خلفية: حقائق تاريخية عن التبت
بكين 25 مارس (شينخوا) الصين دولة موحدة متعددة العرقيات والتبت جزء لا يتجزأ من الصين. وقد اقام التبتيون علاقات وثيقة مع مجموعات الهان والعرقية الاخرى من داخل الصين منذ العصور القديمة.
فى القرن السابع، وصلت هذه العلاقات الى ذروتها عندما ارسل سرونغ- بتسان سجام -بو (سونغتسان جامبو) ملك توبو الذى حكم هضبة التبت فى ذلك الوقت مرتين، مبعوثين لامبراطور اسرة تانغ لخطبة الاميرة ون تشنغ التى تزوجها فى وقت لاحق. واقام التبتيون والهان من خلال المصاهرة بين الاسرتين الملكيتين ولقاءات مختلفة، علاقات اقتصادية وثقافية وثيقة وضعت قاعدة لاساس نهائى لامة موحدة.
وبعد ان اصبحت التبت جزءا من الاراضى الصينية فى القرن الـ13، حافظت الحكومات المركزية لاسر يوان ومينغ وتشينغ وجمهورية الصين، بينما تتولى مسئولية الموافقة على الاجهزة الادارية المحلية والبت بشكل مباشر فى الشئون المهمة المتعلقة بالتبت ومعالجتها، بشكل عام على الهيكل الاجتماعى المحلى الاصلى للمنطقة وجهازها الحاكم وعينت على نطاق واسع كهنة من الطبقات العليا واعضاء علمانيين لادارة الشئون المحلية واعطت الحكومة التبتية المحلية والمسئولين سلطات اتخاذ قرار موسعة. وقد لعب ذلك دورا ايجابيا تاريخيا فى حماية توحيد البلاد ولكنهم الحكام الاوتوقراطيين الاقطاعيون فى فترات مختلفة مارسوا سياسة عرقية تقوم على التمييز العرقى والقمع وحافظوا على النظام الاجتماعى الاصلى وابقوا سلطة الطبقة الحاكمة المحلية فى ادارة التبت، ولم يحلوا او ربما لم يتمكنوا من حل قضية المساواة العرقية وقضية أن يصبح المحليون سادة شئونهم الخاصة.
وحتى فى النصف الاول من القرن العشرين، ظلت التبت مجتمع قنانة اقطاعيا تحكمه الثيوقراطية ومجتمعا اكثر ظلاما وتخلفا من اوروبا فى القرون الوسطى. وقد سيطر الكهنة والعلمانيون الذين يمتلكون الاقنان بالرغم من انهم يمثلون اقل من خمسة فى المائة من سكان التبت، على الحرية الشخصية للاقنان والعبيد الذين كانوا يمثلون اكثر من 95 فى المائة من سكان التبت، وايضا على الاغلبية ساحقة لوسائل الانتاج. وباللجوء الى القانون الطبقى الصارم المكون من 13 مادة والقانون المكون من 16 مادة ، والعقوبات شديدة الوحشية التى تشمل اقتلاع العين وقطع الاذان والالسنة والايدى والاقدام وقطع الاوتار والقاء الاشخاص فى الانهار او من على المرتفعات، مارسوا استغلالا اقتصاديا قاسيا وقمعا سياسيا وسيطرة عقلية على الاقنان والعبيد. وكان حق البقاء للجموع العريضة من الاقنان والعبيد ليس مكفولا، ناهيك عن الحقوق السياسية.
وبعد حرب الافيون فى 1840، اصبحت الصين شبه مستعمرة وشبه اقطاعية، والتبت مثل اجزاء اخرى فى الصين، عانت من قمع القوى الامبريالية التى انتزعت جميع المزايا الخاصة عن طريق معاهدات غير عادلة، واخضعت التبت للسيطرة الاستعمارية والاستغلال والتى قامت فى نفس الوقت بحماية الانفصالين بين الطبقات الحاكمة العليا فى التبت فى محاولة لفصل التبت عن الصين. لذا فان ازالة قيود الامبريالية والقنانة الاقطاعية اصبح مهمة سامية تاريخيا لحماية توحيد البلاد وتحقيق التنمية فى التبت.
وقد انهى تأسيس جمهورية الصين الشعبية فى 1949 التاريخ المظلم للصين شبه المستعمرة وشبه الاقطاعية، وحقق توحيد البلاد ووحدة المجموعات العرقية والديمقراطية الشعبية وجلب الامل لاهالى التبت بانه من الممكن ان يكونوا سادة مصائرهم فى اسرة الوطن الام الكبيرة.
