الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مبدعون من الصين في مصر (صور)


لوحة "عبير البرد" للرسام آن تينغ شان


بقلم: محمد الشربيني

أقيم في الفترة من التاسع إلى السابع عشر من ديسمبر سنة 2010، معرض "مبدعون من الصين" في قاعة الكوربة للفنون بمقر المركز المصري للتصميم بمصر الجديدة في القاهرة. المعرض الذي حضر حفل افتتاحه د. إسحق عزمي، مؤسس مجمع متاحف الفن بالقاهرة و د. تشن دونغ يون، المستشارة الثقافية بسفارة الصين في مصر واللواء عادل طه، ممثل محافظ القاهرة، اشتمل على 42 عملاً فنياً لـتسع عشرة من كبار فناني الصين، حضروا إلى القاهرة بصحبة لوحاتهم الزيتية والورقية المعبرة عن الحضارة الصينية العريقة والتي عبرت عن مدى حبهم لبيئتهم ونهضتهم التي يفخرون بها.

وقد قام الفنانون الصينيون والمصريون وعدد كبير من جمهور المشاهدين المتذوقين للوحات الفنية باستعراض المعرض ولوحاته، حيث نال إعجاب الجميع لما حملته اللوحات من جمال الطبيعة وتناسق الألوان وجاذبيتها لأعين الناظرين.

قال الدكتور إسحق عزمي: "اخترت عنوان المعرض بعد اتصالات أجريتها مع الجانب الصيني لإقامة المعرض ووصول المعلومات وصور الأعمال قبل حضور الفنانين والأصدقاء من الصين والذي تشرفت بلقائهم على أرض الكنانة مصر وحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة الصينية وكذلك حضور كاميرات تليفزيون الصين ووكالة الأنباء الصينية ومجلة ((الصين اليوم)) وأقرانهم من الإعلاميين المصريين الذين يتنافسون فيما بينهم لتغطية هذا الحدث، الذي يعتبر عُرسا ثقافيا شديد التميز، ووسط جمع من المهتمين بالفن والثقافة، الأمر الذي يعد مبادرة غاية في التميز والحميمية بين المبدعين من الصين والمبدعين من مصر. لقد احتفوا ببعضهم البعض إيماناً بحوار الثقافات الذي نسمع عنه في الخطب الرسمية لكبار المسئولين. لكن في هذا العُرس الفني الثقافي كان حوار الثقافات حقيقة راسخة واضحة بأن هذه الحميمية والترحيب المصري الصيني ليس جديداً على فناني الحضارتين المصرية والصينية."

وأكد د. عزمي أن إهداء بعض فناني الصين لوحاتهم إليه أثلج صدره، كمنظم للحدث مع ابنه المصمم ماجد عزمي رئيس مجلس إدارة مجمع متاحف الفن، وجميع العاملين بالمؤسسة الذين أفسحوا المكان لإبداعات الفنانين الصينيين ليستطيع الآلاف بل الملايين أن يشاهدوا هذا الفن الرائع من الإبداعات عبر الإذاعات المصرية والشاشات الفضائية التي تبارت في المنافسة على نقل هذا الحدث الفني الجميل. وأضاف عزمي: "كل هذا جعلني أعلن عن رغبتي في مد جسور التعاون لإبرام أول اتفاقية تبادل للرسم بيننا وبين الصين، واستقبال فناني الصين مع منح فرصة الاحتكاك لعدد من الفنانين المصريين من خلال المؤسسات الثقافية والجمعيات الأهلية وأكاديميات الفنون بالبلدين من أجل تواصل حقيقي وتبادل منافع معلنة بندّية فنية تفوح منها عراقة حضارة مصر والصين وتحت إشراف سفارة الصين بالقاهرة التي تنظم المبعوثين وتحت إشراف مباشر مني شخصياً لفتح مراسم الفن بالإسكندرية لاستقبال الأصدقاء الصينيين طوال العام وعرض لوحاتهم وإبداعاتهم في أكبر المعارض الفنية داخل مصر أو خارجها."

وأوضح عزمي أنه بعد جولته مع الضيوف الصينيين في قاعة العرض أسعده أن يشرحوا له قيمة ثمرة البرقوق الحمراء التي تفوح حلاوتها من الأسطح الورقية أو الحريرية التي أبدعوا عليها بأصباغهم وأحبارهم الملونة بتلقائية شديدة، وكذلك لوحاتهم المعبرة عن البيئة والقرية والشجرة والثمرة، وكذلك النباتات والحيوانات في الغابة، بالإضافة إلى البشر والطيور والعنقاء. فلقد عبرت اللوحات عن إبداعات تواكب لغة الحداثة، وإجمالا فإنهم يبدعون متأرجحين بحرية كاملة ما بين الأصالة والمعاصرة بصدق وتميز في لوحات تقرأ التاريخ والبيئة بألوان جذابة للناظرين.

وقال أحد الرسامين الصينيين: "عشقت الطبيعة من خلال لوحاتي وتجسد هذا العشق في ريشتي في مرسمي وأنا أرسم الكثير من اللوحات المعبرة عن البيئة الصينية. أحببت الرسم منذ طفولتي وأصبحت منذ صغري موهوباً في الإمساك بالقلم واللوحة وأخطط لرسوماتي."

وقال مبدع آخر: "أخذت من رسم لوحاتي وسيلة لكسب الرزق وعبرت من خلال لوحاتي العديدة عن حبي وعشقي لبلدي الصين لأنها كانت مصدر إلهامي."

وقالت مبدعة صينية: "لا تتصور مقدار سروري حين تلقيت دعوة للحضور إلى القاهرة وبدأت الرحلة بالتحضير للوحاتي التي تصاحبني لعرضها بالمرسم. وقلت لنفسي إن ريشتي جعلتني سفيراً لبلدي من خلال عرض لوحاتي التي تحمل بيئتي الصينية المتواضعة. مهنة الرسم على الورق أو الحرير أحببتها جداً لأنها كانت مصدر إلهامي لحب وطني، وتلك اللوحات التي عبرت فيها عن الكثير من بيئتي إنما هي نبض القلب الذي يعيش بداخلي."

وأضافت مبدعة أخرى حملت بين يديها اسكتشات مصغرة للوحاتها حيث قامت بتوزيعها على المشاهدين، بابتسامة لا تفارقها، قائلة: "إنه الفن الصيني المعبر عن بلدنا. إحدى لوحاتي المعروضة عبارة عن شجرة البرقوق بألوانها الحمراء الداكنة، فتلك الشجرة تعبر عن شموخ وكبرياء الصينيين. إنها لوحة جميلة وهذا كان رأي المشاهدين أيضا."

ومن بين المبدعين أيضاً سمعت صوتاً يقترب مني لأشاهد لوحاته قائلاً إنها فرصة عظيمة لعرض لوحاته في بلد الأهرامات والحضارة فهو يحب حضارة بلاده وقال إنه لا يعرف الوقت الذي يمضيه في مرسمه، فربما تتواصل الساعات الطويلة أمام ريشته لاستلهام صورة يرسمها.



1   2   3   4   5    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :