الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
العالم يبحث تدويل اليوان.. والاقتصاديون يؤكدون: الصين ليست جاهزة ولا تريد
جمع المادة: فريدة وانغفو
نشرت صحيفة الاقتصادية السعودية 15 فبراير تحليلا كتبه محمد البيشي من الرياض، عنوان التحليل:
العالم يبحث تدويل اليوان.. والاقتصاديون يؤكدون: الصين ليست جاهزة ولا تريد
في أول خطوة من نوعها لاحتواء الصراع الدائر بين عملات العالم اقترحت فرنسا أمس على مجموعة العشرين، التي تترأس القمة الدورية للمجموعة والمقرر عقدها في "كان" يومي 3 و4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بحث إمكانية اعتماد نظام نقدي عالمي قائم على تعدد العملات من خلال دمج عملات الاقتصادات الناشئة وعلى رأسها اليوان.
وأعلنت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد أمس أن الرئاسة الفرنسية لمجموعة العشرين تريد "مواكبة" العملية الانتقالية إلى نظام نقدي "قائم على عدة عملات دولية".
وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع دعوة أطلقها قبل أيام دومينيك ستروس كان رئيس صندوق النقد الدولي دعا فيها إلى دور أكبر لليوان الصيني في إطار إصلاح واسع للنظام النقدي العالمي.
وقال "إن إضافة عملات الاقتصادات الناشئة مثل اليوان لسلة عملات يديرها الصندوق قد تزيد استقرار النظام العالمي"، متوقعا دورا أكبر لحقوق السحب الخاصة للصندوق التي تتكون حاليا من الدولار والجنيه الاسترليني واليورو والين مع مرور الوقت، لكنه قال إن الأمر يتطلب قدرا كبيرا من التعاون الدولي.
ووفقا لنسخة معدة من التصريحات أضاف ستروس كان أن ''زيادة دور حقوق السحب الخاصة ستتطلب بكل تأكيد طفرة كبيرة في تنسيق السياسات الدولية، لهذا السبب أتوقع أن يتطور نظام أصول الاحتياطي العالمي تدريجيا إلى جانب إدخال تغييرات في الاقتصاد العالمي''.
وقال رئيس الصندوق إنه من دون إدخال تغيرات على النظام العالمي، فإن العالم ربما يكون يغرس بذور الأزمة الاقتصادية المقبلة.
وفي هذا الصدد، أكد لـ"الاقتصادية" اقتصاديون أن الصين لن توافق على هذا المقترح على الأقل في المدى القصير، لأنها لا تريد أن تفقد أهم ميزة تنافسية واقتصادية تتمتع بها اليوم أمام الدول الصناعية، وهو رخص عملتها.
وبين الاقتصاديون أن الصين أيضا غير جاهزة لدعم مقترح يضع اليوان ضمن مسار العملات العالمية، الذي يعني بالضرورة تحريره، وفك ارتباطه بالدولار، فمثل هذا الإجراء يتطلب بالضرورة شروطا مهمة، منها انتهاج سياسة نقدية حرة ومعدل فائدة حر، وحرية انتقال رؤوس الأموال، وسوق ضخمة لسندات الدين، وهي كلها إجرءات ضخمة ومؤثرة في السياسة الاقتصادية الصينية.
السقا
وقال الدكتور محمد السقا أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت "أعتقد أن الصين ستقاوم مثل تلك المقترحات في الوقت الراهن على الأقل، لأن ضعف العملة الصينية هو الذي ساعد صادراتها على النمو بشكل غير طبيعي خلال السنوات الماضية".
وبين الدكتور السقا أن إدخال اليوان ضمن سلة عملات عالمية يعني أن يجب أن يعكس قيمته الحقيقية بالاعتماد على قوى العرض والطلب، وتحريره من خلال فك ارتباطه بالدولار، ما يعني أن سعره سيصعد، وهو ما لا تريده الصين، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا تزال العملة الصينية عملة غير قابلة للتحويل.
وبين أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت أن توافر سلة عملات هو أمر جيد للاقتصاد العالمي، ولكنه في نفس الوقت سيكبد تراجع الدولار كعملة عالمية الكثير من دول العالم التي تعتمد كعملة احتياط وربط الكثير من الخسائر، إلى جانب أن أمريكا نفسها تريد الآن أن يبقى الدولار ضعيفا لتحسين صادراتها.
وأضاف السقا "لا توجد في الوقت الحالي عملة دولية تستطيع لعب دور العملة العالمية، وقيام اليوان بهذه المهمة يتطلب إجراءات صينية متقدمة للغاية منها ضرورة انتهاج بكين سياسة نقدية حرة، ومعدل فائدة حر، وضمان حرية انتقال رؤوس الأموال، وتأسيس سوق ضخمة لسندات الدين، وحرية تحديد معد الصرف.. وهي كلها شروط لم تتحقق بعد، ولا أعتقد أنه يمكن أن تتحقق في المدى القريب".
السلطان
من ناحيته، يتفق الدكتور عبد الرحمن السلطان كاتب ومحلل اقتصادي على أن دمج اليوان ضمن حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد أو في سلة العملات المعتمدة دوليا، أمر صعب في المرحلة الراهنة، موضحا أن ذلك يتطلب فك ارتباط وتحرر.
ولكن السلطان أشار إلى أن الصين شرعت بالفعل لمحاولة تدويل عملتها من خلال عمليات تبادل تجاري في محيطها الإقليمي باليوان، إلى جانب أنها شرعت في زيادة نطاق تذبذب اليوان خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن عولمة اليوان ستخدم الاقتصاد الصيني بالتأكيد بشرط ألا ترتفع قيمته، وهو ما لا يمكن ضمانه.
وزاد "تحول اليوان إلى عملة احتياط دولية يخدم الصين والاقتصاد العالمي، وسيسهم بشكل أو بآخر في التخفيف من هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي".
وقال الدكتور السلطان إن تقبل الصين للمقترحات الفرنسية، ومقترحات البنك الدولي يتطلب مزيدا من الثقة والشجاعة من قبل الصينيين، وهذا غير متوافر حاليا، وتابع "هناك خوف صيني من تحرير العملة، ومدى تأثير ذلك في الاقتصاد الصيني والوظائف.. رغم ذلك، فإن الصين قد توافق على المقترح".
وأشار السلطان إلى أن الصين ستعمد خلال الفترة المقبلة إلى التدرج واختبار المواقف، وقد تحتاج من عام إلى ثلاث سنوات لتعويم اليوان، خصوصا أن الدولار عملة معرضة للانهيار في أي وقت، وما جعلها صامدة حتى الآن، هو ضعف العملات العالمية الأخرى كالين الياباني أو اليورو.
شبكة الصين /3 مارس 2011/
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |