كان عيد الربيع في ستينات القرن الماضي مناسبة لا تنسى، حيث كان الناس يتناولون الحبوب الخشنة في الحياة اليومية وكانت اللحوم غير متوفرة في مائدة الطعام ولذا أصبح طبق جياوتسي المصنوع من طحين القمح والمحشو باللحم، أصبح لذيذا للغاية وكان الأطفال يشعرون بالسعادة لمجرد حصولهم على الفوانيس الورقية والمراوح الهوائية لأنهم لا يملكون مصاريف جيب في الأوقات العادية.

وتعتبر الجماعية من خصائص عيد الربيع في ستينات القرن الماضي، حيث كانت المؤسسات العامة تنظم المهرجانات والزيارات وتوزع تذاكر السينما كما توزع الحكومة قسائم التموين والسلع وتنظم أعمال التنظيف وكانت الأطباق في موائد جميع الناس متشابهة والأثاث في جميع البيوت متشابها أيضا. وكانت أزياء الناس متشابهة وأمنياتهم في الحياة متشابهة أيضا.

ويكون الأطفال سعداء في عيد الربيع. وكان الناس يدخرون قسائم طوال السنة ليشتروا بها القماش القطني المُضلع الأحمر أو الأزرق أو القماش المطبوعة عليه الأزهار وتسهر الأمهات لتحويل هذه الأقمشة إلى ملابس جديدة للأطفال بواسطة آلة الخياطة. وفي الأوقات العادية يبلس الصغار الملابس القديمة لإخوتهم الكبار ولكن عندما يحل عيد الربيع تحاول جميع العائلات صنع ملابس جديدة للأطفال. وفي بعض العائلات الفقيرة، تقوم الأمهات بإعادة تدوير الملابس القديمة لجعلها تبدو جديدة.

واستبدلت حركات الانحناء وشبك اليدين في التحية وكلمات التهنئة التقليدية مثل "قونغ شي فا تساي" (نبارك لك الثراء) بكلمات جديدة مثل "عيد ربيع سعيد يا رفيق" كما يقدم الجيل الصغير هدايا للجيل الكبير في زيارتهم بدلا من الركوع أمامهم.

وتنظم بعض المؤسسات زيارات جماعية في اليوم الثاني من السنة الجديدة، حيث يجتمع الناس في حفلات شاي ويدعو المسؤولون إلى سيادة العلم ونبذ الخرافة والترشيد وعدم الإسراف والتبذير والمثابرة على العمل والإنتاج. وبعد الحفلات يوزع البذر والفول السوداني المتبقي من الحفلات على الأطفال.

وكانت احتفالات عيد الربيع في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي، رتيبة وذلك يتمثل في الأوبرا والأغاني والرقص والأفلام الثورية ولكنها شهدت تغيرا كبيرا في عام 1977، حيث ظهرت العروض الرياضية ومهرجانات المعابد وحفلات الرقص والشعر والموسيقى مما خلق أجواء عيدية جديدة.

وفي أواخر السبعينات بدأ الناس من جديد، زيارة الأصدقاء والأقارب بحرية، بصرف النظر عن فئاتهم الاجتماعية كما بدؤوا في ارتداء مختلف الموديلات من الأزياء بدلا من الملابس المتشابهة في الماضي واستبدلوا الأغاني الثورية بأغاني "البوب" وخرجت الصين من الثورة الثقافية وبدأت تستقبل عهد الإصلاح والانفتاح. ويبدو أن نمط الحياة المقيدة قد تغير بين عشية وضحاها.