الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: سوء الأوضاع الاقتصادية يلقي بظلاله على الاحتفاء بعيد الحب في غزة

arabic.china.org.cn / 13:38:16 2019-02-15

غزة 14 فبراير 2019 (شينخوا) غطت باقات الأزهار يتوسطها دمى وقلوب إسفنجية حمراء تحمل عبارات حب متنوعة ، واجهة المحال التجارية في غزة احتفاء بحلول عيد الحب الذي يصادف 14 فبراير من كل عام.

غير أن الاقبال والحركة التجارية في تلك المحال ظل محدودا على مدار ساعات الصباح وحتى ما بعد الظهر وهو ما انعكس في شكاوي ملاكها والعاملين فيها.

وبالنسبة إلى وسيم عبدو الذي يعمل في تجارة الورود وبيع الهدايا في قطاع غزة منذ 18 عاما، فإنه لم يسبق أن حل "عيد العيد" عليه بهذا المستوى من الركود الاقتصادي الحاد.

واشتكى عبدو صاحب متجر (سفير الحب) وسط مدينة غزة، من إحجام كبير لدى السكان على شراء الورود والهدايا احتفاء بحلول عيد الحب.

وقال عبدو لوكالة أنباء (شينخوا)، إن مقارنة سريعة للحسابات والمشتريات والمبيعات هذا العام والأعوام الماضية لديه يؤكد أن الحركة التجارية "سيئة جداً".

وذكر أنهم منذ أيام جهزوا الكثير من الهدايا وباقات الورود مع تخفيضات كبيرة لعيد الحب هذا العام باعتباره موسما تجاريا مهما لكن الطلب ظل دون المأمول.

ويقول تجار محليون إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان في قطاع غزة تجعل اهتماماتهم تنحصر في توفير الاحتياجات الأساسية دون اعتبار قوي لمناسبات مثل عيد الحب.

ويعتبر عيد الحب من أعياد الرومان وهو تعبير عن الحب الإلهي، وله عدة أساطير استمرت عند الرومان، وأصبح العالم يحتفل به في 14 فبراير من كل عام.

وبات تقليدا سنويا أن يعبر المحبون في عيد الحب عن حبهم لبعضهم بطرق مختلفة، منها إرسال الزهور والهدايا التي يغلب عليها اللون الأحمر والأبيض لما لها من دلالة على الحب والنقاء والإخلاص.

وعمد أصحاب متاجر بيع الهدايا في غزة إلى إبراز البضائع ذات الأسعار المتوسطة والرخيصة كي تكون في متناول أكبر عدد من الزبائن لكن مستوى الإقبال ظل ضعيفا بحسب ما يقولون.

وتقول السيدة فداء أبو حدايد (37 عاما) بينما كانت تتفقد هدايا معروضة في أحد المتاجر، إن فكرة عيد الحب منتشرة بشكل كبير لدى السكان في غزة لكن الوضع الاقتصادي يعد عائقا للاحتفاء به بشكل واسع.

وتشير أبو حدايد إلى أن كل شخص تقريبا يرغب بالمشاركة والاحتفال في عيد الحب "لكن الوضع الاقتصادي وحتى النفسي مؤثر جداً على الحركة التجارية".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد على مليوني نسمة منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم بحيث تصل إلى حوالي 52 في المائة بحسب أحدث تقارير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

وبحسب اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار على غزة فإن معدل دخل الفرد اليومي من سكان القطاع لا يتجاوز دولارين وهو ما يعد الأسوأ عالمياً.

ولم يعلن مسبقا في غزة عن حفلات بالمناسبة في المطاعم أو الفنادق القليلة في القطاع الساحلي.

لكن وعلى الرغم من الشكوى العامة من سوء الأوضاع الاقتصادية، فإن ذلك لم يمنع الكثيرين من شراء هدية ولو بسعر بسيط للتعبير عن مشاعر الحب والامتنان لأعزاء لهم.

ومن هؤلاء الشاب عبد الله صيام (19 عاما) وهو طالب في كلية الهندسة، وقد اقتنى للتو باقة صغيرة من الزهور الحمراء ووضع بضع قطع الشوكولاتة بداخلها.

وأبلغ صيام (شينخوا)، أنه غير مرتبط حتى الآن وهديته من أجل والدته التي يصادف يوم عيد ميلادها عيد الحب، وهو ما يزيد سعادته بالتعبير لها عن حبها ورسم البسمة على وجهها.

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号