الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

العمل للدنيا والآخرة -- قصص رجال الدين الإسلامي في شينجيانغ الذين حققوا الثراء بالعمل الجاد


أشغال يديوية لأبناء الويغور


 

عبد القادر الترسون، إمام مسجد القرية الثانية لبلدة آثيمان بالمحافظة، حقق ما تصبو إليه العقيدة الإسلامية، ألا وهو التخلص من الفقر وتحقيق الثراء بعد تغير أفكاره. في عام 2003، قرر إرسال حفيدته محنيم إلى مدينة نانجينغ، شرقي الصين للدراسة في مدرسة ثانوية تخصصية لأبناء شينجيانغ. هذا الرجل ليس جَدّا طيبا في عيون الحفيدة وشيخا محترما لدى رجال الدين والجماهير المحليين فحسب، بل هو رائد مشهور لتحقيق الثراء اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا، بحيث تحول من رجل محافظ كان يزرع بالأساليب التقليدية وينتظر الرزق مما تجود به السماء ويعيش حياة متقشفة إلى "شيخ الثراء" ورائد تعلم العلوم والتكنولوجيا.

في عام 2001، جاء إلى القرية الثانية لبلدة آثيمان فلاحان من مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، وأقاما عددا من الصوبات البلاستيكية لزراعة الخضراوات غير الموسمية على مساحة 15 مو (الهكتار يساوي 15 مو) من الأراضي أمام باب بيت عبد القادر الترسون. فى البداية، رأى الترسون الفلاحين من قومية هان يشتغلان ليل نهار في دق الخوازيق الأسمنتية وإقامة العصي الخشبية وربط الأسلاك الحديدية وفرش الأغشية البلاستيكية، لكنه لم يكن يفهم ماذا يفعلان. سرعان ما انتهى الفلاحان من بناء البيوت البلاستيكية للخضراوات. كان من الطبيعي أن يذهب إلى هناك ويرى بعينيه هذه الأشياء الجديدة، لكنه لم يفعل. وقال لجيرانه "إن إقامة الصوبات البلاستيكية أو ما يسمى بتحقيق الثراء اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا أو الزراعة بالأساليب الجديدة، كل هذا يخالف العقيدة الدينية". وبرغم أننا في القرن الحادي والعشرين، وأجهزة التلفزيون تنتشر في كل بيت، لم يسمح الترسون بدخول التلفزيون بيت أسرته اعتقادا منه بأن التلفزيون حرام ومحرم على رجل الدين. لذلك، كان لا يشاهد التلفزيون، ولا يسمح لأبنائه بمشاهدته. لم يتصور الرجل الطيب أن الفلفل ينمو والطماطم تثمر في بيوت من البلاستيك بينما الثلج يسقط والجليد يتكوم. فدهش لما رأى، ثم شارك في دورة تدريبية للعاملين في المجال الديني في جميع مساجد منطقة شينجيانغ، وسمع أن الخبراء المتخصصين في دراسة ((القرآن الكريم)) قالوا إن اعتماد رجال الدين على العلوم والتكنولوجيا لتحقيق الثراء لا يخالف العقيدة الإسلامية، فأبصر أمامه النور فجأة، وآمن بأن الإنسان لابد أن يقرر مصيره بنفسه ويصبح سيد حياته السعيدة من خلال تحقيق الثراء اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا. وبعد عودته إلى البيت، اشترى جهاز تلفزيون، وجعلته البرامج التلفزيونية المتوافرة يحس ويرى بعينيه كبر العالم وسعة العلم وسرعة التغيير. وذات يوم طرأت على باله فكرة أن يقاول بنفسه 5 مو من الأراضي أمام بيته. فذهب لأول مرة بمبادرة ذاتية إلى صوبات فلاحي مقاطعة شاندونغ، لمشاهدة الخضراوات الطازجة المتنوعة. منذ ذاك، تعلم تقنية الزراعة في الصوبات البلاستيكية وإقامتها، كما فتح محلا، فسار على طريق تحقيق الثراء. عندما استعرض مسيرة تغير أفكاره وتاريخ نضاله ضد الفقر ورحلته إلى الثراء، قال عبد القادر الترسون متأثرا: "من الضروري أن يبادر رجال الدين إلى تغيير أفكارهم. تغيير الأفكار يأتي بفوائد جمة، لذلك، لا بد لنا من تغيير أفكارنا القديمة والمتخلفة، ونقوم بتوعية أتباع الإسلام ليسيروا خلف الحزب الشيوعي الصيني، ويعيشوا حياة سعيدة".

في سنة 2004، شارك عباس ماماتي، رجل الدين من ناحية عرب لمحافظة شولي بمنطقة كاشغر، في ورشة تدريب لرجال الدين المحبين للوطن نظمتها المنطقة الذاتية الحكم، كما قام بجولات استطلاعية لمدن بكين وشانغهاي وشيامن وغيرها من المدن المتقدمة. بعد ذلك، خطر على باله العمل في مجال نقل الركاب في مسقط رأسه. في وقت لاحق، اشترى سيارة ركاب وبدأ في نقل الركاب من مدينة كاشغر إلى مدينة يتشنغ ومن مدينة كاشغر إلى يارقند. قال عباس ماماتي: "بعد القيام بتلك الجولات الاستطلاعية في داخل البلاد، خطر على بالي العمل في مجال نقل الركاب. في البداية اقترضت 18 ألف يوان (حوالي 2571 دولارا أمريكيا) لشراء السيارة وبدأت مشروع نقل الركاب. في السنوات الأخيرة، وبفضل سياسة الحزب ورعاية الحكومة، استطعت حل مشكلة الاقتراض وإتمام رخص العمل المختلفة، شهدت أعمالي تحسنا تدريجيا، لذلك، أود أن أرد جميل المجتمع بالجميل".

إبريز السلطان، رجل الدين الوطني من قرية كوتا بناحية ايكولا بمحافظة تسهبو، استطاع بإرشاد من دائرة عمل الجبهة المتحدة التابعة للجنة الحزب في المحافظة، تخزين أكثر من 5000 بطيخة بتقنية الحفظ وباعها كلها قبل عيد الربيع وكسب حوالي 50 ألف يوان (7143 دولارا أمريكيا)، بمتوسط 10 يوانات (43ر1 دولار أمريكي) للبطيخة الواحدة، الأمر الذي أحدث ضجة بين المحليين.

في أسرة إبريز 6 أفراد، كانوا يشتغلون في الزراعة التقليدية بشكل أساسي، لكن الدخل دائما أقل من المصروف في نهاية كل سنة بعد الكد والتعب. في وقت لاحق، شارك إبريز في مؤتمر لتعلم خبرات تحقيق الثراء بالعلوم والتكنولوجيا، نظمته مدينة كاشغر ومحافظة تسهبو، ثم أدرك أنه لن يتخلص من الفقر إلا بالاعتماد على المعارف العلمية.

في سنة 1999، اشترى إبريز جرارا صغيرا بأربع عجلات لرفع حجم الإنتاج. كما قام بتربية 10 بقرات و30 رأس غنم و500 حمامة، فوضع قدمه على طريق تطوير الزراعة وتربية المواشي والدواجن في آن واحد. وفي عام 2004، قام بزراعة 7ر0 مو تجريبيا بالبطيخ الممتاز، وحصل على 2500 يوان. وفي السنة التالية، وسع مساحة الزراعة إلى 30 مو وتسابق كثير من التجار لشراء إنتاجه بفضل جودته العالية. وفي عام 2007، بلغ دخل إبريز الإجمالي للعام نفسه 105 آلاف يوان (حوالي 15 ألف دولار أمريكي)، منها 22 ألف يوان (حوالي 3143 دولارا أمريكيا) من القطن و20 ألف يوان (حوالي 2857 دولارا أمريكيا) من القمح و10 آلاف يوان (حوالي 1430 دولارا أمريكيا) من تربية المواشي، بالإضافة إلى دخله من مصادر أخرى، وبلغ متوسط دخل الفرد الصافي في أسرته ثمانية آلاف يوان (حوالى 1143 دولارا أمريكيا)، وتحول إبريز من رجل فقير إلى أحد رواد رجال الدين لتحقيق الثراء من خلال العمل الجاد بمحافظة تسهبو.

وتحت الإرشاد الإيجابي والدعم القوي من محافظة مقاتي، زاول 420 رجل دين بالمحافظة الزراعة وإقامة الغابات وزراعة أشجار الفواكه وتربية الدواجن والمواشي والتجارة، واحتل عددهم 89 في المائة من جميع رجال الدين بالمحافظة. وفي سنة 2007 بلغ متوسط الدخل السنوي للفرد 3900 يوان (حوالى 557 دولارا أمريكيا)، بزيادة 300 يوان (حوالى 43 دولارا أمريكيا) عن متوسط الدخل العام للفرد في المحافظة.

واتخذت محافظة باتشو إجراءات متنوعة في مقدمتها "الاسترشاد بالشخصيات النموذجية وتجاربهم الشخصية وتأثيرهم الإيجابي"، لقيادة رجال الدين المحبين للوطن بها لتحقيق الثراء من خلال العمل الجاد، وساعدت هؤلاء الرجال بكل وسيلة ممكنة لحل مختلف الصعوبات المالية والتقنية التي واجهتهم أثناء سعيهم إلى إقامة مشاريعهم الجديدة. وقامت المحافظة من خلال الثناء على رجال الدين البارزين في تحقيق الثراء من العمل الجاد ومكافأتهم وتنظيم زيارات للدارسين بورش التدريب من رجال الدين إلى الأسر النموذجية، والاستماع إلى شرح أفراد الأسر النموذجية لتجاربهم وطرقهم في تحقيق الثراء، قامت بتعبئة كل العوامل الإيجابية لدى عامة المسلمين. ويقوم حاليا 232 شخصا من رجال الدين المحبين للوطن البالغ عددهم 825 في المحافظة بالزراعة وتربية المواشي والفواكه وإقامة الصوبات البلاستيكية للخضراوات وغيرها من الأنشطة التجارية، بحيث أصبحوا رواد تحقيق الثراء من خلال العمل الجاد والكد.

ساعدت الدورات التدريبية التي أقامتها لجان الحزب والحكومات على مستويات مختلفة رجال الدين المحبين للوطن على توسيع آفاق رؤيتهم أكثر فأكثر. وفى الوقت نفسه، حاولت لجان الحزب والحكومات بشتى الطرق والوسائل حل المشاكل المالية والفنية التي واجهها رجال الدين المحبون للوطن في عملية التنمية مما وفر ظروفا لهم للسير قدما على طريق تحقيق الحياة الرغيدة.

قام السيد آجي، إمام مسجد الجمعة بقرية بويامايت في بلدة آزاك التابعة لمدينة آتوشي، حاضرة ولاية كتسلسونركتس الذاتية الحكم، وهو من أعضاء المجلس السياسي الاستشاري للمنطقة الذاتية الحكم منذ دورتين، قام بزيارات وجولات استطلاعية عديدة لبكين وشانغهاى وشاندونغ وغيرها من المناطق، حيث رأى بأم عينيه نشاطات البناء الاقتصادي والمنجزات التي تحققت في المناطق الداخلية. وخلال الأنشطة الدينية، ينصح الجماهير مرارا وتكرارا بتطوير الإنتاج حتى يعيشوا في طمأنينة ورغد، إضافة إلى اجتهاده في الممارسة العملية. فقد زرع عنب "موناق" على مساحة ثمانية مو واشترك مع آخرين في إقامة مستودع لحفظ ألف طن من العنب في القرية، فتغلب على مشكلة حفظ العنب التي طالما واجهها أبناء القرية. حاليا يبلغ دخله السنوي الصافي أكثر من 50 ألف يوان. قال: "بوصفي خطيبا في المسجد، يجب علي مواصلة تلاوة القرآن الكريم وتطوير الإنتاج."

قادر علي ماماتى تورقان، وهو إمام في قرية يكتيرك ببلدة خيتسيوى بمحافظة ووتشيا، يبلغ من العمر 29 سنة ويتمتع بشعبية عالية في القرية. والفضل في ذلك لا يعود إلى مكانته كإمام فحسب، بل لإعجاب الناس بجهوده لمساعدة جميع الأسر الفقيرة بالقرية لتحقيق الرخاء.

من خلال عمله في تسمين المواشي بالطرق العلمية، استطاع قادر علي ماماتى تورقان أن يحقق دخلا سنويا 70 ألف يوان. ولكنه لم ينس الفقراء من حوله. كانت أسرة توهوتي ماماتي الكثيرة العدد تعيش حياة قاسية، واضطر لبيع أغنامه القليلة لعلاج زوجته المريضة. سمع قادر علي ماماتى تورقان بهذه الحالة ودعا توهوتي ماماتى ليتعلم منه أساليب التسمين العلمية. بعد ثلاث سنوات، أصبح توهوتي ماماتى يمتلك 24 رأس غنم. كما استثمر له قادر علي ماماتى تورقان في فتح محل حبوب وزيت، فشهدت حياته تغيرات مشجعة. قال قادر علي ماماتى تورقان: "طلب والدي مني أن أكون رجلا يعتمد على نفسه ولا يخشى الصعوبات. وبوصفي إمام مسجد، لا يمكنني التفكير في حياتي فحسب، وإنما ينبغي أن أقود الناس ليعيشوا حياة أفضل معي. مساعدة الآخرين واجب ومسؤولية".

يبلغ عدد رجال الدين المحبين للوطن في ولاية كتسلسونركتس الذاتية الحكم 1586. من أجل مساعدتهم على تحقيق الثراء من خلال العلوم والتكنولوجيا، كثفت الجمعية الإسلامية جهودها منذ عام 2005 لتدريب رجال الدين المحبين للوطن، ووفرت لهم الدعم في مجال السياسات والإرشاد العلمي ومقاولة الأراضي والإقراض الريفي لحل مشاكلهم من أجل تحقيق الثراء في أقرب وقت ممكن.

وبفضل الدورات التدريبية لمدة ثلاث سنوات للشخصيات الدينية، ازدادت مفاهيمهم السياسية والقانونية، وتحسنت قدراتهم على قبول الجديد، وصار عدد متزايد من الشخصيات الدينية يركزون اهتمامهم على تحقيق الثراء اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا والعمل المجد. فتح عبد الكريم إمام ماماتى، الخطيب في قرية آتشاك ببلدة آتشاك في مدينة آتوشي، محلين لبيع الملابس، يحققان له دخلا سنويا أكثر من 150 ألف يوان. قال: "ساعدتني الدورات التدريبية على زيادة المعارف الدينية والقانونية. دور المسجد هو الدعوة إلى الروح الوطنية بالطريق الصحيح. الوحدة القومية شرط ضروري لشرح القرآن الكريم. وقد عرفت أن الطريق الوحيد لتحقيق الثراء هو الاعتماد على العلوم والتكنولوجيا."

هذا الشاب الذي تخرج في معهد العلوم الإسلامية بشينجيانغ لا يجيد المعارف الدينية فحسب وإنما أيضا يستوعب معارف تحقيق الثراء. فهو يزرع 17 مو من الأرض ويربي أكثر من 400 رأس غنم، ويقوم بتصنيع الدقيق للقرويين، وقد وصل دخله الصافي أكثر من 90 ألف يوان.



1   2   3   4    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :