الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
شبكة الإنترنت تعرض الملامح الجديدة للسياسة الانفتاحية الصينية
زودت الفنادق التي يقيم بها نواب الشعب وأعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي خلال فترة المؤتمرين بخدمات الإنترنت فائقة السرعة(DSL). كما ركب نظام إنترنت خاص في المركز الإعلامي لتسهيل مهمة الصحفيين في تغطية أنشطة المؤتمرين. وأقيمت فيه أيضا "قاعة المقابلات على الإنترنت".
وفي مساء 2 مارس الجاري، قام تشاو تشي تشنغ، الناطق باسم دورة المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بتبادلات مع مستخدمي الإنترنت. وفي نفس اليوم، أجاب شن ده يونغ، النائب الأول لرئيس محكمة الشعب العليا على أسئلة مستخدمي الإنترنت عبر الشبكة، حيث أجاب على "اقتراح إلكتروني" قدمه بعض مستخدمي الإنترنت حول - معايير تحديد العقوبة لـ"جريمة عدم وضوح مصدر كمية هائلة من الممتلكات".
وقال العضو بيين منده من منغوليا الداخلية: "أصبح دور الإنترنت في عملية السياسة الديمقراطية يزداد وضوحا . وتبادل رئيس مجلس الدولة ون جيا باو مع مستخدمي الإنترنت لمدة ساعتين، الأمر الذي أثر علي كثيرا."
وفي 28 فبراير الماضي ، كان رئيس مجلس الدولة ون جيا باو "يواجه مباشرة" مئات الملايين من مستخدمي الإنترنت داخل الصين وخارجها من خلال الإنترنت، وأجاب بصراحة شديدة على الأسئلة حول الوضع الاقتصادي وحياة الشعب والزراعة والريف والمزارعين والتعليم والإصلاح الطبي والسياسة الخارجية وغيرها.
ونشر رن جيون مينغ المعلق علي الأحداث الراهنة مقالا يقول فيه: "مجيء رئيس مجلس الدولة إلى الإنترنت أثار موجة مناقشة بين مستخدمي الإنترنت مرة أخرى، الأمر الذي أضفى لونا براقا علي الدورتين اللتين ستختتمان قريبا."
وفي الواقع إنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها مسؤولون صينيون رفيعو المستوى مستخدمي الإنترنت مباشرة. ففي 20 يونيو من العام الماضي، أجري أمين عام الحزب الشيوعي الصيني هو جين تاو تبادلات مباشرة مع مستخدمي الإنترنت من خلال موقع شبكة الشعب. ةفي هذه المرة قال رئيس مجلس الدولة الذي يصرف آلاف الأمور يوميا: "أكاد استخدم الإنترنت يوميا، لمدة نصف ساعة أو ساعة واحدة أحيانا."
وحاليا توجد كثير من القنوات للتعبير عن آراء أبناء الشعب الصيني، فالمجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي هما منصتان للتعبير عن آراء الشعب، وتلعب وسائل الإعلام دورها أيضا. وتطلب الحكومة وتستمع علنيا إلى آراء الجماهير عند وضع خطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والقوانين الهامة، وكذلك جلسات الاستماع والندوات المختلفة أساليب لتعبر الجماهير عن آرائها واقتراحاتها أيضا.
وأصبحت الإنترنت، بصفتها أسلوبا ناهضا لنقل المعلومات مع نهوض التكنولوجيا الجديدة، مكملا هاما لتعبر الجماهير الصينية عن آرائها بسرعة، فتسمى "أسلوبا جديدا للديمقراطية".
وبفضل تواصل ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت ازدادت قوة كلامهم. وحتي يناير 2009، تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت الصينيين 300 مليون، بل يزداد هذا العدد بمعدل 8-9 ملايين مستخدما شهريا.
وتحظى هذه القناة الجديدة الخاصة بنقل آراء الجماهير بإقبال واسع يوميا. وظلت كل المواقع الرئيسية على الإنترنت في السنوات الأخيرة تصمم صفحات رئيسية قبيل المؤتمرين لدعوة مستخدمي الإنترنت إلى تقديم الاقتراحات والوسائل والآراء حول مناقشة قضايا الدولة الهامة.
وقدمت الحكومة ردا إيجابيا للديمقراطية على الإنترنت. وليس نادرا أن تطلب وتستمع الوحدات المعنية إلى الآراء من خلال الإنترنت لتحديد السياسات الجديدة. وفي 14 أكتوبر 2008، أعلن مشروع الإصلاح الطبي الصيني بعد فترة طويلة من االتحضير للمرة الأولى، ثم طلبت الآراء من الجماهير في شهر واحد بعد الإعلان، وكانت الرسائل على الإنترنت أحد الأساليب الرئيسية لإعادة النظر في بعض بنود المشروع .
وأصبحت الإنترنت قوة للمراقبة الجماهيرية. وقال النائب قوه قوه تشينغ إن مستخدمي الإنترنت يعبرون عن آرائهم بنشاط من خلال الإنترنت للمشاركة في الحياة السياسية؛ وأجري رئيس مجلس الدولة تبادلات صريحة على الإنترنت ليستمع إلى صوت الجماهير ويطلع علي متاعب وسعادة الجماهير، مما يدل على أن الإنترنت قد أصبحت منصة جديدة لدفع الصين السياسة الانفتاحية، واعتقد أن هذا الأمر سيصبح موضوع حديث جيدا في الدورتين في هذا العام.
وقال لي يوي هونغ انه يستغل الوقت قبل بدء الدورتين في استخدام الإنترنت، ليجمع مزيدا من آراء الجماهير، معتقدا أن النقاط الساخنة على الإنترنت وآراء الجماهير ستصبح نقاطا ساخنة في مناقشات الوفود.
غير أن الحكومة الصينية أدركت أن الإنترنت سيف ذو حدين، وتنتشر عليها "مواد سامة" مختلفة، فتحتاج إلى تنظيفها، ولا يمكن المبالغة في تقييم دورها، ومن الضروري إكمال وتحسين كثير من إجراءات إدارتها.
والأهم أن يتكلم الناس عن آرائهم بصراحة من خلال مختلف المنصات والقنوات .
شبكة الصين / 10 مارس 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |