الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل اخبارى: هل ستحقق قمة مجموعة العشرين فى لندن شيئا مهما؟


لندن 29 مارس 2009 ( شينخوا ) لا يوجد علاج فورى لاصلاح الاقتصاد العالمى الضعيف. وقد اجتذبت قمة لندن لمجموعة العشرين القادمة الاهتمام فى ارجاء العالم حيث انها تهدف الى أن تكون علامة فى وضع الاقتصاد العالمى على الطريق المؤدى الى الانتعاش .

وعلى ذلك فهل يحقق حدث لندن هذه التوقعات ام لا ؟

منذ أواخر العام الماضى تسربت الازمة المالية الامريكية الى كل القطاعات الاقتصادية والقت بتأثيراتها على نطاق عالمى. ولقد عانى الاقتصاد العالمى من نكسة غير مسبوقة ومن المتوقع حسب ما توقع صندوق النقد الدولى ان يتقلص الاقتصاد العالمى للمرة الاولى فى خلال 60 عاما فى عام 2009 باكثر من 2 فى المائة .

يذكر ان انهيار الاعمال وخسارة الوظائف وهبوط الثقة كلها رسمت صورة كئيبة لما يعتقد انه سيكون اسوأ ركود منذ الكساد العظيم فى فترة الثلاثينيات من القرن الماضى.

وحتى ال 2 تريليون دولار امريكى المتضمنة فى اجراءات التحفيز المالى العالمى لم تسفر حتى الان عن تحقيق نتائج مشجعة.

وقد اصبح العجز الحكومة المتنامى المتتالى موضوعا يثير الاهتمام بين الجمهور البريطانى والجمهور الامريكى ، ويشعر كثير من الافراد بقلق بسبب ان حكوماتهم قد صنعت ديونا ضخمة للاجيال القادمة من دافعى الضرائب.

يذكر ان صندوق النقد الدولى حث دول مجموعة العشرين على الاستثمار بما يساوى 2 فى المائة من اجمالى ناتجها المحلى فى جهود التحفيز خلال عامى 2009 و 2010 . الا ان هذه المقترحات فشلت فى جذب دعم جماعى من جميع اعضاء مجموعة العشرين.

لماذا تحظى قمة لندن بالاهتمام

تعد قمة لندن ثانى اكبر تجمع لدول مجموعة العشرين التى تجمع سويا قادة الدول لبحث الازمة الاقتصادية . وقد أرست قمة واشنطن فى نوفمبر الماضى اساس العمل لاجتماع لندن .

كما يذكر ان دول مجموعة العشرين التى تمثل 85 فى المائة من اجمالى الناتج المحلى فى العالم سوف تصدر قرارات تجعل كل دولة تهتم بكيفية اشتراكها فى اجراء عالمى منسق لانهاء التداعى.

ان معالجة اثار الازمة الاقتصادية قد القت بضوء على الترابط المتزايد بين الدول فى عالم يتسم بالعولمة . وهو ما يؤكد الحاجة الى اصلاح الانظمة المالية الدولية مع منح العالم النامى قولا اكبر فى المؤسسات المالية الدولية .

ولكن هذا لن يتحقق بسهولة حيث ان الدول المتقدمة خاصة الولايات المتحدة غير راغبة فى التخلى عن هيمنتها على المؤسسات المالية العالمية والاسواق .

وقد لقى اقتراح الصين الاخير بخلق عملة عالمية لتحل محل الدولار رفضا بوصفه " غير ضرورى " من كثير من القادة من بينهم باراك اوباما وجوردون براون وكيفين رود الذين زعموا ان الدولار الاميركى ما زال قويا. ولكن صندوق النقد الدولى قد توقع ان تشهد الولايات المتحدة انخفاضا فى اجمالى الناتج المحلى بنسبة 2.6 فى المائة فى عام 2009 .

وبالنسبة للدول المتقدمة فان مجموعة العشرين تقدم لها فرصة لاظهار شجاعتها واستعدادها وقدرتها على مواجهة تحدى اصلاح الاقتصاد العالمى مع تأكيدات حول قضايا عالمية اوسع والاخذ فى الحسبان المجالات التى تؤثر على الدول الافقر .

وقد وافقت دول الاتحاد الاوروبى بالفعل على تطوير مبادىء لتنظيم قطاع البنوك ووضع مائة مليار دولار كقروض متاحة لصندوق النقد الدولى لدعم العالم النامى.

السخرية من مجموعة العشرين

من اجل جمع دعم لمبادراته الخاصة بالانقاذ ، فان رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون سافر فى ارجاء اوروبا وفى القارة الامريكية واجتمع مع مسئولى البنوك ووزراء المالية فى جهد لجعل اجتماع ابريل ناجحا.

وقد حظيت جهوده بموافقة مع حماسة قليلة فى الداخل وأعرب كثيرون عن وجهة النظر القائلة بان مجموعة العشرين هى مجرد مضيعة للوقت .

وقالت احد معلمات قيادة السيارات وتدعى جوليا فريمان لشينخوا "اننى لا اهتم فى الواقع بالاجتماع لانه ليس له معنى . وهناك من الطنطنة اكثر مما هناك من العمل " .

وقالت احدى العاملات المتقاعدات التى عرفت نفسها باسم اليس فحسب "لسوء الحظ لدينا حكومة ضعيفة تهتم أكثر ما تهتم بأخذ ما تستطيعه من البلاد بدلا من خدمتها " واضافت "لا اعتقد ان مجموعة العشرين سوف تحدث تغييرا لهذه البلاد".

وقد جرت أخيرا نزاعات بين براون و محافظ بنك انجلترا ميرفين كينج حول ما اذا كان يجب ان يكون لبريطانيا خطة تحفيز مالية جديدة وادت الى الشعور بالقلق فى اوساط الجمهور البريطانى . بل ان بعض الاشخاص قد طرحوا سؤالا عمن يحكم بريطانيا: رئيس الوزراء ام المحافظ ؟ .

وبالاضافة الى ذلك فان تورط بريطانيا فى الحرب العراقية قد تم ابرازه كأحد الاسباب التى تقف وراء تزايد الاعباء المالية للبلاد .

وبالنسبة لنشطاء البيئة فان القمة التى تستمر يوما واحدا والتى سوف تكلف ما يزيد عن 19 مليون جنيه او ما يقرب من 28 مليون دولار امريكى تعد تضييعا للموارد. واكدوا ايضا ان القمة غير صديقة للبيئة ولن تحقق اى شىء ملموس.

وقال الناشط البيئى امى سكوت "فى هذا العالم الذى يتسم بالتقنية العالية يمكنهم ان يتحدثوا عبر التليكونفرنس فهم ليسوا فى حاجة حقا الى التجمع لتحقيق حل ؟ ان عليهم أن يفكروا فيما تتركه أقدامهم من بصمات كربونية " .

وقد أثارت زيادة البطالة والمصاعب المالية المتصاعدة والمكاسب غير الاخلاقية التى يحصل عليها المصرفيون موجة من الغضب الجماهيرى تحول البعض منها الى عنف.

وبدأ اسبوع غير مسبوق من المظاهرات خلال نهاية الاسبوع قبل اجتماع قمة العشرين . وفى يوم السبت نظم المتظاهرون مسيرة عبر لندن مطالبين باتخاذ اجراء لمواجهة البطالة . وطالب كثير منهم ايضا ببذل جهود للحد من تغيرات المناخ والقضايا الاخرى.

الا ان السلطات تستعد لمظاهرات عنيفة متوقعة عندما ينزل المتظاهرون المناهضون للرأسمالية الى قلب لندن المالى عند بدء اجتماع قمة مجموعة العشرين.

ويذكر ان تكلفة مواجهة الشرطة لهذه الاحتجاجات من المقدر ان تتجاوز 7.2 مليون جنيه او ما يقرب من 11 مليون دولار امريكى تقريبا.

الانجازات المتوقعة

قال اللورد مالوخ- براون المبعوث الخاص لجوردون براون فى مجموعة العشرين ان نجاح القمة يكمن فى استطاعتنا جعل الركود اقل عمقا واقصر زمنا مما سيصبح عليه "، وذلك خلال حوار عبر النت مع الجمهور يوم الجمعة.