وقد وضع التحرير السلمى اساسا للحكم الذاتى العرقى لمنطقة التبت . وفى 23 مايو 1951، تم توقيع "اتفاقية الحكومة الشعبية المركزية والحكومة المحلية التبتية حول اجراءات التحرير السلمى للتبت" (" اتفاقية ال 17 بندا " اختصارا) وتم تحرير التبت سلميا. ووضع التحرير السلمى نهاية للعدوان الامبريالى ضد التبت ومكن الشعب التبتى من التخلص من القيود السياسية والاقتصادية وحماية توحيد سيادة الدولة ووحدة اراضيها وتحقيق المساواة والوحدة بين المجموعات العرقية التبتية وجميع المجموعات العرقية فى انحاء البلاد وايضا وحدة التبت الداخلية كما وضع اساسا للحكم الذاتى العرقى لمنطقة التبت.
فى ابريل 1956، تأسست اللجنة التحضيرية لمنطقة التبت ذاتية الحكم فى لاسا وكان الدالاى لاما ال14 رئيسها، والبانتشن لاما ال10 النائب الاول لرئيسها ونجابوى نجاوانج جيمى سكرتيرها العام. وقد مكنت اقامة اللجنة التحضيرية التبت من اقامة جهاز عمل استشارى له سلطة سياسية وعززت بنشاط تحقيق حكم ذاتى عرقى فى منطقة التبت.
وقد مهد الاصلاح الديمقراطى الطريق للحكم الذاتى العرقى فى منطقة التبت. وعندما تحررت التبت سلميا بالنظر الى واقع التبت، فان " اتفاقية ال17 بندا" اكدت على ضرورة اصلاح النظام الاجتماعى التبتى ، بشرط " الا تستخدم الحكومة المركزية الاكراه لتنفيذ هذا الاصلاح، وان تقوم بتنفيذه الحكومة المحلية التبتية بنفسها; فعندما يطلب المواطنون الاصلاح فان الامر يتعين تسويته من خلال المشاورات مع الشخصيات البارزة فى التبت". إلا أنه فى مواجهة طلب المواطنين المتزايد اكثر من اى وقت اخر للاصلاح الديمقراطى، فان بعض الاشخاص فى الطبقات الحاكمة العليا فى التبت، من اجل ان يحافظوا على القنانة الاقطاعية وبدعم من القوات الامبرالية، قاموا بتمرد مسلح فى 10 مارس 1959 فى محاولة لفصل التبت عن الصين. وفى 28 مارس من نفس العام، اعلن مجلس الدولة اقالة الحكومة المحلية التبتية الاصلية وكلف اللجنة التحضيرية لمنطقة التبت ذاتية الحكم بان تمارس مهام وصلاحيات الحكومة المحلية التبتية مع تكليف البانتشن لاما ال10 بمنصب القائم باعمال رئيس اللجنة. وقد قادت الحكومة الشعبية المركزية واللجنة التحضيرية لمنطقة التبت ذاتية الحكم الشعب التبتى سريعا للقضاء على التمرد ونفذا الاصلاح الديمقراطى واطاحا بالقنانة الاقطاعية تحت التيوقراطية والغوا النظام الهيراركى الاقطاعى وعلاقات التبعية الشخصية وجميع العقوبات الوحشية. ونتيجة لذلك تم تحرير مليون من الاقنان والعبيد واصبحوا سادة البلاد وايضا منطقة التبت وحصلوا على حقوق المواطن والحرية التى ينص عليها الدستور والقانون وازيلت العقبات فيما يتعلق بالنظام الاجتماعى لممارسة الحكم الذاتى العرقى فى منطقة التبت.
ان اقامة منطقة التبت ذاتية الحكم يمثل التنفيذ الكامل للحكم الذاتى العرقى فى التبت. وبعد الاصلاح الديمقراطى اصبح اهالى التبت يتمتعون بجميع الحقوق السياسية التى يتمتع بها الاهالى من جميع المجموعات العرقية الاخرى فى الصين. فى عام 1961، جرت انتخابات عامة كانت الاولى من نوعها فى تاريخ التبت. ولاول مرة ، يتمكن اقنان وعبيد سابقون من التمتع بحقوق ديمقراطية باعتبارهم سادة انفسهم ويشاركون فى انتخاب اجهزة سلطة الدولة على جميع المستويات فى المنطقة. فى سبتمبر 1965، انعقدت الدورة الاولى لمجلس نواب الشعب الاول لمنطقة التبت، حيث تم انتخاب جهاز الحكومة الذاتية لمنطقة التبت ذاتية الحكم وقادتها واعلن تأسيس منطقة التبت ذاتية الحكم رسميا.
تمثل اقامة منطقة التبت ذاتية الحكم اقامة سلطة ديمقراطية شعبية فى التبت وبداية لممارسة حكم ذاتى عرقى اقليمى بطريقة شاملة. ومنذ ذلك الحين، اصبح من حق اهالى التبت ادارة شئونهم فى المنطقة وبدأوا مع سائر الشعب فى انحاء البلاد طريق التنمية الاشتراكية.
شبكة الصين /26 مارس 2008/
|