القادة الصينيون يجتمعون مع رئيس الوزراء الكندى لفتح "صفحة جديدة" فى التعاون الثنائي (صور)

بكين 3 ديسمبر 2009 (شينخوا) التقى القادة الصينيون هنا اليوم (الخميس) مع رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر، بأمل " فتح صفحة جديدة" في الروابط الثنائية من خلال هذه الزيارة.

وقال رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو خلال مباحثاته مع هاربر، الذي يزور الصين للمرة الاولى منذ توليه منصبه عام 2006، ان "العلاقات بين الصين وكندا واجهت تقلبات وانعطافات في السنوات الاخيرة، الأمر الذى لا يخدم مصلحة الجانبين."

يعد هذا الاجتماع الاول بين رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء الكندي خلال خمس سنوات تقريبا.

وقال ون ان "التاخير كان طويلا للغاية بالنسبة لعلاقاتنا الثنائية، وهذا هو السبب وراء وصف وسائل الاعلام لهذه الزيارة بانها تاخرت طويلا ."

وعانت الروابط بين الصين وكندا عام 2007 ، عندما التقى هاربر مع الدالاي لاما، ومنحه البرلمان الكندي "الجنسية الفخرية" الكندية.

وثار غضب الصين لذلك ، وقالت انها تعارض استخدام اي دولة او جهة قضية الدالاي لاما اداة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين.

والآن واثناء زيارة هاربر الحالية للصين، اكد البلدان مرة اخرى في بيان مشترك على المبدأ الجوهري الخاص باحترام سيادة الطرف الآخر، ووحدة اراضيه، ومصالحه الاساسية، ومخاوفه الرئيسية. والا يدعم اي من الجانبين اية محاولة من اي قوة لتقويض هذا المبدأ.

وذكر رئيس مجلس الدولة الصيني لرئيس الوزراء الكندي هاربر اثناء المباحثات التى جرت في قاعة الشعب الكبرى ان "زيارتك هذه المرة تعد مهمة عظيمة، ولها اهمية خاصة."

واشار ون الى انه لا توجد صراعات علي المصالح الجوهرية بين البلدين، وان المصالح المشتركة تفوق الخلافات بكثير.

وقال انه " طالما التزم البلدان بمبادئ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، واهتما بمراعاة المصالح الاساسية والمخاوف الرئيسية لكل منهما الآخر ، فان العلاقات بين الصين وكندا ستشهد تقدما صحيا ومستقرا."

كما التقى الرئيس الصيني هو جين تاو مع هاربر في وقت سابق اليوم، حيث اعرب عن امله فى ان ترتقي جولة هاربر في الصين بالتعاون الثنائي الى مستوى جديد.

وقال الرئيس الصينى "ان الصين على استعداد للعمل مع كندا لتدعيم الحوارات، والتبادلات، والتعاون فى مختلف المجالات، واحترام كل طرف للمصالح الاساسية ، والمخاوف الجوهرية الكبرى للطرف الاخر، ومعالجة القضايا الحساسة بين الجانبين بالطريقة الملائمة ".

وقال الرئيس ان تعزيز التنمية الصحية و" المستدامة " للروابط الصينية - الكندية يتفق مع المصالح الجوهرية للبلدين والشعبين ، ويتسم باهمية كبرى فى تعزيز السلام، والاستقرار، والتنمية في منطقة آسيا-الباسيفيك، وفي العالم اجمع.

وقال هاربر للقادة الصينيين ان كندا تتمسك بسياسة صين واحدة، وتحترم سيادة الصين ووحدة اراضيها.

وقال ان بلاده تولي اهمية كبرى للشراكة الاستراتيجية مع الصين، وسوف تحل النزاعات بين البلدين على نحو ملائم ، وبطريقة ودية وصريحة ، تتسم بالاحترام المتبادل.

تحتفل الصين وكندا العام المقبل بالذكرى الاربعين لإقامة الروابط الدبلوماسية.

واتفق هاربر مع ون على ان "فترة الخمس سنوات (دون عقد اجتماع بين رئيس الوزراء الكندي ورئيس مجلس الدولة الصيني) كانت طويلة للغاية ." وقال انه يتعين على الجانبين اغتنام فرصة الذكرى الاربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية في تدعيم الروابط الثنائية.

واشار الى ان العلاقات بين كندا والصين شهدت "نموا هائلا" خلال ال39 عاما الماضية، ليس فقط في التجارة والاستثمارات الثنائية، وانما ايضا في التبادلات على المستوى الشعبي.

يذكر ان الصين هي ثاني اكبر شريك تجاري لكندا، وان اكثر من 1.3 مليون من المواطنين الكنديين لهم اصول صينية، ما يجعل اللغة الصينية ثالث لغة من حيث الانتشار في كندا بعد الانجليزية ، والفرنسية.

وجاء تعزيز التعاون التجاري والروابط الشاملة على رأس اجندة هاربر خلال زيارته الرسمية التي تستمر خمسة ايام للصين.

واعرب قادة البلدين عن أملهم فى ان يزيد الجانبان التعاون في الاقتصاد والتجارة. واتفقوا على مكافحة الحمائية التجارية على نحو مشترك.

ودعا الرئيس هو الى تعزيز التنسيق في الشؤون الدولية، وتقوية الصلات الثقافية بين الدولتين الواقعتين في منطقة آسيا-الباسيفيك، وخاصة التبادلات الشبابية، كما دعا الى تعميق التفاهم والصداقة.

واتفق هاربر مع اقتراحات الرئيس هو، مضيفا ان بلاده تتعاون بشكل وثيق مع الصين لمكافحة الحمائية التجارية، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتدعيم التبادلات الثقافية، والتعاون متعدد الاطراف.

وقال هاربر ان كندا لا تمارس التمييز ضد اية دولة أجنبية من حيث الاستثمار، معربا عن امله فى أن يوقع الجانبان على اتفاقية حول حماية الاستثمار في وقت مبكر.

وقد وقعت الصين وكندا سلسلة من الاتفاقات اليوم بشأن التغير المناخي، والموارد المعدنية ، والثقافة، والتعليم الزراعي.

وصرح هاربر في مؤتمر صحفي مساء اليوم انها "بداية مهمة" للعلاقات الثنائية.

ومن المقرر ان يلتقي هاربر، الذي استهل زيارته للصين امس (الاربعاء)، مع كبير المشرعين الصينيين وو بانغ قوه غدا الجمعة . وستأخذه جولته فى الصين ايضا الى شانغهاي، وهونج كونج.

 

شبكة الصين /4 ديسمبر 2009/