تقرير خاص: ما تزال الحاجة ملحة لتوفير الخيام للناجين من الزلزال
تشنغدو 23 مايو (شينخوا) فى حين أخذ يتلاشى الامل لاكتشاف مفقودين أصبح المأوى الشاغل الأكبر للاحياء الناجين من الزلزال فى مقاطعة سيتشوان فى جنوب غرب البلاد، خاصة مع اقتراب موسم الحرارة والامطار وزيادة عدد الحشرات.
حاجة ماسة
تعيش يانغ تساى يينغ الجدة البالغة من العمر 78 عاما من مركز قرى هانوانغ فى مدينة ميانتشو فى سيارة فان مهجورة مع عشرين شخصا اخرين من خمس اسر منذ اكثر من عشرة ايام.
وقالت "ان السيارة مزدحمة جدا" وليس معها من الأقارب سوى حفيد.
والسيارة الفان التى تقف فى منطقة مسطحة تبلغ مساحتها مساحة ملعبى كرة القدم وسط الركام كانت قد دمرت وهجرت فى الزلزال مع تناثر العديد من اجزائها.
وعلى الرغم من ان بعض اصحاب القلوب الرحيمة منحوا يانغ سترة سميكة لتنام تحتها، فان المرأة صاحبة الشعر الفضى والتى هى مثل الاخرين فرت فقط بالملابس التى ترتديها ما تزال ترتعش عندما تمطر السماء. وفى الليل لا تجد مكانا تستلقى فيه فالعربة مزدحمة للغاية.
وتقول بمرارة "لو كان لدينا خيمة فقط".
ان ميانتشو هى واحدة من اسوأ المناطق تعرضا لاضرار الزلزال المميت الذى وقع فى 12 مايو والاكثر تدميرا منذ 1949. ان اكثر من 11 الف شخص قتلوا مباشرة، وما بين 400 الف و500 الف يعيشون فى العراء.
قال جيانغ قوه هوا سكرتير لجنة الحزب بالمدينة انهم فى حاجة الى 10 الاف خيمة للسكان الحضريين و40 الف خيمة للذين يعيشون فى المناطق الريفية وليس لديهم سوى بضعة الاف خيمة فقط.
وليس الوضع فى ميانتشو فريدا فى بابه.
ففى مركز قرى هونغباى بمدينة شيفانغ حيث اودى الزلزال بحياة ما يقرب من 4 الاف شخص 95 فى المائة من الاحياء يقيمون فى مآوى مؤقتة من قماش مضاد للمياه.
وقد اعرب لياو مو جيه وهو معلم فى مدرسة متوسطة بالبلدة عن رغبته فى الحصول على خيمة كبيرة حتى يستطيع الطلاب استئناف الدراسة.
قتل ما يقرب من 400 من طلاب المدرسة البالغ عددهم 732 طالبا فى الكارثة; الا ان بعض الناجين الاحياء ممن يفكرون فى المستقبل يرون واقع أن موعد امتحان دخول المرحلة الاعلى من المدارس المتوسطة يقترب. ويرى لياو "اننا لا نستطيع الانتظار حتى موعد استئناف الدراسة".
وقال لى تشنغ يون نائف حاكم سيتشوان اليوم (الجمعة) "اننا نحتاج الى خيام ومنازل متنقلة. ان اكثر من 5 ملايين من الاحياء الناجين من الزلزال يحتاجون الى مأوى".
منزل فى مصنع
زار الرئيس هو جين تاو مصنعى خيام فى مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين يوم الخميس حيث حثهما على الانتاج باسرع ما يمكن للوفاء باحتياجات الاحياء من الزلزال.
وقد سجلت كثير من شركات منتجات السياحة وامداداتها المستخدمة فى العراء لتصنيع الخيام.
وقد انتقلت المتطوعة وانغ هونغ لى وزوجها من منزلهما فى مقاطعة خنان بوسط البلاد الى مصنع خيام فى تشنغتشو عاصمة المقاطعة على بعد اكثر من 50 كم.
ومثل اكثر من 60 اخرين من "السكان الجدد" هناك تبدأ العمل فى الساعة السابعة صباحا وتنفق 16 ساعة يوميا لصنع خيام للاحياء.
وقالت خلال الحياكة "لقد عرفت من الصحف اننا نحتاج الى خيام. ونريد أن نعمل شيئا". ان ابنهما البالغ من العمر 4 اعوام يلعب مع اطفال اخرين فى غرفة خالية.
ومنذ الثلاثاء الماضى سلم مصنع الخيام يوشينغ 3 الاف خيمة الى المناطق التى تضررت من الزلزال. ومن المحتمل ان يرسل 8 الاف خيمة اخرى الى ميانيانغ خلال شهر واحد.
وحتى الان فان 400 الف خيمة تم شحنها الى المناطق التى ضربها الزلزال الا ان ذلك ما يزال غير كاف، حسبما صرح بذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية تشين قانغ امس الخميس.
وقد تعهدت دول اجنبية بالتبرع بعدد 151900 خيمة من بينها 11500 خيمة تم تسليمها.
اضاف تشين ان هناك مالا يقل عن 3.3 مليون خيمة مازالت الحاجة اليها قائمة.
شبكة الصين / 24 مايو 2008 /
|