مقتدى الصدر: العراق في خطر

بغداد 11 يونيو 2018 (شينخوا) حذر رجل الدين الشيعي البارز في العراق مقتدى الصدر، اليوم (الاثنين) من خطورة الوضع في بلاده بعد حريق نشب في مخازن تابعة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بغداد تحتوي صناديق اقتراع.

وقال الصدر في بيان، ان"العراق في خطر" وطالب بالكف عن الصراع من أجل المناصب والنفوذ، مضيفا أنه لن يبيع شعبه من أجل السلطة.

ويدعم زعيم التيار الصدري تحالف (سائرون) الذي فاز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي شابتها اتهامات بوقوع عمليات تزوير وتلاعب.

ودعا الصدر في بيانه، العراقيين الى التعاون والتكاتف، وقال موجها حديثه اليهم ان "عراقكم جريح، عراقكم لازال جرحه لم يندمل، عراقكم بحاجة للتعاون والتكاتف، عراقكم مازال يئن من وطأة الإحتلال والإرهاب والفساد، عراقكم مليء بالفقراء والمظلومين واليتامى والجرحى والثكالى والأرامل والمسنين والمعوزين والمعاقين".

وتابع الصدر "عراقكم بلا ماء ولا كهرباء ولا زراعة ولا صناعة ولا مال ولا بنى تحتية ولا خدمات ولا بيئة صالحة ولا حدود أمينة والأعداء تتكالب عليه من كل حدب وصوب، فكفاكم صراعاً من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم".

وتساءل "أما آن الأوان لايقاف الاحتلال والنفوذ الخارجي، أما آن الأوان لايقاف المفخخات والتفجير والإرهاب، اما آن الأوان لإيقاف الصراعات والاغتيالات، اما آن الأوان لأن يجمعنا العراق بشرف وعفة وأخوّة وسلام".

ودعا الصدر العراقيين الى الوقوف "صفا من أجل البناء والإعمار بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات من أجل مقعد أو اثنين".

وخلص الصدر الى القول "لن أبيع الوطن من أجل المقاعد ولن أبيع الشعب من أجل السلطة، فالعراق يهمني وأما المناصب فهي لا تمثل لي شئ".

وتعرضت الأحد مخازن تابعة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات تحتوي صناديق اقتراع ومواد انتخابية وأجهزة عد وفرز الكترونية خاصة بمنطقة الرصافة ببغداد،الى حريق هائل لم تعرف أسبابه بعد.

ونشب الحريق بعد ساعات من اعلان مجلس القضاء الاعلى في العراق عن تسمية قضاة منتدبين من قبله للقيام بصلاحية مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

وكان مجلس النواب العراقي قرر ايقاف عمل أعضاء مجلس المفوضين على خلفية اتهامات بوجود عمليات تزوير وتلاعب في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو الماضي.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن حرق المخازن الانتخابية يمثل "مخططا لضرب البلد ونهجه الديمقراطي".

وقال العبادي في بيان صدر عن مكتبه الليلة الماضية انه "وجه الاوامر لجميع قيادات العمليات في المحافظات بتشديد الإجراءات الأمنية لمخازن المفوضية وزيادة القطعات المخصصة لحمايتها".

وتعهد العبادي بـ "ملاحقة العصابات الارهابية والجهات التي تحاول العبث بالامن وبالانتخابات"، مؤكدا ان "التحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث".

وقال ان "حرق المخازن الانتخابية والذي تزامن مع اليوم الذي احتلت عصابات داعش الارهابية مدينة الموصل، يمثل مخططا لضرب البلد ونهجه الديمقراطي".

وأضاف "اننا سنتخذ الاجراءات الكفيلة والضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه زعزعة امن البلد ومواطنيه".

وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري اعتبر في بيان له الأحد، ان الحريق الذي استهدف المخازن الخاصة بصناديق الاقتراع في منطقة الرصافة شرقي بغداد، "فعل متعمد وجريمة مخطط لها"، داعيا الى اعادة الانتخابات التشريعية النيابية على خلفية الحادثة.

وأجرى البرلمان العراقي الأربعاء تعديلا على قانون الانتخابات وألزم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باعادة العد والفرز يدويا لجميع محطات الاقتراع في البلاد والغاء نتائج انتخابات العراقيين بالخارج والنازحين والسجناء.

كما قرر انتداب تسعة قضاة لادارة المفوضية لحين اعلان النتائج النهائية المصادق عليها من قبل المحكمة الاتحادية.