share
arabic.china.org.cn | 27. 06. 2025

الصراع الإيراني الإسرائيلي.. هدنة هشة في ظل التهديدات والمخاوف

arabic.china.org.cn / 14:59:52 2025-06-27

27 يونيو 2025 / شبكة الصين / أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 24 يونيو الجاري أن إسرائيل وإيران قد توصلا إلى اتفاق بشأن "هدنة شاملة". ولكن الجانبين الإيراني الإسرائيلي تبادلا الاتهامات بخرق الاتفاق وشن ضربات معادية، ما يبرز هشاشة اتفاق الهدنة.

ويرى خبراء أن إيران وإسرائيل تكبدتا خسائر جسيمة خلال الصراع الذي دام لأكثر من 10 أيام، وعجزتا عن الصمود في حرب طويلة الأمد. كما أن الولايات المتحدة، رغم انخراطها المباشر في الصراع، لا تنوي الوقوع في مستنقع الحرب. لذلك، أصبحت الهدنة خيارا مطروحا يتفق مع اعتبارات جوانب الصراع الثلاثة. ومع ذلك، لا تعني الهدنة حلا نهائيا للملف النووي الإيراني، ومازال أفق الهدنة بين الجانبين غامضا.

اعتبارات متباينة بين طهران وتل أبيب وواشنطن

يرى خبراء أن الدول الثلاث تختلف اعتباراتها بشأن وقف إطلاق النار. فخلال الجولة الحالية من الصراع، تلقت إيران ضربات موجعة لقدرتها العسكرية ومنشآتها النووية، ومقتل عدد من قادتها العسكريين، ودمار بعض المعدات العسكرية الحيوية وقدرتها على إنتاجها. ويعتبر المحللون أن إيران لا تمتلك قدرة على مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل معا لمدة طويلة.

وفي الوقت نفسه، فقد خلفت الصراع المستمر تداعيات سلبية على استقرار السياسة الإيرانية. وقال العميد التنفيذي للمعهد الصيني للدراسات العربية في جامعة نينغشيا، نيو شين تشون، إن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر في 23 يونيو الجاري يمثل ردا على الضربات العسكرية الأمريكية إلى حد ما، وقبولها اتفاق الهدنة بعد ذلك يساعد في الحفاظ على استقرار نظامها ومجتمعها.

ومن جانب إسرائيل، فقد شهدت تل أبيب خسائر متكررة لحقت ببنيتها الأساسية وسط هلع وسخط جماهيري متزايد بعد اختراق الصواريخ الإيرانية نظام القبة الحديدية. وحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" في 17 يونيو الجاري، فإن نظام إسرائيل للدفاع الجوي أصبح عاجزا عن الصمود لمدة تتراوح بين 10 و12 يوما فقط بسبب الضغط المكثف والتراكمي.

أما الولايات المتحدة فلا تزال تنتهج إستراتيجية متمثلة في الانسحاب من الشرق الأوسط وتتجنب الوقوع في حرب طويلة الأمد مع إيران على وجه العموم. علاوة على ذلك، فقد أثار القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية استياء معسكر "ماغا" داخل الحزب الجمهوري.

ويعتقد أستاذ معهد دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، ليو تشونغ مينغ، أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية الناجمة عن القصف الأمريكي ضمن بنك الأهداف الأمريكية والإسرائيلية. ومن جهة أخرى، لم تشهد القدرة النووية الإيرانية دمارا كاملا، لذلك من السابق لأوانه القول إن إيران قد خسرت الحرب تماما.

وقال علي فرزاد، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية "بات لكل جانب من الدول الثلاث روايته الخاصة الآن، فيمكن للولايات المتحدة أن تزعم بأنها أحبطت البرنامج النووي الإيراني، وبإمكان حكومة إسرائيل أن تدعي أنها أضعفت عدوها الرئيسي، بينما نجحت إيران في صد قوة عسكرية أقوى منها بكثير".

غموض يكتنف أفق الهدنة بين إيران وإسرائيل

ترى وسائل إعلامية وخبراء أن أسس الهدنة بين إيران وإسرائيل غير مستقرة، رغم قبول الجانبين لها، فما زال أمد استمرار الهدنة غامضا.

وأوضحت مقالة تحليلية لوكالة رويترز أن هناك العديد من التساؤلات حول التفاصيل المحددة لاتفاق الهدنة بين إسرائيل وإيران، ففي ظل هذه القضايا العالقة، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان اتفاق الهدنة سيدخل حيز التنفيذ فعلاً بين هذين "العدوين اللدودين".

وأشار نيوو شين شون إلى أنه بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، فرغم تدمير المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن قضايا مثل كيفية التعامل مع المواد النووية الإيرانية، وما إذا كانت إيران لا تزال قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصب، وما إذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستعود إلى إيران للتفتيش، لا تزال جميعها غير محسومة، وكلها تتطلب تسويتها عبر المفاوضات.

القضية الجوهرية أصبحت أكثر تعقيدا

يرى خبراء أن الملف النووي الإيراني لم يٌحسم بعد، رغم توصل كل من إسرائيل وإيران إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار. وقد يصبح أفق هذا الملف أكثر غموضا بسبب الصراع.

وقال راجان مينون، الأستاذ الفخري في كلية مدينة نيويورك، إن إدارة ترامب قد تفترض من جانب واحد أن إيران، بعد إضعاف قوتها، ستلجأ إلى طاولة المفاوضات، و"لكن إيران، من أجل الحفاظ على استقرار نظامها، لا بد لها أن تُظهر قدرتها على السيطرة على مجريات الأمور، بدلا من الاستسلام أمام الضغوط الخارجية".

وذكرت قناة "آسيا نيوز" السنغافورية في تحليل لها أن إيران، بعد هذه الجولة من الصراع العسكري، من المرجح أن ترتفع عزيمتها على المضي قدماً في تطوير سلاح نووي.

ونوه ليو تشونغ مينغ، إلى أن الولايات المتحدة قد فقدت مصداقيتها أمام إيران، إذ سعى ترامب في ولايته الأولى إلى الانسحاب من الاتفاق النووي، وأعلن خوض مفاوضات معها في ولايتها الثانية، كما أنه غيّر موقفه وعزز التنسيق مع إسرائيل لتوجيه ضربة ضد إيران، وستصبح المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة أصعب في المستقبل. وفي الوقت نفسه، لن تتخلي إيران عن برنامجها النووي بسهولة بناء على رغبتها في صون سلطتها، لذا ستتواصل العداوة والمواجهة بين إيران وإسرائيل.

وقال آدم وينشتاين، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، إن أي اتفاق هدنة يتم التوصل إليه في ظل التهديدات والمخاوف سيكون "هشّاً وقصير الأمد".


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号