الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
اعالة النفس ومساعدة الاخرين -- 60 سنة تمر بها الزراعة الصينية فى عين العالم
بكين 17 اغسطس/ بثت وكالة انباء شينخوا مؤخرا مقالة موقعة تحت عنوان // اعالة النفس ومساعدة الاخرين – 60 سنة تكر بها الزراعة الصينية فى عين العالم// وذلك للاحتفال الذكرى السنوية الستين لتأسيس الصين الجديدة، وفيما يلى نصها:
اذا لم يتمكن الصينيون من اعالة انفسهم، فسيجعلون العالم كله يتعرض للجوع. سرعان ما اصيب الغربيون بقلق شديد بهل تستطيع الصين انتاج الاكتفاء الذاتى من محصول الحبوب ام لا. ولكن الوقائع دلت اليوم على ان الصينيين لم يتمكنوا من اعالة انفسهم فحسب، بل مساعدة العالم ايضا !
فى الاعوام الستين من بعد تأسيس الصين الجديدة، انهى الصينيون حياتهم الحرجة من الجوع والبرد، فواصلت نسبة حبوب الاكتفاء الذاتى محافظتها على اكثر من 95 بالمائة خلال السنوات العديدة، وازداد نصيب الفرد من دخل الفلاحين الصافى السنوى الى 4140 يوان بزيادة حوالى 5 اضعاف عما كان عليه فى عام 1978 فى بدء تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح؛ ووصل اجمالى انتاج الحبوب الى 525 مليون طن فى عام 2008، ولكنه لم يصل الا الى 113 مليون طن فى 1949 من تأسيس الصين الجديدة ......
اليوم، لم تنه الصين تاريخ البلد الممنوح للحبوب فحسب، بل اصبحت بلدا يقدم معونة الحبوب فى مقدمة دول العالم ايضا. وفقا للاحصاء غير الكامل الصادر من برنامج الحبوب العالمى، فى عام 2005 من انتهائها من تاريخ البلد الممنوح للحبوب، بلغ حجم الحبوب الذى قدمت الصين معونتها الى الخارج 577 الف طن، واتحلت الصين بذلك المركز الثالث فى العالم دون الولايات المتحدة والاتحاد الاوربى فقط فى هذا الشأن.
// ابتداء من بقاء الصين فى حالة الفقر والجوع عام 1949 الى دخولها الحياة الرغيدة، طرأت عليها بلا شك تغير يقلب الارض،// حسبما قدر الاقتصادى فانغ تشنغ من منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة نجاح الصين فى هذا المجال تقديرا عاليا وذلك فى مقابلة صحفية اجراها معه مراسل وكالة انباء الصين الجديدة.
يرى السيد فانغ تشنغ ان الصين تمكنت من الاستنفاع من 9 بالمائة من الاراضى المزروعة لاعالة حوالى 20 بالمائة من اجمالى عدد سكان العالم، وان هذه الانجازات الواضحة لكل ذى العينين يرجع فضلها الى سياسة // الزراعات الثلاث// - الزراعة، والارباف، والفلاحون التى تؤيدها الحكومة، وان السياسات والاجراءات الايجابية دفعت الاستثمارات العامة والتقدم الفنى بهذا الخصوص.
لنأخذ مردود الوحدة لمحصولات الحبوب الثلاثة كمثل: ازداد مردود الوحدة للذرة من 1.18 طن / الهكتار فى عام 1961 الى 5.15 طن / الهكتار فى عام 2007؛ وارتفع مردود الوحدة للزر من طنين / الهكتار الى 6.43 طن / الهكتار؛ ومردود الوحدة للقمح من 0.56 طن / الهكتار الى 4.61 طن. فلا شك فى ان ارتفاع مردود الوحدة الى حد كبير له صلة وثيقة بالقوة الفنية الزراعية الوافرة التى تتمتع بها الصين.
اتخذ البروفيسور فى علم الاقتصاد والزراعة والبيئة ديفيد من جامعة بنسلفينيا الامريكية نفس وجهة النظرفقال ان نظام الاغذية السليم يمتاز بثلاثة عوامل هى الاستثمارات فى البحوث والتنمية للزراعة، وبناء المرافق الاساسية، والية تحديد اسعار الاغذية، وان// الصين حققت نجاحا بارزا فى هذه المجالات الثلاثة//.
تعتبر الحكومة الصينية // سلامة الاغذية لكل شخص//حقوق انسان اساسية، وتتخذ الان بعض السياسات لتدفع بها تحول الزارعة من اقتصاد الاكتفاء الذاتى وشبه الاكتفاء الذاتى الى الانتاج السلعى الواسع النطاق نسبيا، ومن الزراعة التقليدية الى الزراعة الحديثة. وان الهدف الجديد الذى قدمته الحكومة الصينية هو وصول القدرة الانتاجية الشاملة للحبوب الى 540 مليون طن فى عام 2020، ويتضاعف نصيب الفرد من دخل الفلاحين الصافى السنوى ضعفين على اساس عام 2008.
لاجل تحقيق هذا الهدف، ازدادت المصروفات فى // الزراعات الثلاث// بالصين بنسبة 30.3 بالمائة فى عام 2007 عن الفترة المماثلة من العام الاسبق، كما ازدادت بنسبة 37.9 بالمائة فى عام 2008 عن نفس الفترة من العام الاسبق، ويتوقع ان ترتفع فى هذا العام بنسبة 20.2 بالمائة. ذكرت صحيفة الفاينشال تايمز البريطانية فى عددها الصادر فى ابريل من العام الحالى فى تقرير لها انه // لا توجد اية دولة كبرى مثل الصين بالاضافة الى الهند تبذل هذه الجهود الكدودة فى المجال الزراعى. // وفى الوقت نفسه، اشارت هذه المقالة بلا تحفظ الى ان الزراعة الصينية لا تزال تواجه تحديات حادة، , // خلال الفترات القصيرة، تنقصها الموارد المائية، وتتسرب التربة الخصبة بالاضافة الى هبوط نسبة الانتاج الزراعى وذلك سيصبح مسألة حاسمة. وخلال الفترات الطويلة، فان تأثير تغير المناخ يلعب دورا هاما//.
ادركت الحكومة الصينية ذلك، وعلى اهبة الاستعداد له منذ الزمان. ففى نوفمبر من العام الماضى، اصدرت الحكومة //المنهاج الوطنى لتخطيط سلامة الاغذية خلال الفترات الطويلة//، وذكر المنهاج مسائل تواجهها الزراعة فى تنميتها فى المستقبل، وذلك يتضمن عرض الاغذية وطلبها اللذين سيبقيان فى التوازن المتوتر خلال الفترات الطويلة؛ والفوارق التى تظهر فى تجارة الصادرات والواردات من المنتجات الزراعية، والتوسيع المتزايد لحجم الواردات من الفول والقطن سنويا؛ وارتفاع اسعار المنتجات الزراعية والجانبية الرئيسية الى حد كبير والخ. واكد المنهاج انه // يجب الادراك الواعى بان الزراعة لا تزال حلقة ضعيفة للاقتصاد الوطنى.//
قال احد كبار الباحثين فى سياسة الزراعة، وهو ايضا الخبير فى بحوث الزراعة الصينية بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية انه // من الطبيعى ان توجد فى الزراعة الصينية بعض المشاكل، مثل توسيع الفوارق بين الدخل فى المدن والدخل فى الارياف، والتخلف النسبى لتقديم القرض الزراعى. ولكن الحقيقة التى لا يمكن انكارها هى ان الصين حققت نجاحا يثير اعجاب الناس فى تنمية الزراعة. واشعر بتفاؤل بمستقبل تنمية زراعة الصين//.
واليوم، تجاوز نصيب الفرد من تمثل غذاء الصينيين المستوى العالمى، وانخفض عدد الفقراء فى الارياف بالصين من 250 مليون فى عام 1978 الى 14.79 مليون الان، وان الصين اصبحت احدى الدول الضئيلة التى شهدت انخفاضا متواصلا فى عدد الفقراء فيها بالعالم. فى مؤتمر صحفى عقد فى مايو من العام الحالى، قال كبير المستشارين فى سياسة الاقتصاد من برنامج الغذاء العالمى بصراحة ان الصين // جديرة بالقدوة // فى استئصال شأفة الفقر والجوع.
دلت النجاحات التى حققتها الصين خلال الستين سنة الماضية على ان الصين التى لها عدد كبير من السكان، لم تزد الضغط المفروض على طلب الغذاء بالعالم، بل اقامت نفسها قدوة للدول النامية فى تنمية الزراعة. خلال عشرات السنين الماضية، تجاهلت حتى تخلت بعض الدول النامية عن زرع الحبوب،بل تحولت الى زرع المحصولات الاقتصادية، وذلك من جرء تاثير الدول الغربية وبعض الاجهزة الدولية التى روجت لسياسة الحبوب فى السوق الحرة، ولكن نتيجة ذلك هى انها تبقى تحت سيطرة الاخرين. والان، ترغب فى ان تستفيد من تجربة الصين لانعاش زراعة نفسها من جديد.
فى قمة الاتحاد الافريقى الثالثة عشرة التى عقدت فى يوليو من العام الحالى، قال نائب الامين العام لشؤون الرئاسة فى مالى الدولة فى غرب افريقيا لمراسل وكالة انباء الصين الجديدة بان // مالى تثق بان الدول الافريقية تتمكن من زيادتها وعيا من تجربة الصين.// وان وجهة نظره وافق عليها الخبراء الافارقة. فاشار احدث تقرير صادر عن صندوق التكنولوجيا الزراعية الافريقى الى ان ازدهار زراعة الصين // قدم تجربة الى افريقيا//.
بنت الصين فى الوقت الحاضر او تبنى الان اكثر من 20 مركزا نموذجيا للتكنولوجيا الزراعية فى خارج بلادها، وقررت ايضا مضاعفة عدد الخبراء والفنيين فى الزراعة والذين ترسلونهم الى الخارج. وان بذور حبوب الاكتفاء الذاتى التى زرعتها الصين، تمد جذورها وتنتش الان فى الدول النامية الاخرى بالعالم.
شبكة الصين / 17 أغسطس 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |