3 يناير 2020 / شبكة الصين / اقتحم عدد من المتظاهرين العراقيين في اليوم الأخير من عام 2019 مقر السفارة الأمريكية في بغداد احتجاجا على ضربات أمريكية جوية استهدفت البلاد، وأوضح ذلك بالضبط أن ممارسة "الضغوط القصوى" الأمريكية لم تنجح، بل بالعكس تجلب مزيدا من المشاكل أكثر من إيجاد حلول.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء هذا الهجوم مهددة بأن طهران ستدفع "ثمنا باهظا"، وأسرعت وزارة الدفاع الأمريكية تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد ذلك، حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إرسال 750 جنديا على الفور للمنطقة ردا على الأحداث الأخيرة في العراق. وعلى الرغم من ذلك، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستضبط نفسها ولا تسعى لإشعال حرب ضد إيران.

وقد يساعد مثل "ضبط النفس" هذا في تهدئة الوضع، إلا أنه ليس كافيا لإخراج المنطقة من مأزقها.

ولا شك أن اقتحام مقر السفارة الأمريكية لدى بغداد رمز إلى تزايد التهديد للأفراد والمنشآت الأمريكية في المنطقة، وأوضح أن ما تواجهه الولايات المتحدة من مشاكل معقدة ومتشابكة، لا يمكن علاجها بمجرد إرسال جنود أمريكيين إضافيين إلى المنطقة.

ويمكن القول إن الولايات المتحدة لا يحتمل خروجها من مأزقها في المنطقة، إلا أذا بدأت تأخذ درسا حقيقيا وتفكر في انتهاج مزيد من الممارسات غير العسكرية والتعامل مع القوات المعنية في المنطقة بأسلوب أكثر إيجابية.

ورغم استبعاد احتمال اندلاع حرب شاملة بين الولايات المتحدة وإيران في الوقت الراهن، فيعتقد على نطاق واسع أن الحرب بالوكالة بين الجانبين ستتواصل، وذلك لن يسهم في إضعاف قوة الجانبين فحسب، بل سيؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في المنطقة بأجمعها.

وأغضبت الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على الحدود بين العراق وسوريا السلطات العراقية، حيث قالت الحكومة العراقية إن الولايات المتحدة انتهكت سيادة البلاد بشكل صارخ، معربةً عن استعدادها لإعادة النظر في العلاقة بينها وبين التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويرى بعض المراقبين الأمريكيين أن الضربات الجوية الأمريكية قد حوّلت بعض غضب العراق من إيران إلى الولايات المتحدة ويضعف ذلك بدوره نفوذ الأخيرة وتأثير وجهة نظرها بشأن التعامل مع العلاقات بإيران.