تحقيق اخباري: الناخبون الاسرائيليون .. بين تأييد نتنياهو "رجل الأمن والاقتصاد" والرغبة في التغيير

القدس 9 إبريل 2019 (شينخوا) "لقد صوت لحزب الليكود، لأن رئيسه بنيامين نتنياهو هو أقوى رئيس وزراء في تاريخ اسرائيل"، هكذا قالت السيدة الثلاثينية جاكي بعد أن أدلت بصوتها في مركز للاقتراع داخل مدرسة ابتدائية.

وبدأ الإسرائيليون صباح اليوم (الثلاثاء) الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي يخوض منافساتها أكثر من 40 حزبا وقائمة.

ويضم الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) 120 مقعدا.

ويحق لنحو 6 ملايين و340 ألف شخص من الاسرائيليين الادلاء بصوتهم في الانتخابات.

وحتى منتصف نهار اليوم، لم يكن عدد الناخبين كبيرا في مركز الاقتراع، وبعضهم توجه بمفرده للتصويت والبعض الآخر فضل الذهاب مع الأسرة والأصدقاء، بحسب مراسلة وكالة أنباء ((شينخوا)).

وقال شاب طويل القامة وضع على رأسه قبعة سوداء إنه صوت لصالح نتنياهو.

وبالنسبة لهذا الشاب، الذي رفض طلب عدم ذكر اسمه، فإن نتنياهو "يمثل مصالح الإسرائيليين في مجالي الأمن والاقتصاد، وهو أفضل رئيس وزراء إسرائيلي".

وتمنى الشاب، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، أن يبذل نتنياهو جهودا أكبر في المجال الاجتماعي بعد انتهاء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة.

وتعقد الانتخابات البرلمانية الـ21 في إسرائيل، بعد إعلان الحكومة تقديم موعدها بعدة أشهر عمّا كان مقررا عليه سابقا نتيجة خلافات بين أطراف الائتلاف الحاكم في البلاد.

ووفقا لعدد من استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات، فإن حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحالف (أبيض أزرق) بقيادة قائد الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني غانتس، سيحصلان على أكبر عدد من المقاعد.

وبوجه ارتسمت عليه علامات السرور، تحدث زوجان في الستين من العمر لـ ((شينخوا))، وقالا "إن نتنياهو هو أحسن رئيس وزراء اسرائيلي، فهو يهتم بالأمن والاقتصاد، ونثق أنه سيفوز بالانتخابات".

وأجابت مدام داليت سايديان على سؤال لـ ((شينخوا)) مؤكدة "بلا شك، سوف أصوت لصالح حزب الليكود بقيادة بنيامين نتانياهو مثلما فعلت ذلك في المرات الأربع الماضية".

وفي رأي السيدة داليت سايديان، فإن نتنياهو هو "الرجل القوي الوحيد الذي يقدر علي تحقيق الأمن"، وتابعت "هذا أهم شيء بالنسبة لنا، فنحن نعيش في بلاد تحيطها دول جوار معادية لنا".

وعلى الرغم من أن هناك قائمة طويلة تضم أكثر من 45 حزبا، إلا أن داليت أكدت أن "قرارها ثابت بدون أي تغيير"، لأن "نتنياهو وحده يستطيع أن يحقق لنا الأمن الداخلي والتنمية الاقتصادية في آن واحد".

"نتنياهو أيضا كسب دعما قويا على الصعيد الدولي، من الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل وغيرها، وهو الأقوى والأنسب لقيادة هذه البلاد، لا أريد أي تغيير" تقول داليت.

وفي مراكز اقتراع أخرى، كانت هناك أصوات مختلفة.

وقالت سيدة في الثامنة والثلاثين من عمرها لـ ((شينخوا)) انها تؤيد الحزب اليميني الجديد برئاسة وزيرة العدل أيليت شكد.

وأضافت السيدة ذات الشعر الذهبي الطويل، أن "المجتمع يحتاج الى التغيير، والوزيرة تدعو الى تغييرات اجتماعية وهذا يتماشى مع وجهات نظري".

وأكدت أنها تتوافق بالرأي مع الوزيرة شكد في "المجتمع العادل "وانها "سوف تدعم التغييرات الاجتماعية في العدل والمساواة اذا هي فازت في الانتخابات".

وفي محطة اقتراع أخرى، قال موظف يدعى زيون بن جيجي، وهو إبن رجل مغربي هاجر إلي إسرائيل منذ أكثر من 60 عاما، لمراسلة (شينخوا)، إن والده البالغ من العمر 91 عاما، سيصوت لحزب ديني انطلاقا من إيمانه بالدين التقليدي الأصيل.

أما زيون فسيدلي بصوته لصالح حزب العمل نظرا لتطابق وجهة نظره معه، خاصة ان "الحزب يدعو إلي تحقيق السلام مع الفلسطينيين واتخاذ إجراءات لاستئناف المفاوضات مع العرب".

غير أن زيون طلب من المراسلة عدم إبلاغ الآخرين بنيته، لأنه لاحظ أن معظم المصوتين في هذه المحطة ينوون التصويت لصالح نتنياهو.

أما الشاب ران جوي (28 عاما) فلم يحسم أمره بشأن أي حزب سيصوت له.

وحضر الشاب الاسرائيلي إلي مركز الاقتراع مبكرا لتجنب وقت الذروة المحتمل بعد ساعتين وأداء "الواجب الشرعي".

وقال ران، الذي عاش منذ صغره في كيبوتس صغير على الحدود مع الأردن، انه لم يقرر بعد الحزب الذي سيعطيه صوته.

وبعد تفكير طال حوالي دقيقتين، قال الشاب نحيف القوام إنه قد يصوت لصالح حزب "أزرق وأبيض"، لأن الجنرال غانتس يدعو إلي "تغيير تاريخي"، بعد مرور أكثر من 20 عاما من حكم نتنياهو، وتابع "ان البلاد تحتاج إلي تغييرات ووجوه جديدة".

وتشير نتائج استطلاعات للرأي قبيل الانتخابات، الى أن تحالف "أزرق أبيض" بقيادة بيني غانتس سيفوز بفارق يتراوح ما بين 4 الى 5 مقاعد عن حزب الليكود برئاسة نتنياهو.

وتستمر عملية الاقتراع حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم ليتحدد بعدها مصير كل حزب.

وكانت الانتخابات الإسرائيلية انطلقت في الممثليات الإسرائيلية خارج البلاد قبل عدة أيام، من خلال 96 مركز اقتراع.

ومن المتوقع ان تبلغ نسبة الاقتراع في إسرائيل نحو 70 % ممن لهم حق التصويت، في حين تبلغ نسبة الحسم التي يجب على كل حزب أن يتخطاها حتى يضمن له موقعا في البرلمان، 3.25% من عدد الأصوات الصحيحة او ما يعادل قرابة 160 ألف صوت.

ومن المنتظر ان تظهر النتائج الأولية للانتخابات فور إغلاق مراكز الاقتراع، وصولا الى الإعلان عنها من قبل لجنة الانتخابات المركزية.