واضاف "ان الاختبار المبكر للنتائج سوف يكون ما اذا كنا سنشهد توقفا للانزلاق نحو الحمائية وما إذا كنا سنشهد عودة البنوك للاقراض مرة اخرى".

واشار الى ان الحمائية سوف تنهى منافع العولمة التى تعزز بشكل مشترك دائرة خلق الوظائف وانخفاض اسعار المنتجات.

ولكن الانجاز الرئيسى لهذا الاجتماع سوف يكون استعادة الثقة ليس بالنسبة للمستثمرين فقط ولكن لكل المستهلكين والناخبين حسبما صرح بذلك اللورد مالوخ براون الذى يشغل ايضا منصب الوزير البريطانى لافريقيا واسيا والامم المتحدة.

وقد لفت الى "ان قادة مجموعة العشرين يتعين عليهم اقناع جمهور الناخبين العالميين بانهم مسئولون وانهم يعرفون ما يفعلونه. واذا لم ينجحوا فى ذلك فانهم سوف يضيفون بوضوح شعورا بالسير على غير هدى والازمة " .

وقال "لا توجد استراتيجية لتحقيق انتعاش قومى فقط ولكن يوجد انتعاش العالمى تدعمه اجراءاتنا الوطنية" واضاف "اذا ما بدأنا التفكير والتصرف على أساس وطنى ونسينا ما هو عالمى فاننا لن نستطيع الخروج من ذلك " .

الاستهلاك المستدام هو العلاج

بالرغم من ان مجموعة العشرين لا تعتزم بالتحديد السعى الى ايجاد حلول لتغير المناخ فانه يتوقع ان تدفع من يحضرونها تجاه الارتباط بالتزام باطار لتغير المناخ العالمى بعد 2012 وهو شىء ستتم الموافقة عليه يوافق عليه فى كوبنهاجن فى نهاية هذا العام .

وسيظل تحقيق تعافى الاقتصاد العالمى مع الحفاظ على الاستدامة فى صدارة جدول اعمال مجموعة العشرين. وتم حث دول مجموعة العشرين خاصة الدول الاغنى على تقدم مسيرة الاستهلاك المستدام الذى يعتبر القوة الاساسية فى مكافحة تغير المناخ.

ان السبب الحقيقى لتغير المناخ ليس المدن نفسها ولكن نمط الحياة الاستهلاكية ذكرت ذلك دراسة نشرت مؤخرا من المعهد الدولى للبيئة والتنمية.

ان كثيرا من المدن حققت خفضا مدهشا فى معدل الانبعاثات بالنسبة للفرد ولكن الواضح هو ان اكثر الانبعاثات تأتى من الدول الاغنى فى العالم وفقا لما ذكره الدكتور ديفيد دودمان مؤلف الدراسة .

وقال دودمان خلال مقابلة مع شينخوا "ان الدول عالية الدخول تحتاج الى الاخذ بزمام القيادة فى اظهار كيف يمكن تحقيق نوعية عالية من الحياة لكل فرد دون وضع عبء غير مستدام على انظمة البيئة " .

واضاف اللورد مالوخ- براون " الان نحن نكافح الحريق ولكن عند الانتهاء من الازمة فان المناقشة سوف تتحول الى مخاوف بيئية واجتماعية، وفى الحقيقة الى مناقشة لكل الجوانب ليس فقط حول كيف نستطيع العيش فى توازن افضل مع جيراننا والعالم وبين الدول التى تحصل على قروض والتى لديها مدخرات ولكن ايضا حول استهلاكنا وكيف نعيش ونستخدم الموارد غير المتجددة".

يذكر ان الاتحاد الاوروبى وافق مؤخرا على حزمة تمويل تبلغ قيمتها 5 مليارات يورو او ما يقرب من 6.8 مليار دولار امريكى لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة ومشروعات الموجة العريضة للتمكين لتحقيق انتعاش اقتصادى فى اوروبا سواء فى النهج الاخضر ونهج التكنولوجيا المتقدمة.

 

شبكة الصين  /  30  مارس  2009  /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :