الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل اخباري: مجموعة الـ20 تتفوق على مجموعة الـ7 كمنصة لمكافحة الازمة المالية
بكين 28 مارس 2009 (شينخوا) تطورت مجموعة الـ20 التي تتألف من اكبر الاقتصادات المتقدمة والصاعدة حتى اصبحت منصة دولية رائدة في اطار مكافحة الازمة المالية فيما تناضل مجموعة الـ 7 التي وصفت في السابق بكونها نادي الدول الغنية، من اجل ان تظل على صلة بالقضية في عالم سريع التغيير.
يظن المحللون انه قد اصبح من الصعب بشكل متزايد على مجموعة الـ7 ان تنسق بفعالية السياسة العالمية لمعالجة الازمة المالية في عالم تزايدت فيه أهمية الاقتصادات الصاعدة خلال اية محادثات بشأن القضايا العالمية الكبرى.
في هذا السياق قال هونغ بينغ فان كبير مسئولي الشئون الاقتصادية ورئيس جهاز الرقابة الاقتصادية العالمي التابع للامم المتحدة لشينخوا ان "تاريخيا دأبت مجموعة الـ7 على ان تلعب دورا بناء في تنسيق السياسة العالمية.. غير انه مع تحول النظام الاقتصادي العالمي ونهوض الاقتصادات الصاعدة، فقدت مجموعة الـ 7 بوضوح صفتها التمثيلية وتولت الصدارة عوضا عنها مجموعة الـ20".
تجدر الاشارة الى ان مجموعة الـ7 تتألف من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا واليابان. وقد تشكلت المجموعة في سبعينيات القرن الماضي وسط سلسلة من الازمات المالية والاقتصادية الدولية، من اجل تنسيق افضل للسياسات الاقتصادية بين الاقتصادات الغربية المتقدمة الكبرى.
واصبحت المجموعة تعرف باسم مجموعة الـ8 بعد انضمام روسيا اليها عام 1998.
ناضلت مجموعة الـ7 لسنوات كي تبقى على صلة وثيقة بحل القضايا العالمية الكبرى في وقت جعل نهوض الاقتصادات الصاعدة من الصعب عليها معالجة اية قضايا اقتصادية او سياسية عالمية بشكل كامل بنفسها. دعت مجموعة الـ7 مرارا زعماء الاقتصادات الصاعدة لحضور قممها السنوية منذ عام 2005 عندما وسع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مجموعة الـ8 الى وجعلها مجموعة الـ 8 زائد خمسة بحيث تضم خمسة من الاقتصادات الصاعدة، هي الصين والبرازيل والهند والمكسيك وجنوب افريقيا، الى مباحثاتها.
وقد عجلت الازمة المالية بتحول مجموعة الـ 7 الى ساحات اكبر مثل مجموعة الـ20.
تضررت الاقتصادات المتقدمة بشدة من جراء الازمة المالية الجارية فيما يعتقد بشكل كبير أن مفتاح اي حل عالمي للأزمة المالية الحالية هو الاقتصادات الصاعدة الكبرى التي لديها مخزون مالي كبير على الرغم من مواجهة هذه الاقتصادات لمشكلاتها الخاصة.
في هذا السياق صرح تشانغ بينغ الباحث البارز في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية لوكالة انباء "شينخوا"، بأن "المزيد و المزيد من الاقتصادات الصاعدة اصبحت مرتبطة بشكل وثيق بسلاسل الانتاج العالمي باعتبارهم موردين كبارا للسلع المصنعة وموارد الطاقة المهمة".
وأضاف تشانغ ان "القوة النسبية للاقتصادات المتقدمة التقليدية في انحدار في وقت يزداد نمو الاقتصادات الصاعدة بثبات".
كما ذكر انه "بدون مشاركة الاقتصادات الصاعدة الكبرى، فلن يكون هناك سبيل للتحدث عن حل القضايا الاقتصادية العالمية الكبرى مثل الازمة المالية".
وأشار الى ان مجموعة الـ20 بتمثيلها الأكبر للاقتصادات الصاعدة، لديها القدرة على لعب دور بناءا اكبر من مجموعة الـ7 في اطار معالجة الازمة المالية.
كما ذكرت صحيفة "لا جورنادا" المكسيكية اليومية في مقال نشرته مؤخرا ان تطورات النظام الجيواقتصادي جعلت من الواضح ان صعود الدول التي تعرف اختصارا بالحروف الاولى من أسمائها بالانجليزية "بريك" (وهي البرازيل وروسيا والهند و الصين)، والدول المصدرة للنفط في الشرق الاوسط امر حتمي ونكوص مجموعة الـ7 قدر محتوم.
وصرح وزير المالية البرازيلي جويدو مانتيجا مؤخرا بأن مجموعة الـ7 لم تعد منصة رائدة لمعالجة القضايا الاقتصادية العالمية الكبرى، وانه يتعين ان يتم تعزيز دور مجموعة الـ20.
تجدر الاشارة الى ان مجموعة الـ20 تأسست عام 1999 من اجل تنسيق افضل للسياسات النقدية بين الاقتصادات العالمية الكبرى بعد حدوث الازمة المالية الآسيوية عامي 1997 و1998.
لا تضم المجموعة فقط الاقتصادات المتقدمة الاعضاء في مجموعة الـ7 والاتحاد الاوربي واستراليا لكنها تضم كذلك اقتصادات صاعدة مثل الصين والبرازيل وروسيا والهند والمكسيك والارجنتين وتركيا وجنوب افريقيا والسعودية وكوريا الجنوبية واندونيسيا.
ظلت مجموعة الـ20 بشكل كبير ساحة غير رسمية للمحادثات الخاصة بالقضايا الاقتصادية العالمية في السنوات الاولي من نشأتها. غير ان المجموعة ليس لها امانة سر ثابتة وتعقد اجتماعاتها على المستوى الوزاري.
نما ظهور المجموعة في وقت كان العالم يحتاج بشدة الى منصة اكبر لمكافحة الازمة المالية بعد ان تصاعدت ازمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة وتسببت في تفجر الاضطراب المالي العالمي في سبتمبر 2008.
عقدت مجموعة الـ20 اول قمة لها في 15 نوفمبر 2008 في الولايات المتحدة، ومن المزمع عقد القمة الثانية لمجموعة الـ20 في 4 ابريل المقبل في لندن.
وفي هذا الصدد صرح وانغ هونغ مياو وهو باحث ايضا في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لوكالة انباء "شينخوا" بأن التوجه الخاص بأن تتولى مجموعة الـ20 زمام المبادرة عوضا عن مجموعة الـ7 وتصبح منصة دولية رائدة لبحث القضايا الاقتصادية العالمية الكبرى، يعكس ان هناك ترتيبا جديدا للقوى الاقتصادية العالمية.
واضاف ان "مجموعة الـ7 كانت تلعب دورا مهيمنا في صنع القرارات الاقتصادية العالمية المهمة في الـ30 عاما الماضية، ولكن بصعود دول بريك، بات هناك تحول تدريجى في القوى الاقتصادية العالمية".
شبكة الصين / 29 مارس 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |