share
arabic.china.org.cn | 25. 06. 2025

بعد انخراط الولايات المتحدة في الصراع.. إلى أين يتجه الشرق الأوسط

arabic.china.org.cn / 16:46:06 2025-06-25

بقلم تشو تشاو يي*

25 يونيو 2025 / شبكة الصين / وجهت الولايات المتحدة "ضربات دقيقة" لثلاثة مواقع نووية داخل الأراضي الإيرانية، مما يشير إلى تصعيد المواجهة الأمريكية الإيرانية من الصراع خلف الكواليس إلى الاشتباك العسكري العلني. وكشفت عملية "مطرقة منتصف الليل" العسكرية حقيقة الانخراط الأمريكي في الصراع بين إيران وإسرائيل في وقت مبكر، مما يدفع الوضع في الشرق الأوسط إلى توسيع رقعة الحرب.

وفي ظل الوضع الخطير الذي تشهد إيران بعد تعرضها للضربة الأمريكية، عقد البرلمان الإيراني اجتماعا طارئا أجاز فيه مشروع قرار يفوض الحكومة بغلق مضيق هرمز عند الضرورة. ونظرا لأن حوالي 20% من الطلب العالمي اليومي على النفط، أي نحو 20 مليون برميل، يمر عبر مضيق هرمز، فقد ارتفعت أسعار النفط إلى ما فوق 90 دولار للبرميل.

وإذا تم غلق هذا الممر الحيوي، فقد يتسبب ذلك في صدمة مفاجئة كبيرة لسوق الطاقة الأمريكية خلال فترة قصيرة، مما يعزز من قدرة إيران على الرد على القصف الأمريكي إلى حد معين. إلا أن إيران، التي تعتمد على هذا الممر لتصدير 80% من نفطها إلى الخارج، فقد تواجه أزمة اقتصادية متفاقمة نتيجة للانخفاض الحاد في إيراداتها من صادرات النفط، في حال اتجهت إلى غلق مضيق هرمز لفترة طويلة.

وكشف عضو لجنة الأمن التابعة للبرلمان الإيراني، إسماعيل كوساري، أن الحكومة الإيرانية تدرس خطة لتحقيق "غلق انتقائي"، مثل تقييد مرور ناقلات النفط التابعة لدول معينة. ومن خلال تكتيك "الردع الهامشي" هذا، لا تفرض إيران ضغطا على الولايات المتحدة فحسب، بل تتجنب كذلك قطع شريان حياة اقتصادها. وأكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في 20 يونيو الجاري أن بلاده لن تستسلم. لكن مع عدم توضيح ما إذا كانت إيران ستغلق مضيق هرمز أم لا، أظهر أن الجانب الإيراني لا يزال يقيّم ردود الفعل الدولية.

وتسببت العملية العسكرية الأمريكية ضد طهران في تحطيم التوازنات بين واشنطن وطهران، بل ودفعت الصراع إلى مرحلة جديدة غير قابلة للتنبؤ. ولا تمثل الأولوية القصوى للحكومة الإيرانية تنفيذ ضربات مضادة فحسب، بل إنهاء الصراع من خلال النهج الدبلوماسي وتجنب إثارة مزيد من المواجهات العسكرية والاضطرابات السياسية الداخلية. ويتعين على الحكومة الإيرانية إيجاد توازن بين الدفاع عن سيادتها الوطنية وتجنب تصعيد المواجهة العسكرية.

وعلى مدى الأسابيع المقبلة، تظل حالة الملاحة عند مضيق هرمز، وقدرة إيران على إصلاح منشآتها النووية، ومستوى الدعم الدولي لإيران، مؤشرات رئيسية لتحديد مسار الصراع. ولم تعد هذه الأزمة تتعلق بمصير كل من إيران وإسرائيل فحسب، بل قد تسهم أيضا في إعادة هيكلة معادلة الطاقة العالمية والعلاقات بين الدول الكبرى.

*المدير التنفيذي لمعهد دراسات الشرق الأوسط التابع لكلية إدارة الأعمال HSBC بجامعة بكين


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号