلى مقاطعة تشينغهاي المغلقة في ذلك الحين. كما أثارت هذه الظاهرة مشاعر عميقة لدى الإمام هان آييتساو من قومية سالا المسلمة، ثم نشأت صناعة ذائعة الصيت في العالم.

وبعد 10 سنوات من الجهود، أصبحت شركة ييجيا بمقاطعة تشينغهاي اليوم أكبر شركة للأزياء والإكسسوارات الإسلامية في آسيا، وتبلغ قيمة أصولها 380 مليون يوان ويعمل فيها أكثر من 5300 عامل، ودخلت منتجاتها من القبعات البنغالية والسعودية والثياب الطويلة الرجالية والنسائية وأغطية الرأس للسيدات والسجاد العربي وسجاجيد الصلاة ومفارش الأسرة دخلت الأسواق في جنوب شرقي آسيا وغربيها وشمال أفريقيا بموضات أزياء جديدة وإكسسوارات للعالم الإسلامي.

ومع رواج منتجات ييجيا، ارتقت أزياء وإكسسوارات المسلمين في الصين بل في العالم إلى مستوى جديد على أساس الحفاظ على تقاليدها. ويمكن للإنسان أن يجد أن أزياء وإكسسوارات المسلمين في مدينة شينينغ، عاصمة مقاطعة تشينغهاي أو في دول جنوب شرقي آسيا وتتميز بالرزانة والجمال اللذين يمنحان النبل والثقة الذاتية لمرتديها. ويمكن القول إن هان آييتساو قد أثار ثورة في أزياء وإكسسوارات المسلمين بالعالم انطلاقا من شمال غربي الصين، ونشط طريق الحرير القديم، ليبهر العيون بألوان منتجاته الجميلة العريقة في عصرنا الحديث.

ولد هان آييتساو في أسرة إمام بمحافظة شيونهوا عام 1968. والتحق بمدرسة ابتدائية عامة لتعلم عدد لا بأس به من مقاطع اللغة الصينية لمدة 3 سنوات بينما كان يساعد أسرته في الأعمال الزراعية. ثم انهمك في دراسة اللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم في المساجد بمحافظتي شيونهوا ولينشيا ومدينة لانتشو، فعرف حياة المسلمين بشمال غربي الصين معرفة جيدة بالإضافة إلى استيعاب العلوم الإسلامية. وابتداء من عام 1993، تولى منصب الإمام في مساجد بياوجيه في مقاطعة قانسو ووولان بمقاطعة تشينغهاي، الأمر الذي جعله يتعرف على طلبات جماهير المسلمين في مناطقهم بشكل متعمق، وأرقه كثيرا فقر تلك المناطق، وكان يعتقد أن فكرة عدم تغيير أوضاع الفقر تخالف المبادئ الإسلامية، فسافر إلى باكستان في ربيع عام 2005 للدراسة.

ولكنه لم يجد فرصة للدراسة في باكستان بل تشرد في شوارعها نحو 40 يوما. وكانت الأربعون يوما أسوأ أيام في حياته وأكثرها استفادة. وعاد من باكستان إلى بلاده ومعه آلاف من القبعات البيضاء التي اشتراها بالجملة في باكستان.

وفي طريق عودته الذي يمر بأواسط آسيا وممر خشي، تذكر طريق الحرير القديم الذي ربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وحقق خيرات كثيرة للبشرية وجاء منه أجداد أبناء سالا إلى تشينغهاي من مكان بعيد جدا في الماضي. هل من الممكن إحياء هذا الطريق من جديد وأن يحقق خيرا للناس؟ مارس هان آييتساو أول تجارة له بصورة تجريبية عام 1995 وحقق ربحا قليلا، ثم اقترض أكثر من 40 ألف يوان من صديق له عام 1996 لشراء كمية من القبعات البيضاء وسجاجيد الصلاة الباكستانية من بعض شباب شينجيانغ لبيعها في مدينة شينيغ ولانتشو ولينشيا وغيرها من المناطق التي يتجمع فيها المسلمون الصينيون. وربح من ذلك 400 ألف يوان في السنة الأولى، فأخذ والديه في يناير عام 1997 لأداء فريضة الحج عن طريق ماليزيا.

وعندما وطأت قدماه طريق الحرير القديم مرة ثانية في أغسطس 1997 ليواصل تجارته، وجد 30 منافسا له حيث أقاموا شبكة بيع في مناطق المسلمين بشمال غربي الصين، وظهرت أشكال متنوعة غير مسبوقة من القبعات على رؤوس المسلمين وأغطية على رؤوس المسلمات هناك.

