الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق : الركود يخنق الموسم التجاري لعيد الفطر في أسواق قطاع غزة

arabic.china.org.cn / 11:08:29 2018-06-14

غزة 13 يونيو 2018 (شينخوا) امتنع أغلب تجار قطاع غزة عن تحديث كامل للبضائع في محالهم عشية حلول عيد الفطر لهذا العام في ظل تدهور اقتصادي قياسي بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 عاما.

وقبل حلول عيد الفطر المتوقع الجمعة تظهر الحركة راكدة داخل المحال التجارية في شارع عمر المختار الرئيسي وسط مدينة غزة رغم الإقبال النسبي من الزبائن.

ويقول التاجر أمجد أبو كويك (28 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الزبائن تقبل على الأسواق بأعداد كبيرة لكن معظمهم يعاينون البضائع من دون حركة شراء ملموسة".

ويوضح أبو كويك أنه كما أغلب التجار امتنع عن جلب بضائع جديدة واكتفى بكميات محدودة خشية كسادها على الرفوف إلى جانب بضائع تراكمت لديهم منذ عدة أشهر.

ويقول إن "حلول عيد الفطر يعد موسما تجاريا مميزا لنا تنتعش فيه الحركة الشرائية، لكن ما يجرى أمر صادم وأسوأ بكثير من المواسم السابقة".

ويضيف أن "الحركة التجارية تعاني من ركود شديد وتراجع قياسي مقارنة بالعام الماضي ومعدلات البيع لدي ولدى جيراني من التجار تراجعت بأكثر من 70 في المائة مقارنة بالأعوام الأخيرة".

وبجانب محلات الملابس تصدرت أصناف الحلويات والكعك بسطات يقف خلفها عشرات الشبان، إلا أن معدلات الشراء ظلت متدنية بسبب التدهور الاقتصادي الحاد للسكان.

واشتكى أغلب هؤلاء من أنهم يواجهون ركودا اقتصاديا وضعفا في القدرة الشرائية لدى المتسوقين دفعا باستعدادات باهتة لعيد الفطر لهذا العام.

وظل شاب يحاول إغراء ربة المنزل نهى عوض، للشراء مما يعرضه من أصناف شوكولاتة حتى أنه عرض بيعها بسعر التكلفة تقريبا، لكن الأم لطفلين امتنعت عن الشراء.

واشتكت عوض ل(شينخوا) من أن "الوضع الاقتصادي لدى أغلب الناس في غزة صعب جدا في ظل عدم توفر فرص عمل وقلة الموارد المالية ".

واكتفت عوض وهي في نهاية الخمسينات من عمرها بشراء احتياجات أساسية لعائلتها قبل أن تغادر السوق، وهي تردد "على العالم التطلع بعين الرحمة لأهل غزة الفقراء والمنكوبين".

من جهته اشتكى الشاب نور الدين أبو الندى (22 عاما) من أنه يعمل لأكثر من 15 ساعة يوميا في السوق، لكنه لا يحصل إلا على أقل من 15 شيقل إسرائيلي (أقل من أربعة دولارات أمريكية).

ويقول أبو الندى ل(شينخوا) إن المبلغ المذكور بالكاد يكفي للحد الأدنى من مصروفه الشخصي اليومي.

ويضيف أن "الوضع التجاري مأساوي نتيجة الحصار وأزمة الرواتب التي تعصف بآلاف العائلات ولا توفر الحد الأدنى من احتياجاتها".

ويتابع بنبرات غاضبة "هنا في غزة نحن نعاني من حالة موت بطيء".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه منتصف عام 2007.

ويتضمن الحصار قيودا مشددة على حركة المعابر البرية لقطاع غزة ومسافة الصيد البحرية.

ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة وأن تصبح نسبة البطالة في أوساطهم من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى 43.9 في المائة، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويقول اقتصاديون إن ما زاد التدهور التجاري في غزة هذا العام إجراءات السلطة الفلسطينية بتقليص صرف رواتب موظفيها بنحو 50 في المائة منذ عدة أشهر.

ويؤكد هؤلاء أن كساد الأسواق التجارية في غزة نتيجة طبيعية للظروف الاقتصادية والسياسية المتدهورة في القطاع بسبب أزمة الرواتب الحكومية والمعدلات القياسية للفقر والبطالة.

ويقول مسؤول الإعلام في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع ل(شينخوا) إن قطاع غزة "يمر بأسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية لم يسبق لها مثيل قبيل حلول عيد الفطر لهذا العام".

ويبرز الطباع "تفاقم الأزمات والأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل كارثي لسكان غزة".

ويدلل على ذلك بأن "كافة المؤشرات الاقتصادية تظهر حجم الكارثة في قطاع غزة خاصة معدلات البطالة التي تجاوزت 49 في المائة خلال الربع الأول من العام الجاري ".

ويضيف أن "معدلات الفقر تجاوزت 53 في المائة بينما معدلات الفقر المدقع وصلت إلى 33 في المائة و72 في المائة نسبة انعدام الأمن الغذائي لدي الأسر في قطاع غزة".

ويشير الطباع إلى أن ذلك أدى إلى "ضعف حاد في القدرة الشرائية وانخفاض عدد الشاحنات الواردة إلى القطاع بنسبة 50 في المائة عدا عن انخفاض في حجم المبيعات بنفس النسبة تقريبا بما يعبر عن حالة الركود غير المسبوقة في أسواق القطاع".

وبالإضافة إلى التدهور الاقتصادي المذكور فإن قطاع غزة يبقى يعاني من سلسلة أزمات تتعلق بنقص الخدمات الأساسية خاصة عجز بنحو 80 في المائة في احتياجاته من الكهرباء، وارتفاع معدلات تلوث مياه الشرب.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号