الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تعليق: حق الدول النامية في التنمية يستحق الاحترام الواجب فى قضية المناخ
بكين 28 ديسمبر 2009 (شينخوا) ينبغي على الدول المتقدمة ان تتفهم حقيقة ان التنمية مازالت أولى أولويات الدول النامية، وانه يتعين عليها احترام سعيها لتحقيق التنمية الوطنية خلال معالجتها لقضايا تغير المناخ.
أوضح رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو هذه النقطة مستشهدا بمثال خلال مقابلة اجرتها معه وكالة انباء ((شينخوا)) اليوم (الاحد).
وفي حديثه عن مقال قرأه اخيرا، قال رئيس مجلس الدولة ون ان محادثات كوبنهاجن بشان تغير المناخ التي اختتمت في وقت سابق من هذا الشهر، اثارت قلق كاتب صيني ازاء والدته المسنة التي مازالت تستخدم موقد يعمل بالفحم للتدفئة فى الشتاء البارد في مسقط رأسه فى جنوب الصين.
واضاف ون "ان بعض البريطانيين بالكاد قد يشاركون في تجربة حياتية مماثلة".
وقال ان المشقة التي تعانيها الام الصينية قد تتجاوز خيال بعض ميسوري الحال في الدول المتقدمة.
وعلى سبيل المثال، فإن وزير الطاقة وتغير المناخ البريطاني إد ميليباند صرح مؤخرا لصحيفة بقوله، اننا "سنقوم فقط بوضع اتفاق دائم يحمى الكوكب اذا كانت تعهدات وتحركات جميع الدول ملزمة قانونا. غير ان بعض الدول النامية الرئيسية ترفض حاليا تشجيع ذلك".
ويتناسى الذين يجلسون في حجرات مريحة ذات تدفئة مركزية ويتهمون الدول النامية بعدم قيامها بما يكفى من اجل مكافحة تغير المناخ، حقيقة ان 1.6 مليار نسمة في العالم لم تدخل اليهم الكهرباء بعد، وان 2.3 مليار نسمة يشعلون الفحم او الحطب للتدفئة، او للطهي.
ولم تأخذ الدول الغنية التى تطالب بان تكون "جميع تعهدات وتحركات الدول النامية ملزمة قانونا" في حسابها حق الدول النامية في التنمية، وانتهكت مبدأ "مسئوليات مشتركة لكن مختلفة" التى نص عليها بروتوكول كيوتو.
وبموجب هذا المبدأ، لا يتعين فرض التزامات على الدول النامية تفوق قدرتها الاجتماعية - الاقتصادية.
وقال رئيس مجلس الدولة ون خلال قمة كوبنهاجن حول تغير المناخ يوم 18 ديسمبر "ان الدول المتقدمة تشكل نسبة 80 في المائة من اجمالي انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في العالم منذ الثورة الصناعية قبل اكثر من مائتي عام".
بيد ان الدول النامية بدأت عصر الصناعة منذ عقود قليلة، ومازال العديد من شعوبها تعيش في فقر مدقع اليوم.
وعليه، فانه من الظلم تماما أن تطالب هذه الدول المتقدمة الدول النامية بخفض اهداف الانبعاثات بما يتجاوز التزاماتها الواجبة وقدراتها، متجاهلة مسئولياتها التاريخية، وكم انبعاثات الفرد، والمستويات المختلفة للتنمية.
وقال ون لوكالة انباء ((شينخوا)) "ان البعض يقول انه لا يجب ان يقعدنا التاريخ عن التحرك. بيد ان هذه حقيقة يجب ان نواجهها. فبدون النظر الى التاريخ، لن يفهم المرء مطلقا لماذا توجد فجوة بين الاغنياء والفقراء، ناهيك عن حقيقة ان الدول النامية تعتبر التنمية شاغلها الأول".
واضاف انه يتعين على الدول المتقدمة بسبب مسئوليتها التاريخية غير القابلة للتملص منها بشان تغير المناخ، تحمل التزاماتها الواجبة ازاء تخفيض الانبعاثات، وتوفير الدعم المالي والفني لجهود الدول النامية من اجل التكيف مع المشكلة، والتخفيف من حدتها.
وبدلا من اصدار احكام، ينبغي على الدول المتقدمة ان تضع نفسها محل الدول النامية، وان تدرك ان الدول النامية يتعين عليها ان تكافح من اجل حقها فى تعزيز التنمية اثناء معالجتها لقضايا تغير المناخ.
وهذا هو السبيل الوحيد الذي يضمن مضي محادثات المناخ على المسار الصحيح.
وقال ون انه قبل اكثر من ألفي عام، قال مينشيوس، المفكر والفيلسوف العظيم في الصين القديمة، "أرجو ان تقدم الإحترام الذى تكنه لكبار السن في اسرتك، الى كبار السن فى الأسر الاخري".
واضاف اننا نامل في ان يتفهم كل ابن وابنة في العالم قلق الابن الصيني وحبه لامه المسنة، التي مازالت تعتمد على موقد الفحم للتدفئة في قلب الشتاء.
شبكة الصين /28 ديسمبر 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |