هل قامت الصين ب " الافراط فى رد الفعل " ازاء الوقاية من وباء الانفلونزا اى / اتش 1ان 1 / والسيطرة عليه ؟

ظهر مؤخرا الى حيز الوجود بعض الاتجاه الجديد لوباء الانفلونزا اى / اتش1ان1/ . يبدو ان هذه الحالة الوبائية التى انطلقت فى دول أميركا الشمالية بدأت بالتهدئة بعض الشئ ولكن عدد المصابين بهذا الوباء الذين تم تحديدهم طبيا بدأ بالارتفاع الا ان حالاتهم المرضية تكون فى الغالب خفيفة نسبيا ومعدل وفياتهم غير مرتفع . وفى وجه ذلك بدأ بعض الناس يتشدقون بهذا او ذاك ازاء الاجراءات الوقائية التى اتخذتها الصين ضد هذا الوباء اذ زعموا فى بداية الامر بان رفع درجة الانذار والاحتياط من قبل منظمة الصحة العالمية هو بمثابة نوع من " الوقاية الوبائية المفرطة " ثم ادعوا قائلين ان الصين قامت ب " الافراط فى رد الفعل " . وهل هذه هى حقا ؟

وبالرغم من ان مختلف الدول اتخذت اجراءات وقائية للسيطرة على هذا الوباء حتى الان وقامت بتعظيم وتيرة الدراسة والبحث بشأنه الا انه لم يكن هناك حتى الان جواب اكيد على مسبب نشوء وتحول هذا الفيروس الجديد الطراز. والاهم من ذلك هو ان هذا الفيروس الجديد يتميز بقدرة التغير المجهول ولا سبيل الان للتنبؤ بما اذا كان هناك اجسام متغيرة وبما اذا كانت تقوم سوية مع فيروسات اخرى قائمة ب " العربدة المتداخلة " . وهذه الصفة غير المثبتة لا تدعو الا شحذ الحذار واليقظة بالدرجة العالية .

ويشار الى ان " موجة " الحالة الوبائية فى منطقة اميركا الشمالية تراجعت حقا عما كانت فى الفترة الزمنية السابقة ربما ذلك يعد تصرفا دوريا للفيروس غير انه له صلة بالاجراءات الوقائية للسيطرة على الوباء ليس الا . ومن المقلق ان الفيروس لم يتباطأ قط فى سرعة الانتشار فى مناطق اخرى خارج اميركا الشمالية بحيث ظهرت مؤخرا فى البايان حالات اصابة جماعية : تمت اصابة زهاء 190 شخصا بهذا الوباء فى منطقتين يابانيتين فى بحر 3 ايام واكثر فقط .

وقد سبق لليابان ان تجرعت جرعات الانلفونزا المرة فى تاريخها . وحسب وسائل الاعلام والصحافة اليابانية ذهب ضحية وباء " الانفلونزا الاسبانى " نحو 390 الف يابانى . ولذا تكون الحكومة اليابانية على اهبة الاستعداد والاحتياط فى بداية الامر . واذن فلماذا هذا الوباء انفجر هو الاخر فى اليابان ؟ ويرى الخبراء والمتخصصون فى اليابان ان ذلك جاء رئيسيا لان حكومتهم كانت تفرط فى الاعتماد على الحجرالصحى للوارد غير انها كانت تهمل اتخاذ اجراءات وقائية ضرورية اخرى . ويمكن من خلال ذلك القول بان هناك " فجوة " فى سياق الوقاية من والسيطرة على هذا الوباء فى اليابان ولم توضع الوقاية والسيطرة الوبائيتان موضع التنفيذ .

وبالطبع فان التخوف المفرط من نوع من الفيروس الجديد غير مأخوذ لكن اهمال العدو والاستخفاف به هو غير مسموح اكثر. وحذرت السيدة مارقاريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية فى مؤتمر الصحة العالمى ال62 يوم 18 مايو الحالى قائلة اننا ربما نعيش الان فى" حالة هادئة قبل هبوب العاصفة " . ولم يتفش الفيروس مؤقتا فى مناطق ما وما من شخص الان ان يجزم بقرع جرس وفاته ام بقرع جرس الانذار ضده. وفى هذه الحالة فان الاخذ فى عين الاعتبار خطورة الملف بعض الشئ واحكام الاجراءات بقدرما ضده ومواجهته بالموقف العقلانى وبالاسلوب العلمى قد يكون اكثر رد فعل " مناسب ".

/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين /

 

شبكة الصين  /   22 مايو  2009  /