arabic.china.org.cn | 08. 02. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
8 فبراير 2025 / شبكة الصين / زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة، وأن الأخيرة مستعدة للاستحواذ الدائم على القطاع. كما اقترح تهجير سكان القطاع وإعادة توطينهم في مكان آخر.
ولاقت تصريحات ترامب انتقادات واسعة شديدة فور طرحها. وساد المجتمع الدولي اعتقاد بأن الخطوة الأمريكية تنتهك القانون الدولي بشكل سافر وتظهر جليا التجاهل الأمريكي للحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني، ومن شأنها أن تقوض السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل خطير.
وزعم مسؤولون أمريكيون بأن هذه الخطوة عمل إنساني، مبررين أن الظروف في غزة غير صالحة للعيش. ولكن يعوز هذا التبرير أدنى قدر من التعاطف مع ما يعانيه الشعب الفلسطيني من شقاء وآلام.
ومنذ قيام دولة إسرائيل واشتعال حرب 1948، اُضطر مئات آلاف الفلسطينيين إلى الفرار من ديارهم، ووُصفت هذه الفترة من التاريخ بـ"النكبة الكبرى". وتجعل الذاكرة التاريخية هذه الفلسطينيين حذرين ورافضين لمغادرة موطنهم.
ومنذ اشتعال الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دُمر عدد كبير من المرافق المدنية العامة في غزة، وشرد السكان. ورغم ذلك، مازال مئات الآلاف من الفلسطينيين يختارون العودة إلى منازلهم المهدمة بعد وقف إطلاق النار، وبدء إعادة بناء حياتهم على الأنقاض.
وقال السفير رياض منصور المندوب المراقب لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة إن "الوطن هو الوطن" والشعب الفلسطيني اختار العودة إليه.
وأشار تقرير لشبكة الجزيرة الإخبارية إلى أن الولايات المتحدة، بوصفها أكبر داعم لإسرائيل، تواصل تقديم كمية كبيرة من المساعدات العسكرية بعد تصاعد التوترات، كما أنها أكبر مساعد في تدمير منازل الشعب الفلسطيني، لكنها تحاول لعب دور في إيواء الشعب الفلسطيني ما يجعل الأمر مثير للسخرية.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن اقتراح "الاستحواذ الأمريكي على غزة" يأتي لتلبية احتياجات ناجمة عن الصراعات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، في محاولة لإجبار الشعب الفلسطيني على تقديم تنازلات في ملف الأراضي من خلال منح "فوائد وهمية".
ويرى ويل ويكسلر، المدير الأول لبرنامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، أن القادة الأميركيين يستخدمون المواقف المتطرفة كورقة مساومة، وتخالف استراتيجية الهيمنة هذه الأعراف الدولية، ومن الطبيعي أن تلقي مقاطعة جماعية.
ولقيت تصريحات الرئيس الأمريكي فور الإدلاء بها استنكارا واسع النطاق من المجتمع الدولي، وخاصة الدول العربية، حيث أصدرت مصر والسعودية وقطر والإمارات وغيرها من الدول العربية بيانات على التوالي، تؤكد معارضتها لتهجير الفلسطينيين أو الحض على تهجيرهم من أراضيهم بأي شكل وتحت أي ذريعة. كما أعربت دول أوروبية بشكل واضح عن معارضتها لتصريحات الجانب الأمريكي.
وحتى في الداخل الأمريكي، لقيت التصريحات بشأن "تطهير غزة" انتقادات شديدة. ويرى السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين من ماريلاند أن الأمر بمثابة تطهير عرقي تحت مسمى آخر. كما أكد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في بيان له أن تلك الخطوة من شأنها إثارة صراعات واسعة النطاق، و"دق المسمار الأخير" في نعش القانون الدولي، وتدمير الصورة الدولية للولايات المتحدة التي لم يبقى شيء يستحق الذكر من إيجابياتها. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الخطوة "أعادت فتح صندوق باندورا الجيوسياسي".
وبعد المعاناة من نيران الحرب، يحتاج قطاع غزة حاليا إلى تقديم دول العالم مساعدات إنسانية والمساهمة في إعادة الإعمار، بدلا من زيادة الوضع سوءا. وقد أجمع المجتمع الدولي على أن "حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين" مبدأ مهم لا بد من التمسك به في إدارة غزة بعد الحرب، ويُعتبر تنفيذ حل الدولتين بمثابة المخرج الأساسي لتسوية القضية الفلسطينية.
ويعتبر قطاع غزة وطنا لنحو مليوني فلسطيني، وهو جزء لا يتجزأ عن الأراضي الفلسطينية، ولا يجوز أن يصبح ضحية لقانون الغاب ويهوي ليكون ورقة مساومة سياسية.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |