الصين تقدم خدمات نفسية للجرحى الناجين من الزلزال

ميانيانغ، سيتشوان 19 مايو (شينخوا) تجرى اكبر عملية لتقديم الخدمات النفسية للناجين من كارثة طبيعية فى الصين على قدم وساق، بعد اسبوع من وقوع زلزال قوته 8.0 درجات فى مقاطعة سيتشوان فى جنوب غرب البلاد.

فى مقر اقامة مؤقت لضحايا الزلزال فى مدينة ميانيانغ بغرب الصين، واجه الاخصائية النفسية دكتور وانغ نينغ شيا الفتاة تشياو شى البالغة من العمر ثمانية اعوام التى اصيبت بصدمة واصبحت غير قادرة على التحدث بعد تعرضها لهذه الكارثة المأساوية.

فقد فقدت والدة تشياو شى اربعة من افراد اسرتها من بينهم ابنها، شقيق تشاو شى الاكبر، فى الزلزال. وقد فقدت الفتاة التى كانت كثيرة الكلام حيويتها بعد ذلك.

وسألتها الطبيبة "هل ما زلت تريدين الذهاب الى المدرسة؟ هل تريدين العودة الى مدرستك؟"

وقد حصلت على كلمة واحدة ردا على هذا السؤال من الفتاة بعد اسبوع من فقدها القدرة على النطق.

همست الفتاة " اريد" وكانت تتحدث بلغة الجسد البسيطة بان تومئ برأسها لتقول " نعم" او تهز رأسها لتقول " لا".

قالت الطبيبة وانغ ان جلستها مع الفتاة حققت بعض النجاح. غير انها لم تحقق تقدما فى جميع الحالات التى شهدتها فى منطقة الزلزال.

ذكرت وانغ " حاولت دون جدوى التحدث مع ام فقدت ابنتها فى الزلزال. ولكنها لم تتمكن من مواجهة الحادثة التى وقعت. وهى لم تبك ولم تأكل اى شئ".

قادت الطبيبة التى جاءت من جامعة العلوم والتكنولوجيا 10 مدرسين و34 طالبا للقيام بخدمات نفسية فى مدينة ميانيانغ.

اخرجت وانغ ورقة استبيان قامت بوضعها وناشدت مراسلى شينخوا مساعدتها فى تقديمها للسلطات لتحديد الضحايا الذى يحتاجون علاجا نفسيا عاجلا.

يوجد ما لا يقل عن 300 من المتخصصين فى علم النفس فى منطقة الزلزال، وفقا لاحصاء شينخوا للفرق الطبية التى ارسلتها وزارة الصحة و12 مؤسسة طبية فى انحاء البلاد.

وقد قامت مجموعة اخصائيى علم النفس بقيادة تشنغ يوى تشينغ الاستاذ الزميل من المعهد النفسى بالاكاديمية الصينية للعلوم باستشارات فى 1000 مدرسة فى محافظة بيتشوان، الاقرب الى مركز الزلزال.

قال تشانغ الذى خطط ايضا للاجتماع مع الضحايا المصابين والايتام " لقد علمنا الاطفال بعض المعلومات النفسية وبعض اساليب تخفيف الضغط النفسى".

ذكرت وانغ نينغشيا ان معظم اخصائيى علم النفس الذين يعملون فى منطقة الزلزال تطوعوا للانضمام للمهمة.

اضافت وانغ ان "هذه هى المرة الاولى الى نواجه فيها العديد من الاشخاص المصابين بصدمة. وهذه اول محاولة للقيام بمثل هذه العملية الكبيرة للعلاج النفسى فى الصين.غير ان العمل يفتقر للتنسيق الكلى".

وقالت ان هناك حاجة ملحة للعلاج النفسى، حيث ان الناجين مازال تجتاحهم مشاعر الرعب وعدم الامان والعزلة.

وذكرت انهم " يستعيدون المشاهد المروعة مرارا فى كوابيسهم كل يوم ويعانون من الارق. وقد يظلون مصابين بهذه الصدمة من عامين الى عشرة اعوام".

وقال تشانغ كان مدير مؤسسة الابحاث النفسية التابعة للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ان الملايين من ضحايا الزلزال والشهود ورجال الانقاذ وحتى الصحفيين فى الزلزال قد يعانون من صدمة نفسية وقد يكونون فى حاجة لاستشارة نفسية.

واضاف تشانغ " ان بعض الاشخاص لا يمكنهم التعامل مع مشاعر العجز وقد يعانون من حالة ذعر لفترة طويلة والشعور بالانتكاسة والانزعاج العاطفى".

وقد قام الالاف من المتطوعين من انحاء البلاد بتسجيل انفسهم فى محطات الخدمات النفسية للذهاب الى خط جبهة الانقاذ. غير انه ما زال هناك نقص كبير فى اخصائيى العلاج النفسى، حيث ان العلاج مازال فى مراحل التطور الاولية حتى فى كبرى المدن الصينية.

 

شبكة الصين  /  20  مايو  2008  /



راسلنا ان وجدت خطأ

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000