الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
كيف وصلت الصين إلى القمة؟
جمع المادة: فريدة وانغفو
نشرت صحيفة الوطن السعودية 13 فبراير مقالا بعنوان: كيف وصلت الصين إلى القمة؟
ظهر باديا للعيان، التغير الكبير في اللهجة الأميركية في التعامل مع العملاق الصيني الصاعد. فقد فرض الرئيس الصيني في زيارته الأخيرة لأميركا نفسه كند، كما لو كان رئيسا للاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة. وحتى عندما حاول الجيش الصيني استفزاز وزير الخارجية الأميركي باستعراض مقاتلاته المتطورة، فقد مدح الإعلام الأميركي ضبط النفس الذي تحلى به الوزير. فالنمو المتسارع للاقتصاد الصيني وخروجها بأقل الأضرار من الأزمة الاقتصادية العالمية، أعاد تشكيل التوازنات الاقتصادية على ساحة النفوذ العالمي.
بداية الصين كانت في التركيز على ميزاتها الاقتصادية التي لا يجاريها فيها أي من البلدان. وبفعل ذلك، فقد تمكنت من بناء صناعة متكاملة لانتاج السلع الاستهلاكية الرخيصة. المصانع الصينية تمكنت من إنتاج هذه السلع بأقل التكاليف، لدرجة أن محاولة توطين هذه الصناعات في الدول المستوردة فقدت جدواها الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فقد أتاحت هذه القاعدة الصناعية للصين الوصول إلى أعلى معدلات التشغيل للعمالة الوطنية، مع بناء احتياطيات كبيرة من النقد الأجنبي تساعدها في الحفاظ على ميزاتها الاقتصادية مع بناء مستقبل عملتها كعملة عالمية إلى جانب الدولار واليورو. ومع انخفاض نسبة البطالة وارتفاع دخول الصينيين، تكونت لدى الصين سوق استهلاكية كبيرة. وهو ما مكنها من فتح أبوابها لاستثمارات الشركات الأجنبية المباشرة، والتي جلبت معها تقنياتها ومصانعها إلى الصين. وبذلك أصبحت الصين تنافس الدول الصناعية الكبرى في المجالات التي انفردت بها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالأخص صناعة المعدات والأدوات والمواد الثقيلة.
لم تكن هذه المكانة التي احتلتها الصين وليدة اللحظة، إنما التخطيط المستمر. فكما أن قاعدتها الصناعية في نمو ، فإن طلبات هذه القاعدة من المواد الخام والطاقة في نمو أسرع. فالصين تحولت في التسعينيات من منتج للنفط لثاني أكبر مستورد له. ولذلك فقد نمت الاستثمارات الخارجية للصين جنبا إلى جنب مع نمو مصانعها، خصوصا في مجالات التعدين والنفط والغاز. ولتخفيض تكاليف هذه المواد وتشجيع الدول على فتح أبوابها للاستثمارات الصينية، فقد اعتمدت الاستثمارات الصينية آلية تطوير البنية التحتية من طرقات وسكك حديدية وموانئ خصوصا في القارة الإفريقية، والتي تفتقر دولها لكافة أشكال البنية التحتية. مساهمة الصين في تطوير البنية التحتية للدول الإفريقية كان جزءا من التكاليف الإجمالية لاستثماراتها في قطاعات المواد الخام، ولكن هذه المساهمة أخذت شكلا أكثر إفادة للدول المضيفة لهذه الاستثمارات. بالإضافة إلى ذلك، فقد نمت الخبرة لدى شركات المقاولات الصينية بحيث باتت تنافس مثيلاتها العالمية، وخير مثال على ذلك مشروعا قطار المشاعر والحرمين.
شبكة الصين /3 مارس 2011/
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |