الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مقال خاص: مواطنو غزة يحاولون جاهدين معالجة جراح الحرب


غزة 27 يناير 2009 (شينخوا) في غرفة ضيقة في الطابق الثاني من مبنى مكون من طابقين جلس محمد عبد ربة (55 عاما) صامتا على فراشه.

وإلى جواره جاره الأصغر سنا يشعل نارا بقطع من الأثاث المكسور من أجل الرجل المعاق، وقد جلبت النار الضوء لظلام الغرفة والدفء للموجودين بها.

ويقع المبنى في قرية عبد ربة في شمال قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وقد تضرر كثيرا من العملية التي شنتها إسرائيل لمدة 22 يوما على القطاع والتي انتهت أخيرا قبل عشرة أيام.

ورغم خطورة الحياة في مثل هذا المبنى رفض محمد المغادرة.

وقال محمد لمراسل ((شينخوا)) مساء يوم الثلاثاء "أنا كبير في السن ولا أريد أن أغادر منزلي الذي تضرر بشدة، لا يوجد مكان في العالم أفضل من منزلي."

وقال "أنا لا أريد أن أغادر المكان حتى إذا توفيت، أنا أريد أن أموت في منزلي"، وأضاف أنه وزوجته هما كل من تبقى في البناية حيث غادر 11 شخصا آخرون إلى مكان آخر.

ويقول محمد إن السبب الآخر لإصراره على البقاء إنه إذا غادر فإنه قد لا يتمكن أبدا من العودة الى منزله الذي يبعد نحو كيلومتر واحد عن الحدود بين إسرائيل وغزة.

فبعد 18 عاما من العمل الشاق تمكن محمد من بناء المنزل الذي كلفه نحو 150 ألف دولار أمريكي.

وقال "لقد دمر منزلي بنيران دبابة إسرائيلية في دقيقة واحدة."

وأضاف "إن إسرائيل وحماس وفتح جميعهم حكومات شرعية لكن يبدو أن المواطنين الفلسطينيين وحدهم هم غير الشرعيين."

واستطرد "لبقية حياتي سيكون من المستحيل لي أن أعيد بناء منزلي ربما يمكن أن يقوم بذلك الجيل التالي."

وقبيل زيارتنا لمنزل محمد روى مواطن آخر لمراسل ((شينخوا)) قصته بجوار أنقاض منزله.

وقال طاهر الشيخ الشاب البالغ من العمر 27 عاما إن منزله الذي كلفه 100 ألف دولار أمريكي قد دمر تماما على يد الجيش الإسرائيلي قبل اسبوع مضى.

وقال الشيخ ان تدمير منزله تسبب في إجهاض زوجته الحامل.

وقال الشيخ "لا يوجد مسلحون هنا ولا تطلق صواريخ من قريتنا على إسرائيل، لا يمكنني ابدا ان افهم لماذا دمرت منازلنا."

واضاف ان الجيش الاسرائيلي ربما قام بذلك للحصول على رؤية افضل للمكان بما يساعد عملياته في غزة.

واوضح "خلال الايام الاولى بعد ان خسرت منزلي وطفلي، فكرت في الانتقام ولكني لاحقا غيرت رأيي لأن العنف لا يمكن ان يؤدي الى السلام."

وقال الشيخ، الذي يعيش مع خاله مؤقتا، "ما أريد أن أفعله الآن هو اعادة بناء منزلي رغم الصعوبة البالغة للقيام بذلك، وأنا أريد السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

كما يحاول الاطفال في غزة علاج جروحهم من الحرب بمساعدة مدرسيهم.

ويوم السبت عاد الأطفال إلى المدارس وحاول المدرسون كل ما في استطاعتهم لمساعدتهم على التغلب على الذكريات المرة التي سببتها الحرب.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء في مدرسة شمالي غزة كان بالإمكان رؤية مئات الاطفال يمرحون في الفناء.

إلا أن ولدين من هذه المدرسة قتلا خلال العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ولن يلعبا ابدا مع زملائهم ثانية.

وقالت ليلى السقاني مدرسة علم النفس في المدرسة "اليوم نحن نريد أن نترك الاطفال يلعبون وهذا جزء من خطة لمساعدتهم."

وقالت انه خلال الثلاثة ايام السابقة رتبت المدرسة أنشطة اخرى للاطفال.

ويوم السبت تم تشجيع الاطفال لحكي خبراتهم عن الحرب.

ويوم الاحد جعلهم المدرسون يرسمون صورا للحرب ويوم الاثنين طلب من الاطفال أداء عروض متعلقة بالحرب، واوضحت السقاني ان "كل هذه الانشطة تم ترتيبها سعيا لمساعدة الاطفال، انهم يعانون كثيرا من الحرب."

وقالت "رغم ان هذا قد يساعد الاطفال على التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم ، الا ان الامر سيتطلب وقتا حتى يستطيعوا التغلب على المأساة."

 

شبكة الصين / 1 فبراير 2009 /




-مدرسة من الخيام فى غزة (صور)

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :