الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: إسرائيل تتجه إلى حكومة أكثر يمينية برئاسة نتنياهو

arabic.china.org.cn / 10:23:04 2019-04-12

القاهرةِ 11 أبريل 2019 (شينخوا) أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية ظهر اليوم (الخميس) إتمام عملية فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية الحادية والعشرين، التي جرت في التاسع من أبريل الجاري، لكنها أرجأت نشر النتائج لمزيد من التدقيق.

ورغم ذلك أقر قائد الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني غانتس زعيم لائحة "أزرق أبيض" بهزيمته في انتخابات الكنيست أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذلك في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء بعد الانتهاء من فرز 97.3 % من الأصوات الصحيحة للانتخابات.

ويعتقد محللون أن نتنياهو سيكون لديه الحق في تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وسيتولى منصب رئيس الوزراء في ولاية خامسة بعد تشكيل ائتلاف حكومي مع الأحزاب اليمينية المتطرفة والمتدينة.

ومن المقرر أن يجري الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، مشاورات لاختيار مرشح لتشكيل الحكومة.

وسيكون نتنياهو، إذا ما تم اختياره، وهو الأمر المرجح، أطول من بقي في حكم البلاد في التاريخ الإسرائيلي.

وفي حال اختيار نتنياهو، ووفقا لموقفه الصارم من القضية الفلسطينية وعملية السلام، فسيكون الأمل ضئيلا للسير في تحقيقها، بحسب محللين.

وأوضحوا أن نتنياهو سوف يضغط على الحكومة المقبلة للموافقة على "صفقة القرن"، التي يوليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اهتماما كبيرا، ويرفضها الفلسطينيون.

"المنعطف الأخير في الانتخابات الإسرائيلية"

بالرجوع إلى الوراء قليلا، أي قبيل الانتخابات بعدة أشهر، كشفت معظم استطلاعات الرأي أن تحالف "أزرق أبيض" يحافظ على تفوقه وأنه سوف يحصل على أكثر من 30 مقعدا متقدما على حزب الليكود، الذي أظهرت أنه سيحصل على نحو 26 مقعدا.

وبعد إغلاق صناديق الاقتراع الثلاثاء، أظهرت مؤشرات أولية لعينة من استطلاعات الرأي في قنوات تليفزيونية إسرائيلية حول نتائج الانتخابات، أن تحالف "أزرق أبيض" متقدم على الليكود.

لكن بعد الانتهاء من فرز 97.3 % من الأصوات الصحيحة. أفرزت النتائج، حسب ما أفادت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، تساويا في عدد المقاعد بين حزبي الليكود وتحالف "أزرق أبيض" بواقع 35 مقعدا لكل منهما في معركة انتخابية وصفها الكثير من المعلقين بأنها "درامية".

ومع حصول الأحزاب اليمينية الأخرى والأحزاب المتشددة على ما مجموعه 30 مقعدا ليصبح المجموع الكلي 65 مقعدا لصالح كتلة اليمين. جاء إعلان غانتس بالهزيمة وبجانبه يائير لبيد الرجل الثاني في اللائحة بعد أقل من 19 ساعة من إعلان انتصاره على نتنياهو.

وبهذا يعيد التاريخ نفسه، إذ هزم الليكود في الانتخابات الإسرائيلية عام 2015 حزب المعسكر الصهيوني، الذي كان في المركز الأول بقوائم الاستطلاع.

وقال الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمد جمعة، إن ما يجعل نتنياهو يفوز بالانتخابات الإسرائيلية هو قدرته على تلبية احتياجات المجتمع الإسرائيلي القائمة على تحقيق الأمن.

كما أن نتنياهو استطاع أن يحصل على مكاسب كثيرة من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب وحلفاؤه بواشنطن فيما يتعلق بالقدس والجولان والاستيطان وغيرها، بحسب جمعة.

ومن المعروف أن الأمن هو أولوية لدى الناخبين الإسرائيليين، وفي عهد نتنياهو تمتعت إسرائيل بهدوء نسبي باستثناء حرب العام 2014 على غزة، وإن كانت شنت ضدها بعض الهجمات.

كما حقق الاقتصاد في عهد نتنياهو نموا ملحوظا وهبطت معدلات البطالة إلى مستويات تاريخية.

وساعد نتنياهو في تمرير مشروع قانون "الدولة القومية اليهودية" المثير للجدل في الكنيست، والذي يحدد إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، ويمنح اليهود مكانة تفضيلية في إسرائيل، وهي فكرة يؤيدها كثير من المواطنين اليهود.

وكان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2016 أكبر نجاح لنتنياهو على الإطلاق، إذ يحصل على دعم حثيث وغير مسبوق من الرئيس الأمريكي بشأن عملية السلام والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وقام ترامب بأول زيارة له لإسرائيل بعد فترة قصيرة من تنصيبه، وفي مايو 2018 نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، مقدما اعترافا دوليا غير مسبوق بالعاصمة المتنازع عليها لإسرائيل.

وفي الشهر الماضي، وقع ترامب على إعلان الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وهو ما كان بمثابة هدية كبيرة إلى نتنياهو الساعي إلى ولايته الخامسة، وصنف ترامب الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" يوما قبل الإنتخابات لتلبية طلبات ومصالح إسرائيلية.

وقام نتنياهو بزيارة رسمية الى روسيا، ووقع اتفاقيات عسكرية كبيرة مع الهند، وأعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، عزمه افتتاح مكتب جديد للتجارة في القدس خلال زيارته إلى إسرائيل.

وتظهر كل هذه التطورات أن نتنياهو لديه علاقات قوية مع الدول الكبرى في العالم.

 

"فوز الليكود يحول الأنظار إلى التركيز على تشكيل الحكومة الجديدة "

مع انتهاء لجنة الانتخابات المركزية من الفرز والمصادقة على جميع الأصوات، أظهرت النتائج حصول حزب الليكود، الذي يرأسه نتنياهو، على 35 مقعدا، بالإضافة إلي حصول الأحزاب اليمينية الأخرى ومعها الأحزاب المتدينة المتزمتة على ما مجموعه 30 مقعدا ليصبح المجموع 65 مقعدا لصالح كتلة اليمين.

وسارع رئيس الحكومة للإعلان فجر أمس الأربعاء وخلال خطاب النصر أنه بدأ بالفعل بإجراء مشاورات فعلية مع رؤساء الأحزاب الأخرى، الذين أسماهم بالشركاء الطبيعيين لحكومته القادمة.

وأعلن نتنياهو أيضا أنه ينوي الانتهاء من المشاورات الائتلافية مبكرا، علما أنه لم يحصل على تكليف رسمي من قبل رئيس الدولة للمباشرة بتشكيل الحكومة القادمة.

ويحتم النظام المعمول به في إسرائيل على من يُكلف بتشكيل الحكومة أن يحصل على أكبر عدد من الأصوات من بين أعضاء الكنيست الفائزين في الانتخابات، الذين يقومون بدورهم بتقديم توصياتهم لرئيس البلاد من خلال مشاورات مشتركة حول الموضوع.

ومن المنتظر أن تبدأ هذه المشاورات بداية الأسبوع القادم، على أن تنتهي بنهاية الأسبوع، ويتبعها إعلان الرئيس الإسرائيلي عن قراره المتوقع بإلقاء مهمة تشكيل الحكومة على نتنياهو.

ويرى مراقبون أن مهمة نتنياهو في تشكيل الحكومة القادمة سهلة نوعا ما نظرا لمجموع أعضاء كتلة اليمين وضمنهم حزبه البالغ 65 عضوا حتى الآن، مقابل شغور 25 منصبا وزاريا في حكومته، الأمر الذي سيمكنه من إبداء مرونة كبيرة في المفاوضات مع الأحزاب المختلفة وإرضائها بمختلف المناصب الوزارية.

غير أن تصريحات أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الأسبق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، بشأن أنه لا ضمان على دخول حزبه الائتلاف الحكومي القادم، في حال لم تلب مطالبه التي استقال بسببها من الحكومة الحالية.

وفي حال تحقق ذلك، سيقف نتنياهو أمام ائتلاف مكون من 60 نائبا فقط، الأمر الذي يجعله يأمل بتخطي حزب اليمين الجديد بقيادة الوزيرين نفتالي بينت وايليت شاكيد، نسبة الحسم التي تفصلهما عنها أصوات قليلة، لينقذاه ويوفران له الغالبية المطلوبة.

