تحليل إخباري: واشنطن في موقف صعب وسط الاضطرابات على أرض مصر

واشنطن 15 أغسطس 2013 (شينخوا) باتت الولايات المتحدة الآن في موقف صعب مع تزايد حدة الاضطرابات في مصر، ومازالت الخطوة القادمة لواشنطن مجهولة في أعقاب الإجراءات الأمنية الشديدة التي أتخذت ضد المتظاهرين من جماعة الإخوان المسلمين في شوارع القاهرة.

فقد أفادت الأنباء بأن المئات قتلوا والآلاف أصيبوا إثر قيام ضباط الأمن المصريين بفض اعتصامي الإخوان يوم الأربعاء في القاهرة. وانتشرت أعمال العنف من مركزها في القاهرة إلى مناطق أخرى بالبلاد حيث تواردت أنباء عن تعرض كنائس ومراكز شرطة لبعض الهجمات.

وفيما أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس أعمال العنف وأعلن إلغاء التدريبات المشتركة مع الجيش المصري التي كان من المقرر إجراؤها الشهر المقبل، لم يقدم أي دلالة توضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ أي إجراء آخر.

وقال المحللون إن البيت الأبيض يسعى إلى إحداث توازن صعب من خلال إدانته العنف من ناحية وعدم إشارته إلى خطط لقطع المساعدات العسكرية عن مصر من ناحية أخرى، ما يجعله عرضة للنقد.

وفي الواقع، اتهم البعض إدارة أوباما بانتهاج سياسية مشوشة وغير واضحة تجاه مصر وتفادي وصف استيلاء الجيش على السلطة مؤخرا بأنه انقلاب، إذ أن هذا سيضطر واشنطن وفقا للقانون إلى قطع مساعدات قدرها 1.3 مليار دولار عن مصر.

وفي بيان، ذكر السيناتور راند بول يوم الخميس أنه في الوقت الذي يدين فيه الرئيس العملية الأمنية، "تواصل إدراته ارسال الملايين من دولارات دافعى الضرائب للمساعدة في الدفع مقابل تلك العملية".

وقال واين وايت، النائب السابق لمدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الشعب "لا يمكنه أن يتوقع سوى إدانات (من الولايات المتحدة) ومناشدات خاصة بوقف الدعم العسكري".

وأضاف وايت "في حقيقة الأمر... من المحتمل أن تعوض البلدان الخليجية الثرية مصر عن قطع الدعم الأمريكي".

وذكر ستيفن بوسي مدير مركز اليسون لدراسات السياسات الخارجية بمؤسسة ((هيرتاج فاونديشن)) أن واشنطن قد تشرع في إحداث بعض التغييرات.

وقال لشينخوا "فأنا أرى واشنطن وقد وضعت فجأة دفعة كاملة من الشروط الجديدة لمنح هذه المساعدات العسكرية. ولكن مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقطع المساعدات العسكرية تماما، "اعتقد أنه قرار من الصعب إتخاذه. ولكنني أظن أنكم ستشهدون في البداية بعض ... الخطوات مثل فرض الشروط على منحها أو وقف برامج محددة دون الأخرى".

وقال وايت إن إجراءات الجيش ضد الإخوان، علاوة على تعيين لواءات في حركة المحافظين في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لا تضر فقط بسمعة النظام الحالي، وإنما لن تجدى على الأرجح ، إذ أن أعدادا كبيرة من المتشددين في صفوف الإخوان المسلمين مستعدون للموت.

وذكر بوسي أن الجيش المصري يفرط في استخدام سلطته. و"هذا سيكلفه الكثير وقد يكلفه دعم إدارة (أوباما)".

وعلى صعيد آخر، قال وايت "الحقيقة هى أن مرسي، عندما كان يحظى بشعبية ويزاول مهامه منذ أشهر قليلة، منح لنفسه صلاحيات استثنائية في أواخر عام 2012 حتى يسيطر على المحكمة العليا المصرية ويقر دستورا وطنيا يميل للإسلاميين ".

وأضاف وايت إن حصول مرسي على صلاحيات غير ديمقراطية أرسي أساسا لمخاوف من حكومته في الأشهر الأخيرة. وبالفعل، أخذ الرئيس المعزول على عاتقه تنفيذ أجندة دينية متطرفة.

وفيما قال بعض المراقبين إنه كان ينبغى على المصريين الانتظار حتى الانتخابات المقبلة للإطاحة بالرئيس ديمقراطيا، قال بوسي إن البلاد قد لا يكون لديها عندئذ القدرة على إجراء انتخابات بعد فترة ولاية كاملة من حكم الإخوان.