الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

البندا العملاقة تواجه مخاطر نقص الغذاء في محمية وولونغ بمقاطعة سيتشوان


عاملون بالمحمية يهتمون بصغار البندا العملاقة التي تم نقلها إلى شاوان بعد الزلزال.(صورة من الارشيف)

زلزال قوي يضرب جنوب غربي الصين

قال رئيس المركز الصيني لبحوث حماية حيوان البندا العملاقة في منطقة وولونغ بمقاطعة سيتشوان تشانغ خه مين إن زلزال ونتشوان المدمر قد ألحق أضراراً خطيرة بموطن حيوان البندا العملاقة بمقاطعة سيتشوان. لأن أشجار الخيزران في المنطقة المنخفضة عن سطح البحر تموت بكميات كبيرة، فتواجه البندا العملاقة تحديات نقص الطعام. ولذلك لا يمكننا استبعاد احتمال إصابة مزيد من حيوانات البندا العملاقة البرية بأمراض بل حتى الموت في هذا الشتاء."

ومحمية وولونغ فردوس مشهور عالمياً لحيوان البندا العملاقة. ووفقا لتشانغ خه مين، تعيش في المحمية نحو 150 حيوان بندا عملاقة، وبها 142 حيوان بندا عملاقة تربي في الحظائر. ولأن المسافة بين المحمية ومنطقة ينغشيو، مركز زلزال ونتشوان المدمر أقل من 10 كيلومترات، فقد تعرضت المحمية لضربات مدمرة أثناء الزلزال.

ويحتاج بقاء البندا العملاقة علي قيد الحياة إلى ثلاثة شروط هي الماء، الخيزران، والمنطقة المستوية التي يقل انحدارها عن 30-40 درجة. وحاليا تقلصت المناطق التي تتوفر فيها هذه الشروط الثلاثة، وخاصة بعد حدوث انهيار جبلي بعد الزلزال ، الأمر الذي ضيق نطاق موطن حيوان البندا العملاقة.

وقال تشانغ خه مين إن "البندا العملاقة لا تخاف من البرد، ولن تحدث أي مشكلة عندما تنام على الثلج طول الليل. وأحدث زلزال ونتشوان تخريباً مدمراً لموطن البندا العملاقة، حيث تموت أشجار الخيزران في المنطقة المنخفضة عن سطح البحر بكميات كبيرة، وتواجه البندا العملاقة تحديات نقص الطعام، ولذلك لا يمكننا استبعاد احتمال إصابة مزيد من البندا العملاقة البرية بأمراض بل حتى الموت في هذا الشتاء."

وفي الواقع ان الزلزال أثر علي نمو الخيزران في منطقتي وولونغ وتشنغدو تأثيراً كبيراً. وتضرر مورد الخيزران في مدينة ميانيانغ التابعة لمدينة تشنغدو بصورة خطيرة، الأمر الذي أثر ولا يزال يؤثر علي الحياة الطبيعية لحيوانات البندا العملاقة و خاصة صغارها.

واضاف تشانغ خه مين قائلا "إذا كانت البندا العملاقة المرباة في الحظائر تواجه هذا الوضع، فما أحوج البندا العملاقة البرية!" مساحة موطن البندا العملاقة التي دمرها الزلزال 8ر1 مليون مو (الهكتار الواحد يساوي 15 موا)، وأشدها تدميراً كانت محمية وولونغ الواقعة في جبال تشيونغلاي.

وحسبما قال تشانغ خه مين، فإن 7% من مساحة هذه المحمية تعرضت لتخريب شديد، وهي منطقة منخفضة عن سطح البحر، وتعد المنطقة الرئيسية لحياة البندا العملاقة، الأمر الذي سيؤثرعلي حياة البندا العملاقة كثيراً.

وحسب تحليل هذا المسؤول الصيني فإن البندا العملاقة حيوان يهاجر بصورة رأسية، بعد أن تحمل الأنثى من هذا الحيوان في الربيع، في مارس تقريباً ، وحسب تغيرات المواسم، تنتقل من المنطقة المنخفضة عن سطح البحر، من نهاية مارس، إلى أعلى الجبل تدريجياً لتأكل عساليج الخيزران، فيزداد وزنها 15- 25 كيلوجراما في نحو يونيو، استعداداً للإنجاب. وأنثى البندا العملاقة أم مسؤولة، وأحيانا تحضن طفلها 9 أيام بدون حركة ولا تأكل ولا تشرب لحمايته. لذلك فإن ذبول أشجار الخيزران في المنطقة ذات الارتفاع المنخفض عن سطح البحر على مساحة واسعة يؤثر بشكل خطير على حياة البندا العملاقة.

