أريحا 29 نوفمبر 2019 (شينخوا) شارك أكثر من ثلاثة ألاف متسابق من فلسطين وعدد من الدول الأوروبية في ماراثون رياضي دولي اليوم (الجمعة) لدعم تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة.

وأشرف المجلس الأعلى للشباب والرياضة في السلطة الفلسطينية على الماراثون، الذي تم تنظيمه بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من كل عام.

وشمل الماراثون سباقين أحدهما بطول 21 كيلومترا والثاني بطول عشرة كيلومترات، تحت اسم "قمر تحت البحر".

وتم اختيار مدينة أريحا التي تقع شرق الضفة الغربية، لاستضافة الماراثون الرياضي كونها المدينة الوحيدة التي يمكن للفلسطينيين السفر منها إلى العالم الخارجي عبر الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل، والعبور منها للوصول إلى الأردن الدولة العربية المجاورة، وذلك للفت انتباه العالم إلى القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة الفلسطينيين.

وقالت مدير عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة وأحد منظمي الماراثون اعتدال عبد الغني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه تم اختيار مدينة أريحا تحديدا "لأنها بوابة فلسطين للعالم".

وتنافس المتسابقون الفلسطينيون من كافة أنحاء الضفة الغربية، إضافة إلى المتسابقين الدوليين، على مسافات متفاوتة بدأت من 10 كيلومترات حتى وصلت إلى 21 كيلومترا.

ومن بين المتسابقين في الماراثون، كان الفلسطيني أحمد حلبية، البالغ من العمر (26 عاما)، وهو مهندس ميكانيكي عاد مؤخراً إلى فلسطين بعد إتمام دراسته في الخارج، حيث تنافس في سباق 10 كيلومترات.

وقال حلبية لـ((شينخوا)) "يعتبر هذا الماراثون مهما لأنه يضفي أجواء إيجابية على كافة المشاركين، لأنه ببساطة يجمعنا على هدف ونسعى بشكل جماعي على تحقيقه".

ونوه بأن الماراثون يفيد الصحة البشرية من خلال ممارسة الرياضة الجماعية، إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين الناس في الضفة الغربية.

وأضاف أن "الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية لا يتمكنون من السفر إلى خارج البلاد، إلا من خلال معبر حدودي واحد تسيطر عليه إسرائيل، وتجبرهم على السفر من خلال الأردن، وهذا متعب للفلسطينيين بشكل عام".

وشدد حلبية على أنه من حق الفلسطينيين التحرك بسهولة من بلادهم إلى العالم مباشرة دون فرض قيود عليهم.

وتنشر السلطات الإسرائيلية حوالي 150 نقطة تفتيش عسكرية في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك المعابر الحدودية على طول الخط الأخضر والجدار الفاصل الإسرائيلي، وذلك حسب آخر إحصائية صدرت عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في عام 2018.

وشاركت عائلات بأكملها مع أطفالها في الماراثون الرياضي، حيث سادت أجواء الفرح والحماس في مدينة أريحا، وهي من أقدم المدن الفلسطينية.

وقالت سناء شريف (51 عامًا) التي حضرت من مدينة الخليل لـ((شينخوا)) إنها انضمت إلى السباق لأنها "فرصة فريدة للنساء لممارسة الرياضة في الأماكن العامة وزيادة دورهن السياسي والاجتماعي".

أما الطالب النرويجي تور نوستن (25 عامًا)، والذي يجيد التحدث باللغة العربية، فأكد أنه عرف بالسباق يوم الأربعاء الماضي من خلال الفيسبوك، فقرر الانضمام إلى أصدقائه الفلسطينيين القادمين من نابلس.

وقال:"إنها فرصة جيدة للمجيء إلى هنا لإظهار الدعم للشعب الفلسطيني ولإظهار وجود الأجانب في المناطق الفلسطينية واهتمامهم بقضية الفلسطينيين".

وفي نهاية الماراثون، كان المركز الأول من نصيب العداء الفلسطيني الشاب محمد العاص، الذي أنهى سباق 21 كيلومترا في ساعة و35 دقيقة.

وخاض العاص (20 عامًا)، وهو من مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، الماراثون ضمن فريق من منظمة الإغاثة الطبية الفلسطينية الخيرية الفلسطينية (PCRF) محققا رقمًا قياسيًا جديدًا.

وقال العاص لـ((شينخوا)) بينما كان يتنفس بصعوبة، إنه شارك في خمسة سباقات ماراثون وسباقات وطنية أخرى، مشيرا إلى أنه يمارس الركض منذ أربع سنوات.

وتابع أنه يشارك في كل السباقات التي يتم تنظيمها بشكل مستمر، ويعمل جاهدا للوصول إلى أفضل المراكز كإنجاز لنفسه أولا ولمخيم اللاجئين.

وبدأ ماراثون "قمر تحت البحر" باعتباره سباقًا وطنيًا سنويًا منذ ثلاث سنوات، حيث أنه يجذب بشكل متزايد المزيد من المشاركين من مختلف أنحاء العالم.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت في العام 1977، اعتماد يوم 29 من نوفمبر من كل عام، الذي يصادف صدور قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام 1947، يوما للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.