13 يناير 2020 / شبكة الصين / أعلن الرئيس الأمريكية دونالد ترامب عن إرسال آلاف من الجنود الأمريكيين الإضافيين إلى منطقة الشرق الأوسط مؤخرا وأحدث ذلك ضججا كبيرا بين الشباب الأمريكيين، إذ قالت الوسائل الإعلامية المحلية إن القانون نص بأن كل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما يُطلب منهم التسجيل في الخدمة العسكرية استعدادا للتجنيد الحكومي. ولا شك أن التوتر في الشرق الأوسط يُقلق الشباب الأمريكيين في هذه الفئة العمرية. وقال موقع "سي إن إن" الأمريكي إن عددا كبيرا من الشباب زاروا مواقع للتسجيل في الخدمة العسكرية، وذلك للتأكد من استحقاقهم أم لا والبحث عن أساليب تجنب التجنيد، وأدى ذلك إلى تعطل المواقع بسبب كثرة عدد الزوار.

وبعد اغتيال الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في العراق، تساءل كثير من الخبراء والباحثين في البلاد "هل هذا العمل مفيد؟" وقالت تمارا كوفمان ويتس مديرة مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز إن إدارة ترامب زعمت بأن اغتيال سليماني كان بهدف منع هجوم إيراني وشيك ضد بلادها، ولكن كيف يمكن إثبات ذلك؟ وقد جلب قتل سليماني فورا مخاطر تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. إذن، هل قرار اغتيال سليماني صحيح أم لا؟ ولدي الجماهير الأمريكية أيضا شكوك كثيرة في ذلك، وانتقد عدد كبير من عامة الشعب الأمريكي خلال مظاهرة نُظمت في الـ4 من يناير الجاري اغتيال إدارة ترامب قاسم سليماني بدون علم البرلمان الأمريكي، ووصفوه بأنه عمل غير شرعي. وأكدت كيلي ماغسامين، نائبة رئيس فريق الأمن القومي والسياسة الدولية لدى مركز التقدم الأمريكي، في تقرير نشرته في مجلة "السياسة الدبلوماسية" أن ترامب وفريقه في حاجة إلى كسب ثقة الشعب الأمريكي في الأيام المقبلة، لإقناعه بأن معلومات استخباراتية بررت ذلك القرار، إلا أن ذلك لن يكن مهمة سهلة بالنسبة إلى أي رئيس أمريكي بعد حرب العراق.

وكشفت مظاهرات على نطاق واسع في داخل الولايات المتحدة سأَم عامة الشعب الأمريكي من الحرب. وقال متظاهر في ساحة تايمز سكوير لقناة فوكس نيوز "لماذا تواصل الولايات المتحدة التدخل في شؤون الدول الأخرى وشن المعارك عليها؟ وذلك لأن الحرب مربحة وللدمار والقتال والموت ربح، هذا هو كل ما تهتم به الولايات المتحدة، وظلت تهتم بالربح أكثر من روح الإنسان".

وترى وسائل إعلامية أمريكية أن قتل سليماني جعل الشعب الأمريكي يشعر بأجواء مخاطر اندلاع حرب. ورغم أن إيران متخلفة عن الولايات المتحدة من حيث القوة العسكرية الشاملة، إلا أنها تتمتع بقدرة قتالية قوية غير متماثلة. ومن هذه الزاوية، هناك احتمال تعرض الولايات المتحدة لانتقام إيران- ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل على أرضها أيضا- ولذلك تعتقد كيلي ماغسامين أن الأمريكيين ليسوا آمنين حاليا بسبب قتل سليماني. وكذلك فإن اغتيال سليماني "التكتيكي" لن يجلب حلا للقضية الإيرانية، لأن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني ما زال موجودا، بل تزايد أيضا احتمال هجومه على المصالح الأمريكية. وبعبارات أبسط، تعيش الولايات المتحدة في مأزق تصاعد التوتر العسكري بالشرق الأوسط، وقد يتحمل الشعب الأمريكي عواقبه في المستقبل.