وشهد عام 1983 تفتح زهور الخيزران على مساحة واسعة، الأمر الذي أثر علي حياة البندا العملاقة. أما هذه المرة فسيؤثر الزلزال علي حياة البندا العملاقة بصورة عميقة وبعيدة المدي، وسيكون تأثيره أخطر من التأثير في عام 1983.

وبسبب تفتح زهور الخيزران عام 1983، انخفض عدد مجموعة البندا العملاقة بنسبة 40%، وبقي في محمية وولونغ نحو 90 حيوانا للبندا العملاقة، وتم إنقاذ أكثر من 40 منها، بينما أكتشفت 7 جثث لحيوان البندا العملاقة خارج المحمية.

ويرى كبير المهندسين بإدارة حماية الحيوانات والنباتات البرية بمصلحة العامة للغابات يان شيون، أن الزلزال سبب انهيارات جبلية وتعرضت مساحة واسعة من الغابات لأضرار، الأمر الذي سبب تخريب أو انهيار الكهوف الكثيرة التي تعيش فيها البندا العملاقة، كما تضررت بعض أشجار الخيزران، وتلوثت بعض مصادر المياه في المحمية، الأمر الذي يهدد صحة البندا العملاقة.

وإلى جانب ذلك تشكل الانهيارات الجبلية على مساحة واسعة عراقيل طبيعية لهجرة البندا العملاقة. وأصبحت كثير من البندا العملاقة تعيش في وضع "حياة الحيوان الواحد"، ولا يوجد طريق للاتصال بين الذكر والأنثى من البندا العملاقة، فتشكلت "جزيرة نسل منعزلة "، الأمر الذي يحتمل أن يفاقم الوضع الخطير لحياة البندا العملاقة.

والتوقعات الأخطر تتمثل في أن بعض وسائل الإعلام طرح سؤالا: هل سيسبب الزلزال تفتح زهور الخيزران؟ تبين بعض المعلومات أن منطقة جبل مينشان في سيتشوان شهدت تفتح زهور الخيزران على التوالي ابتداء من عام 1974، مما جذب اهتمام الحكومة، حتى فكرت في بعض الفترات في نقل محمية البندا العملاقة إلى منطقة شننوجيا خارج مقاطعة سيتشوان. لكن هل ستحل المشكلة بنقل البندا العملاقة إلى منطقة أخرى؟

قال تشانغ خه مين إن تجارب المركز الصيني لبحوث حماية البندا العملاقة في وولونغ قد أثبتت أن المناخ والبيئة والغطاء النباتي في وولونغ مناسبة جدا لتنمية البندا العملاقة التي تربى في الحظائر، وإجراء تجارب إطلاق البندا العملاقة التي تربى داخل الحظائر في البرية.

وبعد مناقشات علمية، قررت الجهة ذات الصلة بناء مركز صيني جديد لبحوث البندا العملاقة في ناحية قنغدا بمنطقة وولونغ، وتحويل المركز القديم إلى حديقة أطلال، وتتحمل منطقة جيهيانغ بمقاطعة قوانغدونغ مسؤولية المساعدة في بناء هذا المركز.

و يرى بعض العلماء المحليين والأجانب حالياً أن البندا العملاقة البرية ستواجه خطر الانقراض بعد 30 سنة إذا لم تتخذ إجراءات لحماية موطنها الطبيعي.

وهناك أمران يهمان سكان وولونغ كثيرا: أولا، أن يعود أبناؤهم الذي يتعلمون حاليا خارج المنطقة بسبب الزلزال؛ ثانيا، أ، تعود البندا العملاقة إلى وولونغ. ويعتقد المتخصصون أن إعادة الإعمار ستبدأ في العام الجاري، وستعود البندا العملاقة في العام القادم بالتأكيد. والمشكلة حاليا تكمن في كيف تقضي البندا العملاقة هذا الشتاء القاسي؟



1   2   3   4   5    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :