الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تقرير : الاستقرار والتنمية هما مطلب ابناء الشعب فى المناطق الحدودية


بكين 17 اغسطس/ نشرت صحيفة القوميات الصينية فى عددها الصادر مؤخرا تقريرا تحت عنوان // الاستقرار والتنمية هما مطلب ابناء الشعب فى المناطق الحدودية// وفيما يلى نصه:

يرتبط الاستقرار بتنمية الاقتصاد، لا توجد تنمية الاقتصاد بدون الاستقرار؛ وبالعكس، تتصعب المحافظة على الاستقرار الطويل الامد بدون تنمية الاقتصاد ايضا. ان ما يحتاجه ابناء الشعب هو بيئة سلمية، وشروط معيشية حقيقية. علينا ان نكثف جهودنا لنستغل الفرصة التاريخية فى تنمية الاقتصاد فى المناطق القومية بشمال الصين الغربى باسرع وقت ممكن انطلاقا من الزاولة الاستراتيجية لحماية الاستقرار فى المناطق الحدودية، وتوزيع الموارد الاقتصادية الصينية فى القرن الواحد والعشرين. وفى الوقت نفسه، علينا ان نجعل الجسر الاوراسى يلعب دورا افضل، ونطور بجد واجتهاد علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية بين منطقة شينجيانغ واسيا الوسطى، ونجرى تبادلات ثقافية، لنحقق بذلك الاستقرار والازدهار فى المناطق القومية.

بعد وقوع احداث اورومتشى / 5 يوليو/، اصدرت الدول الاعضاء فى منظمة شانغهاى للتعاون اثر ذلك بيانا اشارت فيه بوضوح الى ان ما وقع فى مدينة اورومتشى حاضرة منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور هو // احداث عنف خطيرة//، مؤكدة على ان منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور هى جزء لا ينفصل عن اراضى جمهورية الصين الشعبية، وان الوضع الذى وقع هناك هو من الشؤون الداخلية لجمهورية الصين الشعبية، معربة عن ثقتها بان الحكومة الصينية تتمكن من تهدئة الاوضاع المحلية، واستئناف الحالة الطبيعية للنظام الانتاجى والمعيشى باسرع وقت ممكن وذلك باجراءات قانونية تتخذها لاجل حماية الاستقرار فى شينجيانغ، واعربت عن اعتقادها بان الدول الاعضاء فى منظمة شانغهاى للتعاون يتعزز التعاون بينها فى مكافحة الارهاب، والانفصالية، والتطرفية وارتكاب الجرائم المنظم والعابر للقارات، وتحمى سويا الامن والاستقرار فى هذه المنطقة. فقال الامين العام الدورى لمنظمة شانغهاى للتعاون بولات نور غليف فى مقابلة صحفية اجراها معه مراسل وكالة ابناء الصين الجديدة بان الاستقرار فى الوضع بمنطقة شينجيانغ سيحدث تأثيرا هاما فى الوضاع العام فى المناطق المجاورة ومنطقة اسيا الوسطى؛ وان ردود الفعل السلبية الناتجة عن احداث / 5 يوليو/ لا تتجسد فى الوضع المحلى فحسب، بل ستحدث تأثيرا فى المناطق المجاورة ايضا.

ان اسيا الوسطى / فى هذا التقرير/ تتضمن 5 دول هى قازاقستان، اوزبكستان، وقرغيزستان، وتركمانستان بالاضافة الى طاجيكستان/ لها صلة واسعة بشينجيانغ فى المجالات الجغرافى، والقومى، والدينى، والتاريخى، والثقافى، اذا طرأ على اى طرف من هذه الاطراف تغير، فسيؤثر ذلك بطرف اخر. وفى التاريخ، تعرضت المنطقة الواقعة بشرق النهر فى غرب هضبة البامير للحكم الفارسى، واليونانى، والعربى، والروسى على التوالى، بالرغم من ان ذلك حدث فى عدة فترات مثل فترة اسرة الهان، وفترة اسرة تانغ، وفترة اسرة يوان فى الصين، الا ان ارض الصين ظلت تتسع الى غرب هضبة البامير ايضا. اقامت الصين مع اسيا الوسطى علاقات وثيقة جدا عبر // طريق الحرير//. وتجدر الاشارة الى ان التبادلات الحضارية بين الشرق والغرب التى اجريت فى // طريق الحرير// كان اهمها هو التبادلات الثقافية الروحية بالاضافة الى التبادلات فى القماش الحريرى، والشاى، والاوانى الخزفية وسلع تجارية اخرى. وان دين الزرتشت نيست الفارسى /zoroastrianism/، ودين المونى /moni/، والدين البوذى الهندى بالاضافة الى دين الاسلام العربى، انتشرت من الغرب الى الشرق عبر اسيا الوسطى.

اسيا الوسطى وشينجيانغ مأهولتان بالقوميات المتعددة. وان القوميات الرئيسية فى الدول باسيا الوسطى تنتمى مع القوميات فى شينجيانغ ببلادنا الى قومية الترك، اما قومية القازاق، وقومية الكرغز، وقومية الاوزبك وقومية الويغور والتى تؤمن بالدين الاسلامى فتكون لها علاقات المصادر التاريخية من نفس الاصل والسلف، والعديد من الروابط والاسباب. ولكن، بسبب عيشتها العابرة للحدود الوطنية، وتعيش فى مختلف الظروف الانسانية والجغرافية، توجد بينها فوارق كبيرة فى مجالات القيمة، والانتاج، والحياة. منذ ثمانينات القرن السابق، ومع تخفف حدة توتر الاوضاع الدولية، ونهوض الدين الاسلامى فى العالم، شهدت الثقافة الاسلامية فى اسيا الوسطى ومنطقة شينجيانغ تطورا جديدا. وخاصة، بعد انحلال الاتحاد السوفياتى، وتحقيق الاستقلال فى دول اسيا الوسطى، بدأت القوى المتطرفة الدينية المحلية تتضخم بسرعة، فوجهت تحديات الى الدول الدنيوية. خلال السنوات الاخيرة، ظهر فى منطقة اسيا الوسطى، اتجاه الجمع بين القوة الدينية المتطرفة، والقوة الانفصالية القومية، وبين القوة الارهابية الدولية.

يجب القول موضوعيا بان وقائع ظهور المسألة الجديدة وتأثرها فى الاستقرار المحلى فى منطقة اسيا الوسطى لها مصدر تاريخى، وروابد وثيقة مع الخلفية الدولية الكبرى ايضا، ولكنا لا يمكن ان نتجاهل تأثيرا ناجما عن العوامل الاقتصادية. ان الازمة الاجتماعية فى منطقة اسيا الوسطى لا يمكن ان تنعزل عن حقيقة التدهور السريع لاقتصاد منطقة اسيا الوسطى بعد انحلال لاتحاد السوفياتى. مضت على الدول الخمس فى اسيا الوسطى 20 سنة فى اصلاح اقتصادها، فشهد العرض فى سوقها تحسنا واضحا، ولكن، لم تتحقق فعاليات كبيرة فى دفع الانتاج وتحسين معيشة الشعب هناك. خلال السنوات الاخيرة، وقع ما يسمى // ثورة لون// فى دول الكومينولث المستقلة، والسبب فى ذلك ان الفقر هو الخلفية الهامة التى ادت الى وقوع الاضطرابات الاجتماعية. على سبيل المثال، وصلت الديون الخارجية لقرغيزستان الى 1.8 مليار دولار امريكى فى عام 2004، وذلك اقترب من اجمالى الناتج المحلى فيها تقريبا، وكان مستوى الفقر فيها لم يبق الا دون جمهورية تشاد فى افريقيا. حتى لا يمكن ان يسد معدل رواتب الاطباء، والمعلمين، والموظفين الحكوميين حاحاتهم الى معيشتهم الاساسية. وان الازمة الاقتصادية العالمية هى الاخرى جعلت الاستقرار الضعيف فى كافة الدول باسيا الوسطى يواجه اختبارا، ومنحت القوى المتطرفة من شتى انواعها اساسا اجتماعيا فى انتشارها، وتؤثر هذه القوى بدورها فى التنمية الطبيعية لاقتصاد منطقة اسيا الوسطى تأثيرا خطيرا. وبهذا السبب، اكد الرئيس القرغيزستانى بعد وقوع // ثورة لون// فى قرغيزستان، ان بلاده لا تحتاج الان اضطرابات، ومهمتها الملحة الان هى استئناف الاقتصاد وتنميته.

ان الاستقرار يرتبط بتنمية الاقتصاد، ولا توجد تنمية الاقتصاد بدون الاستقرار، وبالعكس، تتصعب المحافظة على الاستقرار الدائم بدون تنمية الاقتصاد. ان ما يحتاجه ابناء الشعب هو بيئة سلمية وظروف معيشية حقيقية. ومن الطبيعى ان تنمية الاقتصاد لا تعنى استطاعة تسوية كافة المشاكل، ولكن تخلف الاقتصاد يعد عنصرا هاما لعدم الاستقرار الاجتماعى، وهذه النقطة شهدتها بوضوح خاص العلاقات التارخية فى اسيا الوسطى ومنطقة شينجيانغ. شهدت القوة الوطنية لاسرة تشينغ الملكية الصينية انخفاضا فى فترة نهايتها، وخلال فترة ملكى شيانفنغ، وتونغتشى من هذه الاسرة الملكية ، انفجرت انتفاضة الفلاحين فى مقاطعتى شانشى وقانسو من جراء مملكة تايبين السماوية، فانقطعت المواصلات المؤدية الى شمال غربى اسرة تشينغ الملكية، وكانت الامدادات مقطوعة تماما، ووقعت الشؤون الحدودية فى شينجيانغ مع ذلك فى مأزق لا مخرج منه ايضا. وذلك اصبح احد الاسباب الهامة لمواصلة الاضطرابات الاجتماعية فى منطقة شينجيانغ والتى كان من غير الممكن كبحها من جراء غزو قوة ياقوب على جنوب شينجيانغ خلال فترة الملك تونغتشى.

دلت الوقائع على انه اذا تمت المحافظة على الاستقرار فى المنطق الحدودية، فيجب تعجيل خطوات تطوير بناء اقتصاد المناطق الاقتصادية، ولكن، فى عملية البناء، لا غنى عن البيئة الاستقرارية. منذ انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للمؤتمر الوطنى الحادى عشر للحزب الشيوعى الصينى، تطور اقتصاد المناطق القومية فى شمال بلادنا الغربى تطورا سريعا، وشهد مستوى الشعب المعيشى ارتفاعا واضحا، وتشكل بذلك تباين واضح مع كافة الدول فى اسيا الوسطى والتى شهدت اضطربات اجتماعية، وتدهورا سريعا لاقتصادها بعد انحلال الاتحاد السوفياتى. والان، لم تزد تنمية اقتصاد المناطق القومية فى شمال الصين الغربى، القوة الحاشدة لابناء الشعب من مختلف القوميات فحسب، بل لقيت تأكد ا من الحكومات والشعوب فى جميع الدول فى اسيا الوسطى ايضا، فاصبحت موضة الاصلاح الصينية هدفا يمكن ان تستفيد منه فى عملية تنميتها الاقتصادية.

ان الاسراع بخطوات تنمية اقتصاد المناطق القومية فى شمال الصين الغربى يحتاجها الوضع العام، وهو القضية الاهم التى تتفق مع المصالح المشتركة للشعب، وبحاجة الى المشاركة المشتركة لابناء الشعب من مختلف القوميات. علينا ان نكثف جهودنا، ونستغل الفرصة التاريخية، لننمى اقتصاد المناطق القومية فى شمال الصين الغربى باسرع وقت ممكن، وذلك انطلاقا من الارتفاع الاستراتيجى لحماية الاستقرار فى المناطق الحدودية وتوزيع الموارد الاقتصادية الصينية فى القرن الواحد والعشرين. وفى الوقت نفسه، علينا ان نطور دورا للجسر الاوراسى على نحو افضل، لنطور بجد واجتهاد علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية بين منطقة شينجيانغ واسيا الوسطى، ونجرى تبادلات ثقافية بينهما، لكى نحقق الاستقرار والازدهار فى المناطق القومية. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/

 

شبكة الصين /17 أغسطس 2009 /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :