23 يوليو 2025 / شبكة الصين / أعلنت السلطات السورية في 19 يوليو الجاري وقفا فوريا وشاملا لإطلاق النار في السويداء، عقب اشتباكات عنيفة ومتواصلة بين عشائر البدو ومسلحين دروز. وقال مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل وسوريا قد توصلتا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار. وقبل ذلك، اندلعت اشتباكات بين ومسلحين دروز وقوات الأمن السورية بعد دخول الأخيرة جنوبي البلاد، وسرعان ما تدخلت إسرائيل بذريعة "حماية الدروز". وأشار محللون إلى أن هدنة السويداء جاءت نتيجة تنازلات متبادلة بين الأطراف، وخلفها حسابات متشعبة.

وكانت إسرائيل قد شنت عمليات عسكرية على أهداف داخل العاصمة دمشق، بهدف الضغط على النظام السوري. ويرى نيو شين تشون، الرئيس التنفيذي للمعهد الصيني للدراسات العربية بجامعة نينغشيا، أن إسرائيل تأمل في أن تبقى سوريا ضعيفة ومفتتة، فخلال اشتباكات السويداء، شنت إسرائيل غارات جوية بهدف الضغط على النظام السوري، لكنها فشلت في هزيمة عشائر البدو عبر هذا النهج، كما أن إسرائيل لا ترغب في التدخل بقوة عبر إرسال قوات برية.

وأشارت تحليلات إلى أن إسرائيل نجحت في تحقيق أهدافها المتمثلة في ردع النظام السوري وإبقاء سوريا مفككة. إلا أنها تراجعت عما وصفته بـ"الخط الأحمر" بشأن منع القوات التابعة للنظام السوري من دخول جنوبي البلاد، مقدمة تنازلات.

وزادت هذه الاشتباكات من زعزعة استقرار الوضع في سوريا. ونوه نيو إلى أن تدخل النظام السوري في صراع السويداء يهدف إلى تحقيق السيطرة الفعلية على هذه المحافظة وتسوية قضية الدروز المسلحين. إلا أن التدخل الإسرائيلي القوي أحبط أهداف النظام السوري.

وتكبدت كل من عشائر البدو والفصائل الدرزية المسلحة خسائر فادحة، ودخلت محافظة السويداء في أزمة إنسانية خطيرة. فبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان في 19 يوليو الجاري، أسفرت الاشتباكات المسلحة والغارات الجوية الإسرائيلية في السويداء عن مقتل 940 شخصا منذ 13 الشهر الجاري. وأكدت المنظمة الدولية للهجرة في 18 يوليو الجاري أن الاشتباكات تسببت في نزوح أكثر من 79 ألف نسمة، وفاقمت مشكلة نقص الغذاء والوقود والمياه في السويداء. وأفادت مصادر إعلامية سورية بأن الاشتباكات قد توقفت في بعض الشوارع والأحياء بالسويداء، إلا أن تبادل إطلاق النار مازال مستمرا بين عشائر البدو والمسلحين الدروز في بعض النقاط داخل المحافظة.

وكشفت السلطات السورية في 19 يوليو الجاري أن الهدنة سيتم تحقيقها على ثلاث مراحل: أولا، فصل الأطراف المتحاربة ودفع إطلاق سراح المعتقلين. ثانيا، إيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية في أسرع وقت. ثالثا، إعادة بناء مؤسسات الدولة ونشر قوات الأمن في محافظة السويداء.

وأشار محللون إلى أن مدى فعالية تنفيذ الهدنة لا يزال موضع مراقبة، خاصة أن تنفيذ المرحلة الثالثة أمر غير سهل، حيث لم تتوصل السلطات السورية والفصائل الدرزية إلى اتفاق بشأن الشؤون المعنية خلال الشهور الماضية، في حين أن موقف إسرائيل يزيد من تعقيد الوضع ويجعل التوصل إلى حل أكثر صعوبة.