بغداد 29 نوفمبر 2019 (شينخوا) دعا المرجع الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني اليوم (الجمعة)، البرلمان الى "إعادة النظر في خياراته" بشأن الحكومة الحالية فيما تتواصل الاحتجاجات في البلاد منذ أكتوبر الماضي للمطالبة بتوفير الخدمات وإصلاح العملية السياسية.

وقال السيستاني في بيان تلاه أحمد الصافي ممثل المرجعية بمدينة كربلاء جنوب بغداد خلال خطبة الجمعة، إنّ "مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة، مدعوّ الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه الى دوامة العنف والفوضى والخراب".

وأوضح السيستاني أن دعوته تأتي "بالنظر الى الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين بما يحفظ الحقوق ويحقن الدماء".

وأضاف أن مجلس النواب مدعو كذلك الى الإسراع في إقرار حزمة التشريعات الانتخابية "بما يكون مرضيا للشعب تمهيدا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبر نتائجها بصدق عن إرادة الشعب العراقي".

وحذر من أن "التسويف والمماطلة في سلوك هذا المسار، الذي هو المدخل المناسب لتجاوز الأزمة الراهنة بطريقة سلمية وحضارية تحت سقف الدستور، سيكلّف البلاد ثمنا باهظا وسيندم عليه الجميع".

وأشار البيان الى أن المرجعية تؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح، كما تؤكد على رعاية حرمة الأموال العامة والخاصة، وضرورة أن لا تترك عرضة لاعتداءات المندسين.

وأعرب رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي عن تأييده لخطاب المرجعية الدينية، داعيا البرلمان الى عقد جلسة غدا السبت وسحب الثقة من الحكومة.

وقال العبادي في بيان "نؤيد ما جاء بخطاب المرجعية الدينية وندعو مجلس النواب العراقي لعقد جلسة خاصة غدا لسحب الثقة عن الحكومة وتشكيل حكومة جديدة مستقلة،وإنجاز قانون انتخابي منصف وتشكيل مفوضية انتخابات مستقلة لإجراء انتخابات حرة مبكرة ونزيهة بشراكة مع الأمم المتحدة".

وأضاف "نجدد التأكيد على محاسبة الجناة والقتلة، وعلى سلمية التظاهرات لنيل أهدافها الوطنية بعيدا عن المساس بالأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وبضرورة التلاحم الوطني لضمان وحدة واستقرار البلاد".

وتأتي دعوة السيستاني بعد يوم من سقوط 29 قتيلا خلال أعمال عنف رافقت التظاهرات في ذي قار والنجف جنوب بغداد، بحسب مصادر محلية.

ونقل (تلفزيون الناصرية) المحلي عن مصادر طبية بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار أمس، ان حصيلة ضحايا أعمال العنف التي رافقت التظاهرات بلغت 25 قتيلا وأكثر من 225 جريحا.

فيما قتل أربعة متظاهرين وأصيب 354 من المتظاهرين و50 من القوات الأمنية في مدينة النجف.

وكلف رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وهو أيضا القائد العام للقوات المسلحة العراقية، بتشكيل لجنة للتحقيق بأحداث العنف التي رافقت التظاهرات في ذي قار والنجف.

ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر الماضي تظاهرات تطالب بتوفير الخدمات والقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل ومحاسبة الفاسدين وإصلاح العملية السياسية.

ورغم سلسلة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة والبرلمان إلا أن التظاهرات لاتزال مستمرة رغم أعمال العنف التي رافقتها، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 330 عراقيا واصابة 15 ألفا آخرين، حسب بيانات للمفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للبرلمان العراقي.