وتظل الأنظار موجهة نحو لجنة الانتخابات المركزية، التي من المنتظر أن تباشر بعملية فرز وتدقيق أكثر من 200 ألف صوت بشكل مباشر، في عملية قد تستغرق حتى مساء اليوم أو صباح الجمعة وتشكل 5% من مجموع أصوات الناخبين.

ومن المنتظر أن يكون لهذه الأصوات أثرا بالغا على حجم الكتلتين السياسيتين، حيث من المتوقع أن تدفع أصوات الجنود الذين يميلون بالتصويت لصالح أحزاب اليمين، بزيادة محتملة لعدد مقاعد الحزبين الكبيرين، إضافة إلى إدخال اليمين الجديد للكنيست على حساب كتلة اليسار، بحيث تصبح 69 مقابل 51 مقعدا، وعلى حساب ائتلاف التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الإسلامية، وهو ما قد يؤدي لانحسار التمثيل العربي في الكنيست من 12 نائبا عربيا، لخمسة نواب فقط.

القضية الفلسطينية على المحك

ويرجح محللون أن ترامب سيكشف عن تفاصيل "صفقة القرن" غير المعلنة رسميا حتى الآن بعد الانتخابات الإسرائيلية مباشرة، وأن المشاركة في حكومة الائتلاف ستتم على أساس قبول هذه الصفقة.

وبالرغم من عد إعلان تفاصيلها رسميا، تتناول تقارير صحفية عديدة تلك الصفقة ويمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بتوفير أرض بديلة لتقام عليها دولة فلسطينية، وإنهاء حق اللجوء للاجئين الفلسطينيين في خارج فلسطين، والقدس الكاملة هي عاصمة لإسرائيل.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نظير مجلي، إن الصفقة وضعت لخدمة المصالح الأمريكية قبل كل شيء، وهي لاتتوقف على تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فحسب، وإنما على تسوية إقليمية تستند الى أطراف عربية أخرى.

وأوضح أن "الرئيس الأمريكي يسعى إلى تشكيل تحالف عربي إسرائيلي لمواجهة كل من إيران وروسيا".

ورأى "أن مثل هذا التحالف لن يرى النور دون إحداث حراك في القضية الفلسطينية، خاصة وأن الأمة العربية وقياداتها على اختلاف توجهاتها لن تجرؤ على التطبيع العلني مع إسرائيل".

وأوضح خبراء أن أخطر ما تردد في هذا الصدد هو سعى إسرائيل للتطبيع الكامل مع بعض الدول الرافضة لذلك بخلاف ابتلاع الضفة الغربية عن طريق تزايد الاستيطان، مشددين على أن الخاسر في هذه الصفقة هم الفلسطينيون بالتأكيد.

ويرى الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية انطوان شلحت " إن مهمة نتنياهو لن تكون سهلة في إقناع أحزاب اليمين في الموافقة على صفقة القرن، خاصة إن تضمنت دعوة صريحة لإقامة دولة فلسطينية".

وأضاف أن "تلك الخطة ستلحق أضرارا لسياسة اليمين الرافضة لإقامة دولة فلسطينية".

وإذا فشل نتنياهو في إقناع اليمين بخطة ترامب، سيبحث عن تحالفات مع أحزاب الوسط واليسار التي تنافسه في الانتخابات حتى يفشل في تشكيل الحكومة.

واعتبر السفير بركات الفرا سفير فلسطين السابق بالقاهرة أن الصراع والمنافسة بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية في الانتخابات وتشكيل الحكومة "تتمثل في الاعتداء على الشعب الفلسطيني وسلب حقوقه والتوسع في القتل بدم بارد والاعتقال وهدم المنازل والاستيلاء على القرى والمدن الفلسطينية والتوسع في المستوطنات".

وأشار إلى أن "الصراع بين الليكود بقيادة نتنياهو، وتحالف أزرق - أبيض للجنرالات على أشده بالفعل في الاعتداء على الحقوق الفلسطينية. فهذا هو مجال المفاضلة بينهما لا مستقبل للتسوية السلمية، فالإسرائيليون لايريدون سلاما ولا معنى للسلام إلا بمفهوهم الخاص، الذي يعني السلام لليهود فقط".

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号