arabic.china.org.cn | 24. 09. 2024 |
24 سبتمبر 2024 / شبكة الصين / استهدف حزب الله اللبناني في 22 سبتمبر الجاري قاعدة "رمات ديفيد" الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي التي تضم مطارا عسكريا بعشرات من الصواريخ، وقال في بيان إن ذلك يمثل ردا على الهجمات الإسرائيلية على لبنان.
وأشار محللون إلى أنه في ظل تصاعد التوتر، وسعت إسرائيل هجومها على حزب الله، ورد الأخير بعمليات عسكرية. ولأن هذا التصعيد مرتبط بشكل وثيق بالوضع في قطاع غزة، فعلى إسرائيل وقف عملياتها العسكرية بالقطاع في أسرع وقت ممكن، وتجنب التصعيد مع حزب الله اللبناني، لدرء انزلاق الوضع إلى حرب شامل.
حزب الله اللبناني يتعرض للجهوم
تسببت حوادث تفجير أجهزة النداء "بيجر" التي استهدفت أعضاء حزب الله بلبنان في 17 و18 سبتمبر الجاري، في مقتل 37 شخصا وإصابة 2931 أخرين. واتهمت الخارجية اللبنانية إسرائيل بتنفيذ الهجمات. وأدلى الأمين العام لحزب الله اللبناني بتصريحات قال فيها إن إسرائيل تجاوزت كل القوانين والضوابط والخطوط الحمراء، وكان الهجوم بمثابة إعلان حرب.
ونفذت إسرائيل في 20 سبتمبر الجاري غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى مقتل 31 شخصا على الأقل. كما شنت غارات جوية واسعة النطاق مجددا على جنوبي لبنان في 21 سبتمبر الجاري.
ورد حزب الله بمجموعة هجمات، واستهدف في 22 سبتمبر الجاري قاعدة "رمات ديفيد" الجوية شمالي إسرائيل. وبحسب تقرير إخباري نشرته قناة الجزيرة، فإن هذه المرة الأولى التي يشن فيها حزب الله هجوما بالصواريخ على قاعدة "رمات ديفيد" الجوية، أحد أهم ثلاث قواعد جوية رئيسية في إسرائيل، وكذلك أبعد ضربة عسكرية في الداخل الإسرائيلي.
ونوه محللون إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتتالية ألحقت خسارة فادحة بلبنان، وتسببت في هجمات انتقامية من قبل حزب الله، الذي يسعى إلى إعادة ترسيخ هيبته داخليا من خلال الرد القوي.
وقالت جريدة "الشرق" اللبنانية إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن إصابة آلاف، كما تسببت في أضرار نفسية كبيرة للشعب اللبناني. ويحتاج حزب الله اللبناني إلى رد قوي، وإلا، فسوف يشهد الجنوب اللبناني هجمات إسرائيلية أكثر كثافة.
إسرائيل تعدل إستراتيجيتها نحو لبنان
أعرب مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة أن حزب الله هدف رئيسي. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في 18 سبتمبر الجاري إن الحرب تمر حاليا بمرحلة جديدة، بعد خوض الجيش الإسرائيلي معارك متواصلة لعدة أشهر، وسيحول مركز ثقله إلى شمالي البلاد.
ويرى محللون أن التحرك الإسرائيلي لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله، لا يهدف إلى التصدي لتهديدات حزب الله على الحدود الإسرائيلية فحسب، بل إلى تشكيل نوع من الردع لحزب الله، وبالتالي أخذ زمام المبادرة في الاشتباكات المحتملة فيما بعد.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد البحوث العربية الصينية التابع لجامعة نينغشيا، نيو شين تشون، إن التحركات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة أظهرت أنها حولت مركز ثقل عملياتها العسكرية من غزة إلى الحدود مع لبنان، وأدرجت حزب الله على رأس أهدافها بشكل واضح، بهدف إجبار الحزب على التوقف عن مهاجمة إسرائيل.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن التكتيك الذي تستخدمه الحكومة خلال عملياتها العسكرية على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية تحول من الدفاع إلى المبادرة بالهجوم، والسبب يكمن في قلق إسرائيل من قدرات حزب الله العسكرية المتنامية وتهديداته، مضيفة أن إسرائيل قد تبحث إنشاء منطقة عازلة على المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان، سعيا لاحتواء أنشطة حزب الله.
ويواجه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضغوطا سياسيا داخليا، وهو ما يضيف سببا آخر لتحول تكتيكات إسرائيل العسكرية لتصبح أكثر هجوما. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلا عن دبلوماسي إسرائيلي إن نتنياهو يرغب في تمديد الحرب، إذ إن أجواء الحرب تسهم في الحفاظ على دعم قوى اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحاكم.
مخاطر اندلاع حرب شاملة محدودة
أشار محللون إلى أن الوضع في الأيام الأخيرة أظهر تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ولكن الجانبين قلقان من اندلاع حرب شاملة.
ويرى نيو شين تشون أن حزب الله كثف هجماته على شمالي إسرائيلي، ولكنها لم توقع خسائر فادحة، وأظهر ذلك أن الحزب لا يعتزم خوض صراع مفتوح مع إسرائيل. ويعتقد محللون أن حزب الله في حاجة إلى وقت للتعافي من الضربات الإسرائيلية الأخيرة، لذلك لم يُصعّد هجماته.
وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن شن حرب شاملة على حزب الله له مخاطر هائلة. وقال مايكل ميلستين، مسؤول المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية قد جرت بلاده إلى "حرب استنزاف"، وتصعيد الصراع ليصبح حرب شامل، في حال الافتقار إلى أهداف إستراتيجية واضحة، سوف يجعل إسرائيل تدفع ثمنا باهظا، وسيفاقم الخلاف بينها وبين حلفائها، مؤكدا أن ذلك سيكون وضعا كارثيا.
ويرى دينغ لونغ، أستاذ مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، أن إسرائيل لا ترغب في المخاطرة بشن حرب شاملة مع حزب الله، خصوصا الاجتياح البري الذي قد يجلب خسائر فادحة. لذلك، منحت الأولوية لشن ضربات جوية مكثفة لما تمتلكه من تفوق جوي.
وفي الوقت الراهن، مازالت إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في غزة، وتعلقت المفاوضات بينها وبين حماس بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين. ونوه محللون إلى أن حزب الله لن يتوقف عن استهداف إسرائيل طالما واصلت عملياتها العسكرية في غزة، وتحقيق وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الأساسي لتهدئة حدة التوتر في المنطقة.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |