share
arabic.china.org.cn | 14. 02. 2025

الغارة الإسرائيلية الأخيرة على غزة تلقي بظلال كثيفة على آفاق السلام

arabic.china.org.cn / 15:58:31 2025-02-14


14 فبراير 2025 / شبكة الصين / تواجه عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط تحديات خطيرة، فيما يشهد وضع المنطقة مرحلة حاسمة. وفي الوقت الراهن، تجري مفاوضات لتثبيت وقف إطلاق النار، في ظل التحديات الناجمة عن تعقد المشهد السياسي والضغوط الخارجية. ففي الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي جهودا لتعزيز فرص السلام، أدلى قادة الولايات المتحدة بتصريحات تشوش على عملية السلام مثل "الاستحواذ الأمريكي على غزة" و"تهجير الفلسطينيين بشكل دائم"، ما يلقى بظلال كثيفة على آفاق السلام.

وأعلنت حركة حماس في 10 فبراير الجاري عن تأجيل إطلاق سراح الأسري الذين من المقرر الإفراج عنهم غدا السبت، بسبب خرق الجانب الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار. ولم تحاول الولايات المتحدة تخفيف حدة الوضع، بل هددت بوقف العمل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، متوعدة بفتح أبواب "الحجيم" أمام حماس.

وعلى الجانب الآخر، غيّر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو موقفه بشكل مفاجئ بعد عودته من الولايات المتحدة، حيث تعمد تجنب الحديث عن وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه عاد من الولايات المتحدة بخطة جديدة بشأن غزة، وتوصل مع الإدارة الأمريكية إلى إتفاق حول جميع أهدافها، والتي شملت استئصال حماس وضمان عدم تشكيل غزة تهديدا في المستقبل.

وليس من الصعب أن نرجع الموقف الإسرائيلي القوي إلى الدعم الكامل من الولايات المتحدة، وكذلك السبب الرئيسي وراء تفاقم الوضع في فلسطين بشكل مفاجئ إلى الولايات المتحدة.

إن توعد وتهديد الولايات المتحدة وإسرائيل وتصرفاتهما تُعرِّض اتفاق إطلاق النار الذي لم يمض عليه إلا أقل من شهر لخطر داهم، ويثير مخاوف شديدة في المجتمع الدولي بشأن استئناف الحرب.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تغريدة ضرورة تجنب استئناف الأعمال العدائية في غزة بأي ثمن، وإلا فسوف يتسبب ذلك في مأساة كبيرة. ويرى عدد كبير من الخبراء العرب أن هذه الفكرة تعارض الإنسانية.

إن تدخل الولايات المتحدة الوحشي وانحيازها الأعمى لا يتسبب إلا في تصعيد الصراعات ودفع مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي إلى طريق مسدود، ولا يعود بأي فائدة أو مساعدة على السلام بالشرق الأوسط.

وبحسب إحصاءات، فقد تسببت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مقتل أكثر من 48 ألفا وإصابة أكثر من 110 آلاف، وتُعرض عشرات الآلاف للجوع والمرض.

إن المتضررين من الفوضى والحرب، سواء من الجانب الفلسطيني في غزة أو الجانب الإسرائيلي، يتوقون إلى السلام. فلا فائز في الحرب، التي لن تجلب إلا الحقد والمزيد من القتلى والمصابين. ومثلما روى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في ديوانه "أما الهزيمة فإنها لفظة يتيمة.. لكنَّ المحارب الفرد ليس جندياً بحضرة من يُحبُّ أمَّا القتلى من الجانبين، فلا يدركون إلّا متأخرين، أن لهم عدواً مشتركاً هو: الموت".


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号