وكان هان آييتساو سعيدا بما رآه من تغيرات، وتساءل لماذا لا يمارس إنتاج الأزياء والإكسسوارات للمسلمين تلبية لطلبات هذه التجاره؟ وأليس من الممكن للمسلمين الصينيين أن ينتجوا بأنفسهم أدوات حياتهم؟

بدأ عمله في ربيع 1998 بانشاء مشغل متواضع لمستلزمات حياة المسلمين في حاضرة محافظة شيونهوا باستثمار أكثر من 60 ألف يوان. وبدأ صنع مراوح يد مكتوبة عليها باللغة العربية حسب مروحة يد عاد بها من مكة مكرمة، مع سجاجيد مطبوعة عليها أشكال مختلفة. وكان صاحب المشغل وعاملا فيه ومطورا للمنتجات فيه في وقت واحد. ومن أجل صنع القبعة البيضاء الباكستانية، سافر مرة أخرى إلى باكستان وعمل تلميذا في معمل أسري للقبعات بعد أن دفع 1500 دولار رسوم دراسة في مدينة كاراتشي. حيث عاش حياة صعبة، لكنه تعلم أشياء كثيرة وتفوق على معلمه بعد أكثر من 40 يوما من التتلمذ. ثم عاد إلى الصين بماكينتين يابانيتين للتطريز. وعقب ذلك طور حجم إنتاجه بعد أن اشتري 30 ماكينة للتطريز مرة أخرى في نهاية 1999، وكان ينتج أكثر من 600 قبعة يوميا.

وبلغ عدد ماكيناته 300 عام 2000 نتيجة لازدهار السوق. وفي عام 2001 سافر إلى المملكة العربية السعودية لاستطلاع السوق، حيث اكتشف سوقا كبيرا ونقاط ضعف منتجاته، فتشكلت فكرته حول رفع الجودة بالعلوم والتكنولوجيا وهو في طريق عودته من السعودية.

وأدرك هان آييتساو أن الصين دولة كبيرة في الغزل والنسيج وفي التطريز، فسافر إلى بكين وشانغهاي بحثا عن المساعدة من شركات تتوفر فيها علوم وتقنيات عالية، ووجد أخيرا تقنيات يحتاجها في مصنع بمقاطعة شاندونغ، وحل مع عديد من الخبراء في شاندونغ مشكلة التصميم على الكمبيوتر وربط الكمبيوتر مع ماكينة التطريز، ثم بعث 5 فنيين من مصنعه إلى شاندونغ لتدريبهم مدة 5 أشهر. ثم حصل على براءة اختراع خاصة بتقنية "ييجيا في تشينغهاي"، مما جعل ""ييجيا" ترتقي إلى أكبر شركة لإنتاج أزياء وإكسسوارات المسلمين في العالم.

وتطورت "ييجيا" بفضل الفرص وعدم الاعتراف بالهزيمة إلى شركة مشهورة لإنتاج أزياء وإكسسوارات المسلمين في العالم.

وتحولت "ييجيا" اليوم إلي شركة حديثة تنتج الأزياء الأقليات القومية وتمتلك 500 ماكينة كبيرة للتطريز بالكمبيوتر و1400 ماكينة صغيرة، تنتج سنويا أكثر من 100 مليون قبعة بيضاء للرجال المسلمين وأكثر من 4ر1 مليون ثوب عربي، بينما يتجه إنتاج سجاجيد الصلاة وأغطية الرأس إلى الارتفاع سنويا، الأمر الذي جعل هان آييتساو يعيد إحياء اسم كاد أن ينساه الناس وهو مدينة بخارى.

تقع مدينة بخارى في أواسط آسيا، وكانت مركزا أكاديميا إسلاميا على طريق الحرير القديم، عرفها هان آييتساو منذ صغره. عندما كان يعمل على تطوير شركته ويقدم اسما لمنتجاته، اختار "بخارى" بدون تفكير، الأمر الذي أعاد مدينة بخارى وازدهار طريق الحرير الماضي إلى الأذهان من جديد.

وأقامت شركة "ييجيا" عدة شبكات للبيع في الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا، ولها 37 وكيلا كبيرا، وتستحوذ على أكثر من 60% من أسواق أزياء وإكسسوارات المسلمين في العالم. وعلى طريق الإبداع، لبت "ييجيا" مرة بعد أخرى الطلبات والتوقعات المتنوعة لتطور أزياء وإكسسوارات المسلمين في العالم، وقدمت التحية الصينية وثقة مقاطعة تشينغهاي الذاتية للمسلمين في مختلف البلدان.

فما أجمل من أن أكثر من 5000 عامل من مختلف القوميات في مقاطعة تشينغهاي بالصين يواصلون ازدهار فنون الغزل والنسيج الصيني العريقة بالكمبيوتر الحديث على طرف من طريق الحرير القديم، بينما يشعر المسلمون الناطقون باللغات المختلفة بجاذبية المنتجات والحضارة الصينية على الطرف الآخر لهذا الطريق. وقد انتعش طريق الحرير القديم مرة أخرى. وجعل هان آييتساو هذا الطريق القديم يواصل ازدهاره من خلال تنشيط الاقتصاد ونشر الحضارة.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :