الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخباري: تطورات القضية السورية تعمق أزمة اللاجئين لكنها ستدفع باتجاه تكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب
القاهرة 25 نوفمبر 2015 (شينخوا) رأى محللون مصريون اليوم (الأربعاء)، أن التطورات الأخيرة للأزمة السورية لاسيما ما يتعلق بانتشار الإرهاب، سوف تعمق أزمة اللاجئين الذين يتدفقون إلى الغرب، لكنها في المقابل ستدفع باتجاه تكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب.
وشهدت الأزمة السورية في الأيام الماضية سلسلة تطورات، آخرها إسقاط تركيا أمس (الثلاثاء) طائرة روسية من طراز "سو 24"، بزعم اختراقها مجالها الجوي، لكن موسكو ودمشق أكدتا أن الطائرة أُسقطت فوق الأراضي السورية أثناء عودتها من تنفيذ مهمة قتالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في خطوة أثارت توترا شديدا في العلاقات بين الجانبين.
كما أعلن داعش مسئوليته عن إسقاط طائرة روسية في سيناء، ونفذ أيضا سلسلة هجمات إرهابية في باريس، وعزاها جميعا إلى التدخل الروسي والفرنسي في سوريا.
ودعت روسيا عبر سفيرها في باريس الكسندر اورلوف إلى إقامة تحالف ضد داعش في سوريا يضم فرنسا وأمريكا ودول أخرى.
في الوقت ذاته، دفعت هجمات باريس والتهديدات الموجهة لبلجيكا عدد من دول الغرب لتشديد الإجراءات ضد اللاجئين السوريين، فيما أعلن رئيس الحكومة الفرنسية ايمانويل فالس أنه يتوجب على الاتحاد الاوروبي ان يقول إنه لم يعد من الممكن ان يستقبل المزيد من المهاجرين، وان يجد حلولا للذين يغادرون سوريا إلى الدول المجاورة.
وتبنت المفوضية الاوروبية أمس إطارا قانونيا لتمويل مساعدة من الاتحاد الاوروبي إلى تركيا، تهدف إلى لجم تدفق المهاجرين إلى اوروبا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد منصور رئيس مركز (دراسات المستقبل) بجامعة أسيوط، إن تداعيات التطورات الجديدة للأزمة السورية قد تكون في صالح الشرق الاوسط إذا أحرزت الضربات الجوية التي تنفذها روسيا وبعض الدول الغربية نتائج ضد الجماعات الارهابية في سوريا.
وأضاف منصور في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن فرنسا تعرضت لضربة قاصمة من خلال اعتداءات باريس واتخذت موقفا صارما من داعش في سوريا، وبريطانيا التي كانت تتخذ موقف المتفرج أعلنت أنها ستشارك في حملات جوية ضد داعش.
وتابع " إذا نجحت هذه الدول بالتنسيق مع روسيا في القضاء على داعش فإن ذلك يصب في مصلحة الدول التي تشهد إرهابا مثل العراق، أو الدول التي يمكن أن يتسلل إليها الارهاب مثل الأردن ولبنان ".
وأردف منصور إن القضاء على داعش والجماعات الإرهابية في سوريا يصب أيضا في صالح الحل السلمي للأزمة، فإخلاء سوريا من هذه الجماعات يهيئ الوضع لحل سلمي يجنب دمشق الاستمرار في هذه الحرب الدامية.
وواصل " لن نرى سلاما في سوريا طالما ظل الارهاب موجودا، والبديل لنظام الأسد أسوأ كثيرا مما هو قائم حاليا ".
ورأى منصور أن دخول روسيا في الحرب على داعش أعطى أملا للإبقاء على الدولة السورية بمؤسساتها وجيشها النظامي، الذي تستهدف الجماعات الإرهابية وبعض الدول انهياره.
ونوه بأن التدخل الروسي يعجل بالتوصل لحل سلمي للازمة السورية، لكن متى هذا الحل الله أعلم.
وعن أزمة اللاجئين السوريين، قال منصور إن التطورات الأخيرة لاسيما اعتداءات باريس سوف تضر باللاجئين، لاسيما أن الدول الغربية أصبح لديها تحفظات أكثر تمنع أو تقلل استقبالها للاجئين.
وأوضح أن دول الغرب ليست على استعداد لتغلغل عناصر من داعش بين اللاجيئن الذين يدخلون أراضيها، فهذه العناصر قنابل موقوتة ستنفجر في أي لحظة.
من جهته، قال الدكتور اكرام بدرالدين رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التطورات الجديدة لأزمة سوريا تتمثل في انتشار الإرهاب الذي أصبح يهدد الجميع، فلا يوجد دولة الآن بعيدة عن الإرهاب.
وتوقع بدر الدين في تصريح لـ((شينخوا))، أن يؤدى ذلك إلى تكثيف التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب في سوريا.
واستدرك " لكن المشكلة أن هناك دولا لها مصلحة في استمرار الوضع الحالي في سوريا، وأخرى لها مصلحة في عدم القضاء على الارهاب إما لتحقيق مصالح سياسية أو لاستمرار انخفاض أسعار النفط أو لرغبتها في تفتيت بعض الدول بالشرق الأوسط ".
وأشار إلى أن داعش صنيعة بعض الدول التي تستفيد من وجود هذا التنظيم الارهابي، فلا يمكن أن يصل داعش لهذا الوضع لولا وجود دعم مخابراتي وعسكري من قبل بعض الدول له.
ولفت بدر الدين إلى أن العمليات الإرهابية لتنظيم داعش سوف تدفع الغرب إلى زيادة القيود على استقبال لاجئين سوريين، كما أنها أوقعت الدول الغربية في تناقض أمام نفسها، فهي دول ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وحرية التنقل والكرامة الانسانية لذلك تستضيف اللاجئين لكن التهديد الارهابي يدفعها لاتخاذ اجراءات تتعارض مع قناعاتها ومع الديمقراطية.
وتوقع أن تسوء أزمة اللاجئين في الأجل القصير.
وشاطره الرأى السفير السيد أمين شلبي مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، بقوله إن أزمة اللاجئين سوف تتعمق ما دامت الأزمة السورية مستمرة.
ودعا شلبي إلى الفصل بين محاربة داعش في سوريا وبين الأزمة السياسية السورية، بحيث يتم العمل على تصفية داعش عسكريا، وفي نفس الوقت يجرى العمل على وقف إطلاق النار بين قوات النظام وقوات المعارضة تمهيدا لحل سلمي.
وأوضح أن هجمات داعش المتعددة سوف تصعد العمل الدولي ضده في سوريا، حيث أرسلت فرنسا حاملة الطائرات "شارل ديجول" إلى الشرق الأوسط لمواجهة داعش، بينما يرغب رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في المشاركة في ضرب التنظيم الإرهابي، إضافة للضربات الروسية في سوريا.
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |