الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

"حرف ولون" الأمير خالد الفيصل بالصينية!


بعض الترجمات الصينية للقصائد في ((حرف ولون))


 

خاتمة الطبعة الصينية لديوان ((حرف ولون))

بقلم: فريدة وانغ فو من القاهرة

حياة الإنسان قصيرة، مهما طالت. ثلاث سنوات من عمري كرستها لديوان ))حرف ولون((. حرضني على ذلك شعور فياض غمرني، منذ لحظة احتضنته يداي حتى فرغت من ترجمته إلى اللغة الصينية.

ديوان شعر كان سبيلي لمعرفة دولة بأكملها. عرفت المملكة العربية السعودية التي ترتبط في أذهان كثيرين بالدولار البترولي. لم تتح لي فرصة زيارة السعودية، برغم أن لغة العرب ترافقني منذ نصف قرن تقريبا، ولكن قلبي شاهد عبر "الحرف" و"اللون" هذه البلاد، ويشهد أنها ليست غنية فقط بموارد النفط وإنما أيضا بينابيع الحب. حب صادق دافئ، يجعل الصحراء التي تكنز النفط تتفتح بحياة خضراء. شعب المملكة عدو للشر، مثل الصقر الشجاع في دفاعه عن وطنه، مستعدا لتقديم حياته في كل وقت في سبيل كرامة بلاده.

تعبق هذه البلاد بمشاعر صادقة ورومانسية مثل طيب الخزامي، ويفيض فيها حب ذوي القربى والأصدقاء والأحباء كبيرا مثل الصحراء المترامية الأطراف، وحارا مثل أشعة الشمس، ومتدفقا مثل أمواج البحر، وناعما ورقيقا مثل ليلة مقمرة.

في تلك البلاد أيضا إيمان قوي...

لقد جعلني ديوان ((حرف ولون)) أشعر بروح "الفخر والاعتزاز بالعروبة". يتجلى هذا الفخر والاعتزاز في كل مكان ويظهران في كل وقت: الفخر بتوحيد الوطن وقوة الدولة، الفخر بانتصار الأصدقاء، الفخر بالصحراء غير المحدودة، الفخر بمناظر الموطن الرائعة، الفخر بالصقور والجياد، الفخر بجمال الحبيبة، الفخر بالوفاء، بل الفخر بالشعر وأفكاره. يبرز الفخر والاعتزاز في الروح العربية الموجودة منذ القدم بصورة كاملة.

كل ذلك يسيل من قلم الشاعر، ليوضح فلسفات الحياة واحدة تلو الأخرى، ويظهر نضوج وعمق حياة الشاعر.. ويروي فؤادي.

إنني أعبر عن امتناني أولا إلى صاحب ديوان ((حرف ولون))، الأمير خالد الفيصل، أمير مكة المكرمة، رئيس مؤسسة الفكر العربي. عندما حضرت المنتدى الدولي للترجمة التي أقامتها مؤسسة الفكر العربي في إبريل 2007 في الأردن أحسست لأول مرة بجاذبية شخصيته، حيث دفعني وقاره ورزانته وعمق فكره إلى قراءة شعره، فهُز قلبي، وعزمت على ترجمته إلى الصينية ليقرأه خمس سكان العالم. دعم الأمير عزيمتي وأهدى ديوانه لي، بذلك بدأت مسيرتي التي استمرت نحو ثلاث سنوات، مسيرة عشتها مع أفكاره ومشاعره.

خلال هذه السنوات الثلاث، ساعدني كثيرون. ساعدني د. علي عثمان، مساعد أمين عام مؤسسة الفكر العربي سابقا على إقامة أول اتصال بيني وبين الشاعر؛ وكان السيد عبدالله حمداني، السكرتير الأول في سفارة الممتلكة العربية السعودية لدى بكين في ذلك الوقت أول من ساعدني على فهم اللهجة النبطية؛ ولكن عليَّ أن أقول لزميلي في العمل، نائب رئيس الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم))، الأستاذ حسين إسماعيل حسين "شكرا جزيلا"، لأنه ساعدني في فهم القصائد منذ بدئي الترجمة حتى انتهائي منها.

السيد قوه شياو يونغ الذي راجع الطبعة الصينية لديوان ((حرف ولون)) وكتب مقدمة لها، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة الصينية للنشر الدولي، عزز عزيمتي بتشجيعه وعشقه للغة العربية ومستواه الرفيع فيها، كان قوة محركة تدفعني إلى إنجاز ترجمة هذا الديوان العظيم.

منذ أن عرف جهودي لترجمة هذا الديوان، أقام أمين عام مؤسسة الفكر العربي الحالي د. سليمان عبد المنعم جسر اتصال بيني وبين الشاعر بنفسه، وبفضل جديته وحماسته ازداد شغفي وعشقي لـ((حرف ولون)).

أخيرا، ولعل هذا كان ينبغي أن يكون في البداية، أعبر عن امتناني القلبي لدار النشر باللغات الأجنبية الصينية والعاملين بها، لإسهامهم ولجهودهم في توثيق التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية.

 

شبكة الصين /9 فبراير 2011/



     1   2  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :