标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: أطراف صناعية بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد لأول مرة في قطاع غزة

arabic.china.org.cn / 14:12:11 2017-03-24

غزة 23 مارس 2017 (شينخوا) بات بإمكان الطفل يوسف ريحان (12 عاما) من قطاع غزة لأول مرة في حياته الاستمتاع بقيادة دراجة هوائية بفضل تركيب طرف صناعي بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد لذراعه.

وقضى ريحان غالبية سنوات عمره يعاني من بتر معصمه وكفه الأيسر جراء إصابته بشظايا قذيفة أطلقها الجيش الإسرائيلي وسقطت على منزل عائلته في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة في العام 2008.

ويقول ريحان بنبرات سعيدة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه ظل يحلم أن يتمكن يوما من التحكم بيديه ويقوم بأمور بسيطة يريدها بنفسه، وهو يشعر بنفسه أفضل كثيرا اليوم.

واستفاد ريحان قبل أسبوعين تقريبا من مشروع حديث يشهده قطاع غزة لأول مرة بتركيب أطراف صناعية بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد لجرحى يعانون من حالات بتر في أطرافهم العلوية.

وتقول والدته لـ((شينخوا))، إن طفلها كان يكبر بمعاناة نفسية شديدة بسبب شعوره بنقص عن باقي الأطفال من حوله وعدم قدرته على القيام بأمور عادية يقومون بها بسبب إعاقته.

وتشير إلى أنهم لم يتمكنوا من تركيب طرف صناعي عادي لطفلها بسبب تكاليفه العالية جدا، وعدم إمكانية توفره بسهولة في قطاع غزة وتعذر سفره للخارج لهذا الغرض، إلى جانب خصوصية مرحلة النمو المستمرة لديه.

وبادرت جمعية (السلامة الخيرية لرعاية الجرحى وذوي الإعاقة) إلى إطلاق مشروع تركيب أطراف صناعية للأطراف العلوية لجرحى من قطاع غزة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد.

واستفاد من المشروع في مرحلته الأولى أربعة أطفال جرحى.

ومن هؤلاء الأطفال طارق أبو حمدة (13 عاما) من سكان خان يونس في جنوب قطاع غزة والذي أصيب ببتر بذراعه اليمنى جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات الجيش الإسرائيلي نهاية عام 2014.

ويقول أبو حمدة، إنه جرب قبل عام تقريبا تركيب طرف صناعي عادي لذراعه، لكنه لم يشعر بجدواه بسبب عدم قدرته على تحريكه والتحكم به وثقل وزنه ما دفعه للتخلي عنه سريعا.

ويوضح أن فكرة تركيب طرف صناعي بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد كانت مفاجأة سعيدة له لما يتمتع به الطرف من إتاحة مجال لتحريكه والتحكم به كأنه أشبه بذراع طبيعي.

ويمسك أبو حمدة بسعادة بكأس ماء ويرفعه بسهولة بالطرف الصناعي الجديد، كما أنه يستعرض تحريكه بكل الاتجاهات ويصافح من يقابله بابتسامة دون الخجل من الاضطرار لاستخدام ذراعه اليسرى.

والطباعة الثلاثية الأبعاد هي أحد أشكال ما يعرف باسم (تكنولوجيا التصنيع بالإضافة)، بحيث يتم تكوين جسم ثلاثي الأبعاد بوضع طبقات رقيقة متتالية من مادة ما، فوق بعضها بعضا ما يتيح القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب، كما يمكن صناعة أجزاء من مواد متباينة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة.

وتستخدم تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد في المجال الطبي لصنع عدد من أجزاء الجسم، منها على سبيل المثال الذراعين والفك وعظام الفخذ، والأجهزة السمعية وغيرها.

وشهد العالم في الأعوام الأخيرة نموا هائلا لمجال الطباعة الثلاثية الأبعاد الذي دخل عدة مجالات آخرها المجال الطبي لما وفره من إمكانية صناعة أعضاء بشرية يمكن زرعها في جسم الإنسان.

ومعروف أن نجاح زراعة أي من الأعضاء الصناعية في الجسم مرتبط بعدة عوامل أهمها أن يكون مطابقا تماما للطرف الأصلي، وهو أمر كان أشبه مستحيلا قبل أن تحول تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد المستحيل إلى حقيقة.

ويقول رئيس القسم الصحي في جمعية السلامة الخيرية أحمد النجار لـ((شينخوا))، إنهم وجدوا في الأطراف الصناعية بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد مزايا هائلة تلائم مرحلة النمو لدى الأطفال الجرحى واحتياجاتهم.

ويوضح النجار، أن التقنية المذكورة للأطراف الصناعية لها فاعلية قياسية كونها تسهل على الجرحى القيام بمهام متنوعة وقضاء حاجاتهم، كما أنها تتم بتكلفة مالية بسيطة مقارنة بالأطراف الصناعية العادية.

وكانت الجمعية الخيرية التي تأسست في العام 2004 ويقول مسئولها، إنها تخدم نحو 19 ألف جريح، تعاونت في هذا المشروع مع مهندس فلسطيني يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع النجاح الأولي للمشروع، بحسب القائمين عليه، فإن الجمعية تتطلع إلى إتاحة المجال لاستفادة عدد أكبر من جرحى قطاع غزة بتركيب أطراف صناعية بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد.

إذ يعد مثل هذا المشروع أمرا ملحا جدا في قطاع غزة الذي تسجل إحصائيات رسمية فيه وجود ما يزيد عن 25 ألف جريح خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

ويشتكى النجار من عدم إمكانية تصنيع الأطراف الصناعية بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد في قطاع غزة، إذ تضطر الجمعية إلى جلبها جاهزة من الخارج بسبب حظر إسرائيل إدخال جهاز الطابعة الخاص بالتقنية إلى القطاع.

لكن النجار يؤكد سعي الجمعية وبالتعاون مع المؤسسات المعنية إلى تطوير المشروع في المستقبل القريب عبر زيادة أعداد الجرحى المستفيدين عبر استيراد الأطراف جاهزة، وذلك بعد إتمام دراسة جدواه للمستفيدين حاليا.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号