الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: معاناة مزدوجة لأهالي المفقودين في الموصل

arabic.china.org.cn / 09:45:11 2018-07-11

الموصل 10 يوليو 2018 (شينخوا) تعيش عوائل من المفقودين العراقيين في مدينة الموصل (400 كلم) شمال بغداد معاناة مزدوجة تتوزع بين الم الفراق والحسرة على ابنائها وحالة الفقر التي تمر بها العوائل التي هي بامس الحاجة إلى توفير لقمة العيش.

فاغلب هذه العوائل تعيش واقعا مريرا ومأساة مؤلمة لفقدانها من كان يعمل ويكدح لتوفير احتياجاتها، لكن فقدانه بسبب التنظيم المتطرف ادى إلى تفاقم الوضع المعاشي لهذه العوائل التي اصبحت تعيش في حالة فقر وسط تجاهل من قبل المؤسسات الحكومية.

وقالت فردوس محمد وهي تحضن ابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات لوكالة أنباء (شينخوا) "نعيش في وضع معاشي صعب جدا للغالية بعد فقدان زوجي واخي وزوج شقيقتي الذين اعتقلهم تنظيم داعش الارهابي قبل سنتين"، مضيفة "نعيش ثلاث ارامل سوية في بيت واحد لاننا لا نملك شيئا سوى مساعدات انسانية نحصل عليها بين الحين والاخر من المنظمة المتحدة لحقوق الانسان".

واضافت "كان زوجي يقوم بتهريب جنود الجيش العراقي من الموصل بعد احتلالها من قبل التنظيم الارهابي وكان ياخذ ابنتنا نونة التي كان عمرها ست سنوات وشقيقها البالغ من العمر ثماني سنوات للتمويه"، مبينة انها شاركت مرتين في عمليات تهريب عوائل احداها اوصلوها قرب بلدة البعاج (120 كلم) غرب الموصل".

وعن ظروف فقدان زوجها، قالت فردوس "خرج في الساعة الخامسة فجرا بصحبة الطفلين وقد اتفق مع جنود لتهريبهم، لكن تبين ان التنظيم الارهابي قد اعتقل المهرب الذي يوصل اليه زوجي الجنود، فنصب التنظيم الارهابي كمينا لزوجي والجنود واعتقلهم".

وتابعت "قام الارهابيون بتعليق زوجي في شاحنة لنقل النفط وتعذيبه لمدة 12 ساعة امام طفلته، اما ابني الذي كان معه فقد تم احتجازه في غرفة مجاورة وكان يسمع صراخ ابيه وهو يعذب، ما ادى إلى اصابتهما بامراض نفسية اراجع بهم الاطباء حاليا".

واوضحت انها وطفليها هربت من البيت خوفا من انتقام التنظيم الارهابي منهم، واصفة تلك الفترة بالمظلمة والمأساوية مضيفة "ماساتنا ما زالت مستمرة فبعد سنتين من فقدان زوجي ما زلت اعيش بعذاب والم فراقه، كل ما اريده هو معرفة مصيره، كما اني اعيش ظروف معيشية صعبة للغالية دون اي مورد مادي".

وحسب الاحصائيات الموجودة لدى الجهات الرسمية ومنظمات حقوق الانسان فان اغلب المفقودين هم من عناصر القوات الامنية أو الموظفين الحكوميين الذين يعتبرهم التنظيم المتطرف موالين ل "حكومة كافرة".

من جانبه، قال سامي الفيصل مسئول المنظمة المتحدة لحقوق الانسان في نينوى لـ (شينخوا) "أثناء عمليات تحرير محافظة نينوى قام تنظيم داعش الارهابي بخطف آلاف المواطنين من عناصر القوات الامنية والصحفيين والمرشحين في الانتخابات والموظفين وكل من وقف ضده وحاليا مصيرهم مجهولا".

واضاف الفيصل "حسب الاحصائيات الموجودة لدينا والمثبتة اسمائهم ومعلومات كاملة عنهم فانه يوجد 2178 مفقودا في عموم محافظة نينوى فضلا عن 3111 شخصا من الاقلية الايزيدية بينهم نساء واطفال"، مبينا ان هناك اعدادا اخرى لم تسجل لان عوائلهم تعيش في فقر شديد بحيث لاتملك اجرة السيارة التاكسي لتأتي الينا لنأخذ معلومات عن ابنائهم المفقودين ونضيفهم إلى قاعدة البيانات.

وطالب الفيصل، الجميع بايجاد حل لهذه العوائل كونها لايتوفر لها حتى لقمة العيش، قائلا " لايوجد دعم من الحكومة المركزية ولا المحلية، رغم ان اغلب عوائل المفقودين معدومة بالكامل لانه لا يوجد لديهم مصدر رزق كون رب الاسرة فقد ومعه راح مصدر رزق العائلة، ولم يبق سوى النساء والاطفال وهم بامس الحاجة للمساعدة العاجلة"، داعيا المنظمات الدولية إلى انقاذ هذه العوائل من الفقر.

وتابع الفيصل "المشكلة كبيرة جدا وانا اطالب المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي ومنظمات الاغاثة في كل دول العالم بايجاد حل لهذه العوائل المنكوبة ومساعدتهم في البحث عن مصير اولادهم اولا ومساعدتهم ماديا"، مضيفا "رسالتنا للمنظمات الدولية اننا ظلمنا من قبيل تنظيم داعش ولا نريد ان نظلم مرة أخرى كون عوائل المفقودين حاليا تعيش معاناة كبيرة وحقيقية تتراوح بين الم الفراق والافتقار للطعام".

ومضى يقول "كل مفقود خلف قصة مأساوية وحزينة ما أدى إلى اصابة افراد عوائلهم بالامراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغظ الدم وغيرها، بحيث يوجد لدينا اطفال مصابين بمرض السكري بسبب اقتحام الدواعش لمنازلهم واعتقال ابائهم او اخوانهم امام اعينهم".

وأكد أن منظمته مستمرة بعمليات البحث عن المفقودين وكلما تأتيها معلومة تقوم بمتابعتها وتقديها، لافتا إلى أن منظمته تلقت معلومات من عوائل مفقودين تفيد بوجود 700 مفقود معتقلين بسجن التاجي في بغداد، وتم التنسيق مع النائب عبدالرحيم الشمري رئيس لجنة حقوق الانسان بالبرلمان واحمد الجبوري عضو البرلمان عن محافظة نينوى، وزارا السجن لكنهما لم يعثرا على اي مفقود.

وحسب القانون العراقي فان كل شخص يفقد بسبب العمليات الارهابية فلن تحصل عائلته على راتب الا بعد مرور اربع سنوات من تاريخ تقديم طلب من عائلته إلى الجهات الرسمية، وهذا ادى إلى فقدان عوائل المفقودين من منتسبي القوات الامنية والموظفين لرواتبهم حتى مرور السنوات الاربع.

وكان المرصد العراقي لحقوق الإنسان قد دعا رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى العمل لمعرفة مصير الأشخاص الذين فقدوا أثناء العمليات العسكرية ضد التنظيم المتطرف في مدينة الموصل، مطالبا باتخاذ الإجراءات التي تساعد ذويهم على الوصول للحقيقة.

على صعيد متصل، قالت ام قصي التي فقد ابنها اثناء عمليات تحرير الموصل "اريد معرفة مصير ابني الذي كان معتقلا لدى التنظيم الارهابي، لكن اثناء التحرير اعتقلته القوات الامنية ولدي معلومات وشهود بانه تم نقله إلى بغداد".

وأشارت السيدة التي تسكن في حي وادي حجر في الجانب الغربي من الموصل إلى ان اغلب العوائل في وادي حجر لديها مفقود او شهيد لان اغلب العوائل كان ابناؤها ينتمون للشرطة والجيش فاعتقلتهم التنظيم المتطرف او قتلهم، مؤكدة انها وجميع اهالي المفقودين يعيشون معاناة مضاعفة هي الالم والحزن لفقدان الابناء وصعوبة العيش بعد فقدانها للمعيل العائلة.

يذكر ان التنظيم المتطرف وخلال سيطرته على مدينة الموصل اعتقل الالاف من ابنائها وقتل العديد منهم وكثف من حملات الاعتقال بعد تقدم القوات العراقية لاستعادة الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية خاصة في المدينة القديمة وسط الموصل التي شهدت اعنف المعارك ببين التنظيم المتطرف والقوات العراقية.

ولاتوجد احصائية رسمية دقيقة بعدد المفقودين في الموصل لكن بعض الجهات تقدرهم باكثر من 11 الف مفقود منذ احتلال الموصل وحتى استعادتها.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في العاشر من يوليو العام الماضي استعادة مدينة الموصل من سيطرة التنظيم المتطرف.

ورغم مرور عام على استعادة الموصل الا ان مصير المفقودين ما يزال مجهولا بل ان ذويهم ومنظمات حقوق الانسان تقول إن ملف المفقودين ما يزال مفقودا ولا يحظى باهتمام الحكومة العراقية.

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号