بعقوبة، العراق 19 يونيو 2020 (شينخوا) في إطار سعيها لإنهاء خطر تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية ( داعش) ومحاولاته التسلل عبر المناطق الزراعية بمحافظة ديالي شرقي العراق لجأت القوات الأمنية العراقية إلى تكتيك جديد اسمته "كمائن الأنهر" كون الأنهر تمثل مناطق رخوة يستغلها التنظيم بعمليات التسلل خاصة في الليل لمهاجمة القوات الأمنية والمدنيين.

ويؤكد المسؤولون الأمنيون والخبراء أن تكتيك كمائن الأنهر أسلوب جديد استخدمته القوات العراقية وأثبت نجاحه بخفض الهجمات الإرهابية ومنع التسلل وتحسن الوضع الأمني في العديد من المناطق التي كانت تشهد هجمات إرهابية.

ويتلخص تكتيك كمائن الأنهر بنشر مجموعات من المقاتلين في نقاط تسيطر على ضفاف الأنهر والبحيرات مع تزويدها بكاميرات حرارية تعمل في الليل، فضلا عن تسيير دوريات راجلة على ضفاف الأنهر والبحيرات.

ووصف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عبد الخالق العزاوي، كمائن الأنهر بأنها خطوة بالاتجاه الصحيح من ناحية السيطرة على الأنهر وضفافها ومنع أي تسلل لتنظيم داعش بين المناطق.

وقال العزاوي عضو البرلمان عن محافظة ديالي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن" تغيير الاستراتيجيات والأساليب القتالية في مواجهة فلول داعش مهمة جدا، لأننا نتعامل مع مجموعات صغيرة تضرب وتهرب وهي أشبه باللصوص وتستغل أي نقطة ضعف للوصول لأهدافها، والأنهر والجداول مناطق رخوة أستغلت كثيرا وجاء الوقت لإنهاء هذا الأمر من خلال كمائن الأنهر".

من جانبه قال القيادي في الحشد الشعبي صادق الحسيني لـ((شينخوا)) إن" كمائن الأنهر هى عبارة عن تكتيك أمني جديد فرضته المستجدات الأمنية خاصة وأن الأنهر أصبحت نقطة مهمة في تسلل تنظيم داعش خاصة ضمن الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالي وصلاح الدين في حاوي العظيم (70 كم) شمال بعقوبة مركز ديالي أو نهر ديالي في قاطع الزور وأطرافه أو بحيرة حمرين.

وأضاف الحسيني وهو رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالي المنحل، أن" كمائن الأنهر تحمل الكثير من الأطر لكن مضمونها العام ضبط ضفاف الأنهر والجداول ، بالإضافة إلى بحيرة حمرين لمنع أي محاولة تسلل عبرها خاصة في الليل من خلال مفارز (مجموعات) راجلة أو متحركة مع تعزيز بعض النقاط القريبة منها بالكاميرات الحرارية".

واستخدم تنظيم داعش القوارب الخشبية وأخرى من الإطارات مصنوعة محليا للانتقال بين ضفاف الأنهر، كما عبر مقاتلوه سباحة في بحيرة حمرين للانتقال بين الضفاف لمهاجمة النقاط الأمنية أو القرى التي يتواجد فيها المدنيون.

وأشار الحسيني إلى أن التكيتك أستخدم في باديء الأمر في منطقة حاوي العظيم وأتى بنتائج إيجابية وتم قتل خمسة إرهابيين بينهم قيادي، بالإضافة إلى إحباط ست هجمات خلال العام الجاري وأدى ذلك إلى إنخفاض معدلات التسلل بنسبة 60% من صلاح الدين باتجاه ديالي".

إلى ذلك أكد ضابط برتبة رائد في الفرقة الخامسة بالجيش العراقي طلب عدم ذكر اسمه أن كمائن الأنهر تكتيك بدأ اعتماده فعليا في خطوة لسد كل الفراغات الموجودة بين المناطق الزراعية والتي تكون الأنهر جزء منها سواء في حاوي العظيم أو نهر ديالي وحتى بحيرة حمرين.

وأضاف أن ثلاث محاولات تسلل تم إحباطها في بحيرة حمرين خلال الأسابيع الماضية بالتنسيق مع الحشد الشعبي من خلال الكمائن الموجودة قرب البحيرة، وقال " إن تغيير أساليب المعركة مع عدو يعتمد أسلوب الكر والفر من خلال مفارز راجلة مهم جدا لاصطياده".

بدوره قال حسين التميمي، مقاتل بالحشد الشعبي، أثناء وقوفه على مقربة من نقطة أمنية قرب نهر ديالي" كمائن الأنهر أعطتنا إمكانية مبكرة في كشف أية محاولة تسلل لداعش خاصة في الليل ومن ثم منعه من الوصول إلى البساتين خاصة في قاطع شمال المقدادية (45كم) شمال شرق بعقوبة".

وتابع أن" وجود هذه الكمائن يجعل القرى المحررة من خلفنا آمنة كما أنه يسد الثغرات الأمنية".

على صعيد متصل قال خالد العبيدي مقاتل في الحشد العشائري (المقاتلين السنة) إن" كمائن الأنهر تم اعتمادها منذ فترة باعتبار حاوي العظيم أبرز مصادر التهديد لقرى ناحية العظيم التي تقع فيها دائما اشتباكات".

وأضاف العبيدي أن نشر كمائن على طول الحاوي أسهمت في خفض التسلل خلال الأشهر الماضية بالإضافة إلى أن أي عملية تسلل تحدث تكتشف ويجري التعامل معها بقوة ونيران كثيفة اسهمت في قتل بعض عناصر داعش مؤخرا.

واستخدم تنظيم داعش الأنهر والجداول وبحيرة حمرين في عمليات التسلل من منطقة إلى أخرى حسب ما يرى الخبير الأمني حسن القيسي.

وأشار القيسي إلى أن تكتيك كمائن الأنهر دليل على أن القوات الأمنية انتبهت لنقطة مهمة خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي كانت الأنهر أهم مسارات انتقال عناصر التنظيم الإرهابي بين المناطق.

وأضاف القيسي أن" تنظيم داعش ضعيف لكنه لم يمت ولايزال يشكل خطورة خاصة وأن لديه خلايا في بعض المناطق"، مشددا على أن تكتيك كمائن الأنهر سيقلل من الدماء في المعركة ضد الإرهاب.