الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: "ثورة خضراء" فى "مدينة حمراء"


يانآن، شنشى 4 سبتمبر2010 (شينخوا) يشعرما تشي باو بالسعادة حينما ينظر ويرى الخضرة امام بيته.

وهو يشير الى الاشجار التى نمت فوق هضبة اللويس (التراب الدقيق) يقول ما، البالغ من العمر قرابة 50 عاما " كان هذا المكان يوما تلا أجدب. والان انظر اليه كيف يزدهر".

وما هو احد القرويين من محافظة ووتشى، بمدينة يانآن، التى تعرف باسم " المهد الاحمر" للثورة الصينية قبل تاسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.

إن المدينة التى تقع فى مقاطعة شنشى، بشمال غربى الصين، أصبحت معروفة لدى العالم من خلال كتابات ادجار سنو، الصحفى الأمريكى الذى زارها فى ثلاثينيات القرن العشرين، وقابل ماو تسى تونغ، وكتب عن كل ذلك كتابه الشهير "النجم الاحمر فوق الصين".

ولكن اهالى محافظة ووتشى ظلوا يعانون طويلا من تعرية التربة، بسبب تلك الطبيعة المهلهلة للتربة فى اللويس، والتى تصاحبها امطار جارفة فى الصيف، وزراعة اكثر من اللازم يقوم بها المزارعون.

وكان ما يملك سبعة هكتارات من الارض المنحدرة، يزرعها قمحا، على الرغم من ان كمية المحصول كانت ضئيلة.

ويقول ما "لم نكن نحصل سوى على ما يتراوح بين 500 و600 كجم من الهكتار، وذلك ان التربة ليست مناسبة للزراعة."

وظل هذا الوضع قائما حتى عام 1998، حينما قرر هاو بياو، رئيس لجنة الحزب لمحافظة ووتشى فى ذلك الوقت، ان يعيد الارض المزروعة الى حالتها الاصلية، حينما كانت غابة مزروعة بالاشجار.

ويقول باى ون تينغ، نائب رئيس لجنة الحزب لمحافظة ووتشى ، والذى كان شاهدا على التغيير الذى حدث، "اعتقدنا أنه أحمق. لكنه اصر على تنفيذ ما قرره رغم كل الشكوك التى احاطت به من كل جانب".

وبعد مرور عام، قام تشو رونغ جى، رئيس مجلس الدولة الاسبق، بزيارة يانآن، ودعا الى خطة وطنية لتنفيذ ما تم فى تلك المنطقة من "سياسة اعادة التشجير". وفى ذلك الوقت، اصبحت ووتشى محافظة نموذجا رائدا فى سياسة التشجير، وعملت على تحويل 104 الاف هكتار من الاراضى المنحدرة الى اراضى خضراء مليئة بالاشجار فى عام 1999 ، وكل هذا كان يحدث فى وقت واحد.

ويقول ما ده مينغ، احد القرويين من قرية ماوان بمحافظة ووتشى "زراعة الاشجار اسهل كثيرا من زراعة المحاصيل".

ويكمل ما قائلا ان الشباب الان لديهم الحرية فى العمل بوسط المدينة، لان اباءهم يستطيعون ان يقوموا برعاية الاشجار، وبذلك يحصلون على دخل اكبر للاسرة، كما يحصلون على فواكه متنوعة.

ويضيف ما ان ابنه يدير شركة للنقل على الطرق فى المحافظة. وحينما سئل عما يحصل عليه ابنه من دخل كل عام، فانه رفض ان يقول اى شىء، واكتفى بالابتسام.

ويضيف ما ده مينغ ايضا ان القرويين يزرعون اشجارا تدر عليهم اموالا، مثل اشجار المشمش، والتفاح، والتى من السهل زراعتها فى مثل تلك التربة، كما انها مربحة من الناحية المادية.

ويتابع ما "نتلقى ايضا دعما حكوميا يقدر بحوالى 1000 يوان ( 146. 9 دولار امريكى) للشخص الواحد كل عام".

حتى عام 2009 ، قامت مدينة يانآن بتخصيص اكثر من ستة مليارات يوان كدعم حكومى لانشطة اعادة التشجير، تلقته من الحكومة المركزية على مدى السنوات العشر السابقة ، واسهم فى مساعدة اكثر من مليون مزارع.

وطبقا للاحصائيات الصادرة عن مكتب مدينة يانآن للتشجير، فانه بعد عمل استمرعلى مدار السنوات العشر الماضية ، استطاعت المدينة ان تزيد من المساحة المزروعة بالاشجار، او مساحة الغطاء العشبى، بمقدار 15 بالمائة.

وبالاضافة الى ذلك، ذكرت ادارة الدولة للتشجير ان اكثر من 276 مليون هكتار من اراضى زراعة المحاصيل قد تم تحويلها الى اراض لزراعة الاشجار فى الصين، وهو ما سوف يؤدى الى امتصاص تلك الاشجار لمليون طن من غاز ثانى اكسيد الكربون حينما تنمو الاشجار وتتحول الى غابات مزدهرة.

وقد انفقت الصين ما يزيد على 233 مليار يوان على سياسة اعادة التشجير فى البلاد، ما أثمر عن زيادة غطاء الاشجار بنسبة 3 بالمائة على مستوى انحاء البلاد، خلال الفترة من عام 1999 الى 2009.

ويقول وو لى جيون، نائب مدير ادارة الدولة للتشجير، ان الحكومة المركزية سوف تقوم بانفاق مبلغ اضافى يصل الى 200 مليار يوان من اجل الاستمرار فى سياسة التشجير.

 

شبكة الصين /6 سبتمبر 2010/





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :