الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تدفق عشرات الملايين من المهاجرين مع انطلاق موسم السفر لعيد الربيع الصيني
بكين 20 يناير 2012 (شينخوا) انطلقت ذروة موسم السفر لعيد الربيع مؤخرا في الصين مع تدفق عشرات الملايين من الركاب، ومعظمهم من العمال المهاجرين وطلاب الجامعات، ضمن اكبر حركة هجرة موسمية في العالم .
ويختار معظم المهاجرين الريفيين القطارات للعودة إلى مسقط رؤوسهم ، حيث ان خدمات القطارات أرخص بكثير من خدمات النقل الاخرى ، وتعزو العودة إلى مسقط الرأس جراء ان الكثيرين يعودون إلى بلداتهم مرة واحدة في السنة، في حين ان البعض يعود مرة واحدة فقط كل عدة سنوات.
وفي محطة سكة الحديد في شينينغ، حاضرة مقاطعة تشينغهاي في شمال غربي البلاد ، رفع لوه لي رونغ، عامل مهاجر، رأسه بين الحين والآخر لإلقاء نظرة على لوحة الاخطار لصعود القطارات.
" بعد عام كامل من العمل الشاق بعيدا عن المنزل، يمكنني ان أعود إلى بيتي وإلى طفلي أخيرا"، حسبما قال لوه قبل موعد الصعود المحدد بساعة واحدة. " لا استطيع التظاهر بأني لست في عجلة ".
ويصادف عيد الربيع، أو السنة القمرية الجديدة في الصين، يوم 23 يناير من العام الحالي ، وهو من أهم الاعياد الصينية التقليدية للم شمل الأسر .
ومن المتوقع ان يبلغ اجمالي عدد الركاب 3.16 مليار شخص/ مرة خلال ذروة الموسم الممتد 40 يوما ، المعروف بإسم " تشون يون " ( النقل لعيد الربيع) في الصين، بزيادة 9.1 في المئة عن العام السابق، وفقا للجنة الدولة للتنمية والاصلاح .
وستنقل السكك الحديدية الصينية وحدها 235 مليون راكب خلال تلك الفترة، وفق ما قالته وزارة سكك الحديد .
وقال ليو تيه نان، نائب رئيس لجنة الدولة للتنمية والاصلاح ، اعلى هيئة للتخطيط الاقتصادي في البلاد ، ان آفاق نقل الركاب خلال تلك الفترة ليست متفائلة بسبب تجاوز الطلب الضخم على السفر قدرات النقل الراهنة .
وحذر ليو من احتمال سقوط الثلوج الكثيفة والامطار الجليدية التي يمكن ان تعوق السفر في حين تعهد ببذل المزيد من الجهود لتجنب كوارث السفر الاخرى ، مثل ما وقع في اوائل عام 2008 حيث تساقطت الثلوج بكثافة والامطار الجليدية التي لم يسبق لها مثيل في جنوب البلاد ، الامر الذي أدى إلى توقف حركة المرور خلال ذروة موسم المرور في العطلات .
وللتعامل بشكل أفضل مع حركة المرور المزدحمة لهذه السنة، زادت هيئات السكك الحديدية وشركات الحافلات العامة وشركات الطيران في جميع انحاء البلاد من قدراتها للنقل .
وقالت هيئة تنظيم الطيران المدني الصيني مؤخرا ان اجراءات تفضيلية منحت لشركات الطيران المحلية لزيادة 14000 رحلة جوية لمواكبة التدفق الهائل للركاب .
وكانت سلطات السكك الحديدية عانت لوقت طويل من الضغوط لزيادة قدرة النقل وتحسين خدمات حجز التذاكر، حيث وجد الكثير من المواطنين ان حجز التذاكر صعب للغاية خلال الاعياد الرئيسية.
ويعمل حوالي 4100 قطار كل يوم خلال الفترة التي يتدفق فيها الركاب في عيد الربيع في العام الحالي، بزيادة 260 قطارا مقارنة مع العام المنصرم، على ما قاله هو يا دونغ، نائب وزير سكك الحديد .
وبدأت وزارة سكك الحديد في السماح للركاب بحجز التذاكر عبر الانترنت أو عبر الهواتف في أواخر العام المنصرم من أجل تخفيف حدة التوتر في شراء التذاكر.
وخلال الاعياد الكبرى في الماضي، كان الناس ينتظرون لساعات في صفوف طويلة قبل الوصول إلى شباك التذاكر، ليكتشفوا عدم وجود تذاكر متبقية . ويضطر الكثيرون إلى دفع مبالغ اضافية لشراء التذاكر من السماسرة.
ومع ذلك، فإن الخدمات الجديدة لحجز التذاكر ليست فعالة كما هو متوقع، واشتكى العديد من الناس من التعطل المتواتر لموقع حجز التذاكر على الانترنت بسبب الطلب الضخم على السفر، ولا يمكن التوصل إلى خدمات الهاتف بسهولة، الامر الذي يحث الوزارة على ضرورة تحسين خدمات الحجز.
وتواجه خدمات الحجز الجديدة انتقادات من العمال المهاجرين الريفيين وكبار السن من المواطنين في المدن ايضا، بسبب ان الكثير منهم لا يستخدمون الانترنت أو الخدمات المصرفية عبر الانترنت واللازمة لدفع قيمة تذاكر القطارات.
ولكن هناك اخبار جيدة ايضا، فقد تم كبح جماح اعمال السماسرة المتطرفة بشكل افضل جراء ادخال سلطات السكك الحديدية نظام شراء التذكرة بالإسم الحقيقي في انحاء البلاد لأول مرة خلال هذه الفترة.
وينبغي فحص بطاقات الهوية لجميع الركاب قبل الصعود الى القطارات للتحقق من شرائهم للتذاكر ببطاقات الهوية الخاصة بهم .
" للحد من اعمال السماسرة بشكل افضل، لدينا حاجة ملحة إلى فحوص صارمة عند الصعود للقطارات "، على ما قاله قو هونغ تشيونغ، الضابط بشرطة السكك الحديدية في شانغهاي .
" بفضل نظام الإسم الحقيقي، هناك عدد قليل من السماسرة لشراء التذاكر في الوقت الراهن"، على ما قاله لي تشنغ شياو، الذي كان يصطف لشراء التذاكر في محطة سكة الحديد في لاسا بالتبت.
وقال هذا المهاجر القادم من مقاطعة سيتشوان انه اشترى تذكرة من سمسار في العام الماضي، " لقد اتصلت بسمسار هذا العام، لكنه قال لي انه لم يعد في استطاعته الحصول على تذاكر بسبب نظام الإسم الحقيقي".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |